وثيقة تاريخية مهمة : مؤتمر السلام في باريس بتاريخ 16/7/1919.
عربها عن الفرنسية لويس بري صابونجي
توطئة تاريخية
ان سلالة الكلدان الآشوريين الذين يؤلفون أمة واحدة وقد انشاوا في غضون أربعين قرنا دولة عظيمة الشان تارة باسم السلطنة الكلدانية وطورا باسم الدولة الآشورية. قد اجتمع مندوبوهم ليعملوا على إحياء مجد قومهم السابق وعليه قد قرروا ان يتخذوا شعارا لاتحادهم القومي اسم : (الكلدان الآشوريون).
تأسست السلطنة الكلدانية قبل التاريخ المسيحي بنحو 5000 سنة ثم انفصل عنها الآشوريون سنة 1830 ق. م فأسسوا سلطنة مستقلة عرفت باسم (آشور الكبرى) سقطت سنة 538 ق.م. ولما سقطت دولتهم تفرق زعماؤهم ثم اخذوا بإنشاء إمارات آرامية صغيرة مختلفة في الرها واربيل وسنجار وتدمر وغيرها وحكمت من 300 ق.م الى 300 ب . م وانقرضت الواحدة بعد الأخرى. وفي القرون الأخيرة في الحرب الأوربية الكبرى لبثت طائفة منهم مستقلة في جبال حيكاري لا تكترث لأوامر الدولة العثمانية. ولما اعتنق قومنا الدين المسيحي, أسسوا قرب بابل في مدينة سلوقية والمدائن كرسيا بطريركيا لكنيسة سميت (الشرق البابلي) ولما استولى العرب على السلوقيين واهل المدائن وخربوا بلادهم, نقل ذلك الكرسي الى بغداد التي قامت على أنقاض بابل القديمة ثم نقلوه فيما بعد الى الموصل التي قامت على أنقاض نينوى. وعليه مازالت هاتان المدينتان الى الآن كرسيا للبطريركية الكلدانية البابلية بمقتضى منطوق الفرامين السلطانية العثمانية.
وفي القرن الخامس للميلاد انقسمت الكنيسة الآرامية الى طائفتين عرفت الواحدة باليعقوبية نسبة الى ماري يعقوب البرادعي الذي قال برأي أصحاب الطبيعة الواحدة في المسيح وعرفت الثانية بالنسطورية نسبة الى مار نسطور بطريرك القسطنطينية الذي ذهب الى ان في المسيح اقنومين الهي وبشري. ثم انحاز قسم من النساطرة الى الكنيسة الكاثوليكية اتخذوا لهم الاسم الجنسي (كلدان) وانحاز فريق من السريان اليعاقبة الى الكاثوليكية دعوا (سريان كاثوليك). والموارنة أيضا هم آراميون من السلالة الكلدانية ومازالوا محافظين على اللغة الآرامية. والروم الكاثوليك هم من نسل آرامي وتسموا بالروم الملكيين في عهد الامبراطور مرقيان الذي دانوا بمعتقده أطلق عليهم هذا الاسم اتباع أوطيخا. وفي القرن الخامس للميلاد خرج النساطرة عن طاعة بطريرك بابل وانشأوا لهم بطريركية في قضاء قودشانس في جبال حكياري.
وأقامت طائفة السريان الكاثوليك بطريركا سمي البطريرك الانطاكي وكان كرسيه سابقا في دير الشرفة بقرية درعون من جبل كسروان ولما صارت البطريركية الى انطون سمحيري 1854 نقل الكرسي الى ماردين باذن السعيد الذكر البابا بيوس التاسع والقصد من نقل الكرسي الى مدينة ماردين, ان تكون مجاورة لدير الزعفران مقر البطريركية السريانية اليعقوبية. ( أي لإثارة الفتن والمشاغبات - المحرر ).
إيضاح جغرافي
ان الأمة الكلدانية الآشورية تشغل المناطق التالية:
1 - ولايات الموصل وديار بكر وبتليس ويلحقها سنجق سعرد, وسنجق حكياري يتبع ولاية وان, وسنجق الرها يتبع ولاية حلب, وسنجق دير الزور على حدود العجم غربي بحيرة اورمية وسالاماس.
2 - جماعات أخرى اقل أهمية تقطن ولايتي البصرة وبغداد ومعمورة العزيز ووان وادنه وبتليس. وفي مدن سوريا ولبنان وفلسطين والآستانة ومناطق أذربيجان والقوقاس وبعض البلاد التابعة لروسيا.
