عودة ابن الشمس
ايفان عادل
(1)
أنا رجلٌ بلا حياة
في حياةٍ تتركني أعيشها
كي تأخذَ مني الخلود
ولا تعرفُ إنّا كلانا
ذات يومٍ سنموت ...
(2)
لي من الأيام قليلها
لا أعرفُ كيف عشت حياتي
لم آخذ منها إلاّ اسمها ...
(3)
أرى الموتَ الأبيض
يناديني ..
كي أرحلَ عنكِ
إنه على الجانب الآخر
من نهر اللاوجود
وهنا ..
أرى أياماً
تناديني ..
كي أبقى بعيداً عنكِ
حيث أقفُ هنا
على ضفة الوجود ...
(4)
أحبُّكِ ..
يا من لا أستطيع أن أكتبَ اسمها
على ورق القصائد
حين أناديكِ
أكتب ياءَ النداء ..
وأنتظر زمناً
..........
..........
فيه يتمزّقُ قلبي
ثم آراه يطير فرحاً
ويرقص فوق لهيب الآلام
لأنّه ..
يحبُّكِ ...
(5)
حبُّكِ حدثٌ عظيمٌ
لمشاعري ..
وعواطفي ..
وأحاسيسي ..
نفتخرُ جميعنا به
ونحتفلُ جميعنا به
في كلّ جزءٍ
من أجزاء الثانية ...
(6)
لا أحزن حين أرى
بعضَ ذيول رداء الموت
تلمسني
إلاّ لأنّني ..
سأفارقكِ يا جميلتي ...
(7)
كعادته ...
نهرُ اللاوجود
كلّما يقلّ منسوبُه
يأخذ أحدَ الحبيبين
إلى الجانب الآخر
كي يرتفعَ منسوب مياهه
بدموع الآخر ...
(8 )
هذه المرة ..
سيبتهج كثيرا
وهو يستقبل دموعَكِ
تلك التي ستذرفينها
على شخصٍ ..
لم تعرفي قط
أنه لم يعش سوى ليحبَّكِ ...
(9)
سأكونُ واقفاً إلى جانبكِ
بعد أن أفارقَ جسدي
لن ترينني ..
لن تسمعينني ..
لن تشعري بوجودي ..
لكنّكِ في سبعةِ أيامٍ مبعثرةٍ
من كلّ سنة
دون أن تقصدي ..
ودون أن تعرفي كيف سيحصل ذلك
ستحيطكِ أنفاسي الدافئة
وستشعرين بحبها
وستلمسين حنانها
وفي أعماقكِ
ستلفظين حينها
اسمي ..
وستعرفين جيداً
كيف حصلَ ذلك؟...
(10)
لست أكتب وصيتي هنا
فالأحياء لا يكتبون الوصايا
ولست أخطّ رسالة وداعٍ
أو أنشد قصيدة كئيبة
أو أسطر مرثاةً
تريد أن تسبقني
قبل أن أصلَ عتبة النهاية ...
(11)
إنّما أخاطبُ نفسي في حبِّكِ
كما أفعل دائما
وحدي مع نفسي ...
(12)
أحبٍّك يا عصفورتي الشقراء
أحبُّك يا من تتراقص الكلمات فرحاً
حين أناديها لوصفكِ ...
(13)
(أحبُّكِ)
..........
..........
حين أكتبها لكِ
أقول فيها كلَّ كلامِ الحبِّ
وأقوم بجميع أفعاله
وأمارس فيها جميع طقوسه
منذ أن ظهر الله
في أفق الأزلية
واندلعت نيران الحب ...
(14)
وداعاً .. حبيبتي ...
(15)
ستصبحين على فجر
يحمل صورةَ وجهي
إنيّ أعود إلى أمي
فأنا ابن الشمس
وإليها رجوعي ...
فرنسا
ايلول/2011