المحرر موضوع: الفعل وردود الفعل في سيناريو الإساءة الى رسول الاسلام  (زيارة 743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
الفعل ورد  الفعل في سيناريو ألإساءة إلى رسول الأسلام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
من ناحية ألمبدأ نحن ضد الإساءة الى أي رموز دينية وشخصيات معتبرة لأي جماعة مهما كانت الاسباب والمبررات وبغض النظر عن الأنتماء الديني والقومي والأثني.هذا ما تمليه علينا عقليتنا وثقافتنا المنحدرة من ذهنية تعاني من فقر دم حرية التفكير والتعبير ومصابة بأنفلوانزا تقديس الأشخاص والأشياء لذلك هناك خطوط حمراء عليهم يمنع تخطيها او إبداء اي رأي فيها وإلا يعتبر من قبيل تدنيس المقدس وتكون العقوبة قاسية وأحيانا فقدان الحياة هو ثمنها الباهض.ناهيك عن حساسية الموقف حيث العقول عندنا مشحونة بالتعصب والطائفية ومشبعة بالايمان اللاعقلاني والتدين الاعمى حيث درجة حرارة الوعي فيها صفر مئوية.لقد أثيرت ضجة نووية ضد فلم عرض في الانترنيت يقول الاخوة المسلمين أنه يسيء ألى رسولهم.وكالعادة نفس السيناريو مع رسوم الدنمارك يتكررهنا ايضا وهو مضاهرات صاخبة تعلن أحتجاجها واستنكارها وشجبها وتقوم بسلوك وحشي بربري بتخريب الممتلكات العامة وقتل الابرياء الذين ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل وحرق دور العبادة وتدنيس  الانجيل في طوفان جماعي يجرف ويدمر.وهذا في عرفهم يعتبر دليل حب النبي وشهادة صدق الايمان وحسن السلوك.

 وما على الدولة والحكومة والشعب التي كانت مسقط رأس صاحب الإساءة سوى أن تدفع فاتورة الأعتذار لهم وإلا تكون النتيجة مقاطعة بضائعهم وإغلاق سفاراتهم أو تخريبها وهذا أضعف الايمان .وكأن رئيس اميركا مسئول عن سلوك كل مواطن يعيش في اميركا . إن هذا العقاب الجماعي بفعل جماعي ماراثوني جريمة اخلاقية وقانونية وانسانية  لانها من رواسب العقلية الضيقة التي تنظر الى الاخر من زاوية الدين وتحصر الاخوة فيه وليس في الانسانية.ان الكتابة والرسم وانتاج فلم يدخل تحت بند حرية التعبير المكفولة دستوريا وقانونيا في الغرب لانها تقع في إطار الحرية الشخصية  فكل انسان له الحق ان يعبر عن وجهة نظره دون القصد منها تجريح او المساس بمقدسات الاخرين .لا يوجد اي تناسب بين الفعل ورد الفعل وبين الجريمة والعقوبة فهل مجر جان يسيء احد ما ألي تكون حياته هي الثمن لا أظن يوجد شيء في الوجود يستحق ان يموت من اجله الانسان كما قال البير كامو.

ان العنف بكل اشكاله دليل العاجز والضعيف الذي يفتقر الى منطق الحجة والاقناع هذا بدوره غياب الوعي الحضاري.ولماذا الكيل بمكيالين وتحرمون على الاخرين ماتحللونه على انفسكم ان الآيات القرآنية والاحاديث النبوية غنية عن التعريف في اتهام اهل الكتاب بالكفر والضلالة لا بل منذ خمسة عشرة قرنا ملايين المسلمين وخمس مرات يوميا عدد الصلوات عندهم يجترون هذه الذهنية .ولا زالوا في العراق ومصر ونيجيريا يقتلون ويهجرون المسيحيين ويحرقوا كنائسهم لكن المسيحيين لم يعاملوهم بالمثل لأن النار لا تطفأ بالنار ولا يمكن تبرير العنف دينيا.ولا يمكن تحميل المسلمين كلهم مسئولية قلة متطرفة لذلك لم نخرج مضاهرات مدمرة ولم نرفع لافتات معادية فالله القوي لا يحتاج من يدافع عنه .

إن ذهنية العنف والنزعة التدميرية الموجودة لدى اغلب الشعوب العربية والاسلامية تجد سندا من التراث الديني والثقافي ونتيجة كبت وقمع الانظمة المستبدة الحاكمة والتي عملت بشكل منهجي ومنظم على تبخيس قيمة الفرد من خلال مصادرة انسانيته وكرامته وفرض الذل والهوان عليهم.وامتلئت رئتيه بهواء الحقد والكراهية ويحتاج بين الحين والاخر الى تفريغ وتنفيس الشحنات الكهربائية الجاثمة على صدورهم وهكذا يكون الغرب الكافر هو صاحب الحضوة من اسقاط كل مشاعر العدوانية عليه بدل موجد هذه الكراهية وهي الانظمة الفاسدة.وفي ظل غياب البطولة من هذا النمط من المجتمعات البوليسية يحاول الفرد ان يلبس ذله وجبنه وبؤسه الداخلي ثوب البطولة والشجاعة والعزة.ويعمل التيار الاسلامي المتشدد بكل وسائل الاتصال على تغذية مشاعر الكراهية ضد الغربوتصعيد الموقف كي يسير بالاتجاه الذي يخدم ايديولوجيتها.والا ماذا تفسر وجود ملايين الاساءات على صفحات الانترنيت ضد نبي الاسلام لم يتكلم احد عنها اي ان هناك اهداف سياسية من وراءها يستغل فيها ا لناس البسطاء.وفي ظل الانفتاح الكوني والتفاعل الحضاري ومن اجل الامن والسلام العالمي اصبحت الحاجة ملحة اكثر الى تعزيز الحوار بين الاديان ورفع الحواجز التي تعيق الانفتاح والتسامح والتقارب واحترام الاخر المختلف والتعاون بين البلدان في مختلف المجالات يقع على عاتق البشرية جمعاء واي سياسة مناهضة لهذا الاتجاه علينا التصرف معها بوعي وحكمة لئلا ينهار هذا المشروع العالمي.
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com                                        [/size] [/color]