3 - وقسم منهم تشتت في مصر واوربا وأميركا الشمالية والجنوبية والمكسيك وكندا. ومنهم من توطن مالبار الهندية وجزيرة سرنديب.
إيضاح إحصائي
يبلغ عدد نفوس الأمة الكلدانية الآشورية اليوم, مليون وخمسمائة وعشرين آلفا هذا عدا 350 آلفا من الرجال ذهبوا ضحية الحرب الكونية 1914 في ميادين القتال والمذابح. وبيانا للإحصاء نورد الإيضاح التالي:
ا - المسلمون الذين من العنصر الكلداني الآشوري: يوجد خلا المسيحيين شعوب أخرى تتسلسل من العنصر المذكور كالأكراد والتركمان والبرادوست في منطقة حكياري الشمالي في فارس واكراد سوران في الجهة الغربية من ولاية الموصل واكراد ميران الرحل جنوبي ماردين (ويقصد الآشوريون الذين تأكردوا نتيجة المذابح) وعرب (صليبا) وسكان جبل معلولا شمالي دمشق وغيرهم كثيرون من العرب والاكراد والتركمان الذين مازالوا محافظين على اللغة والعوائد والتقاليد والآداب الآرامية. وهؤلاء جميعهم ينحازون بسهولة الى جنسيتهم الكلدانية الآشورية الأصلية متى سنحت لهم الفرصة.
2 - ان تشتت العنصر الكلداني الآشوري بعوامل الاضطهاد قد حدث خاصة منذ 70 سنة ففي خلال هذه المدة اتخذت الحكومة التركية الاضطهاد المتواصل وسيلة لاذلال العنصر الكلداني الآشوري فحرضت بعض عناصره ممن دان بالإسلام والاكراد وغيرهم من عشائر (بدرخان بك) على اضطهاد إخوانهم المسيحيين.
فمذابح عام 1850 حدثت في جزيرة ابن عمر ونواحيها وفي شمال منطقة الموصل وفي سنجق سعرد وحكياري فهلك بالمذابح نحو مائة آلف نسمة الى سنة 1895 وفي المذابح التي جرت في آمد وسنجق سعرد قتل نحو 20 الفا وفي مذابح ادنة 1909 قتل من أبناء قومنا نحو ثلاثة آلاف نفس فهذه الحوادث المريعة أكرهت جانبا كبيرا من الكلدان الآشوريين على المهاجرة الى أطراف المعمورة وفي الحرب الأخيرة فقدت امتنا عددا كبيرا من أبنائها كما تقدم وهذا لا يشمل إخواننا في الهند الذين حاربوا في صفوف الجيش الإنكليزي. ونحو 50 آلفا ممن نجوا من المذابح لجأوا الى باكوبا بالقرب من بغداد و30 آلفا هاجروا الى اردهان من بلاد فارس ونحو 70 آلفا توطنوا في القوقاس من بلاد روسيا. يضاف إليهم الذين هاجروا الى سيبيريا وخربين. ولا يبرح من الفكر ان قسما عظيما من الكلدان الآشوريين اضطر خلال الحرب بدافع الاضطهاد الى اعتناق الإسلام وان عددا كبيرا من النساء والصبايا والأولاد هم معتقلون في مقاصير حريم المسلمين يتوقعون بفارغ الصبر يوم يعودون فيه الى ذويهم والتخلص من ربقة الظلم والذل فيعوض قومنا جزءا من خسارته الفادحة.
تضاؤل العنصر الإسلامي
كثيرون من المسلمين سقطوا قتلى إبان الحرب الكبرى الأخيرة وما سبقها كحرب طرابلس الغرب وحرب البلقان لأن الدولة العثمانية اضطرت الى حشد الجند من سن 16 الى 60 سنة، فأصيبت البلاد بأربع مصائب: وهي الحروب والجوع والأوبئة والمهاجرة وهذه المصائب قد أضعفت العنصر الإسلامي بمعدل ثمانين في المائة وخلا قسم كبير من المدن والقرى من السكان والذي استطاع الثبوت بُلي بالخراب. فمدينة آمد التي عدد سكانها عام 1914 كان 50 آلفا أضحى في عام 1919، عشرة آلاف نفس وهكذا قس سائر المدن.
الأغلبية النسبية
اذا آخذنا بعين الاعتبار الأمة والجنس واللغة بصرف النظر عن تباين الأديان رأينا العنصر الكلداني الآشوري اكبر عددا من بقية العناصر بمفردها.
الاقتدار الأدبي في العنصر الكلداني الآشوري
من الأمور المقررة ان إدارة البلاد لا تتوقف على كثرة الأنفس بل على اقتدارها الأدبي المعول عليه مباشرة . وعليه فان العنصر الكلداني الآشوري يفوق العنصر الإسلامي استعدادا أدبيا بما لا يقاس. فان الأول عامل منتج والثاني (الإسلامي) عاطل مستهلك يقتات بمحاصيل الغير. والخلاصة ان العنصر الكلداني الآشوري يتجلى بسجايا أدبية عالية وذو طبيعة استعدادية تتفق مع روح الحضارة في جل تطوراتها وادوارها.
الحالة الاقتصادية والعقلية
ان اللغة الكلدانية وآدابها كانت في قديم الزمان عظيمة ولم تزل وبها تصدر المؤلفات والصحف وتلقنها طلاب العلوم في المعاهد والجامعات الوطنية والأجنبية هذا رغما عما تحمله أهلها من الضغط والاضطهاد. وقد ساعد على حفظ هذه اللغة الشريفة وآدابها الواسعة, البطاركة الوطنيون الذين انشأوا المعاهد الدينية والخيرية والمدارس المتعددة في المدن الكبيرة. وانشأ الكهنة في القرى والدساكر مدارس ابتدائية كان الأحداث بعد إكمال دروسهم الابتدائية ينتقلون منها الى المدارس العالية في الشرق او في أوربا وأميركا . وقد تخرج من هذه المدارس والجامعات عدد وافر من المشرعين والأطباء والمهندسين والبناءين والصحفيين والشعراء والعلماء ورجال السياسة والقضاء والفنون الصنائع وقد احبى الكلدان الآشوريون تاريخ أسلافهم المجيد الذي لم يبرح من مخيلتهم أصلا مما حدا بهم الى تأليف جيش عرمرم منظم من أبنائهم الأشاوس نجدة لدول الحلفاء إبان الحرب الكبرى, فخاضوا عمرات الوغى بقيادة القائد الباسل بطرس الياس وملك قمشابا وغيرهما من أركان الجيش الوطني فحاربوا بشجاعة فائقة في جبال حكياري واكتسحوا بلاد ارمينيا حتى موش من أعمال ولاية آمد وبذلك اكتسبوا إعجاب الحلفاء. هذا عدا الذين حاربوا في فلسطين في الفرقة الشرقية وفي فرنسا. وللعنصر الكلداني الآشوري أهمية عظمى في الحركة التجارية والاقتصادية في بلاد ما بين النهرين. ففي مدينة آمد والقرى المجاورة يشتغل الأهلون بتربية دود القز وصناعة الصباغ والغزل والنسيج ومنسوجاتهم مشهورة بجودتها وجمالها. أما صناعة النحاس في بلاد بين النهرين تحسب من الصنائع الكثيرة الأرباح وكذلك الدباغة والنسيج والمعادن فمشهورة بنتاجها وإتقانها لا سيما الشاش الموصلي الذي شاعت شهرته في كل أوروبا. فجميع الصنائع الوطنية هي في أيدي الكلدان الآشوريين. أما الثخريم الذهبي والفضي الذي تشتغل به بنات بغداد له شهرة عظيمة في بلاد فارس وفي الأقطار الهندية أيضا والنخريم الذي تشتغل به بنات الرها له رواج عظيم في أوروبا وقسم من السجاد المعروف بالعجمي هو من صنع أبناء شعبنا في بلاد بيث نهرين، والقسم الأعظم من سكان هذه البلاد يشتغلون بحراثة الأراضي واستغلالها ورغما عما يقاسونه من الاضطهاد فاننا نرى قراهم غنية مخصبة.
العناصر الملية المختلفة
يقطن في أراضي بين النهرين شعوب مختلفة الأسماء، فإذا صرفنا النظر عن المسيحيين الذين هم من العنصر الكلداني الآشوري، وجدنا هنالك أقواما من المسلمين السنيين والشيعة والاكراد والعرب والزاز والجركس والتركمان واليزيدية وشرذمة تدعى (قزل باش)، غير ان الارمن في آمد أقل عددا من الآشوريين وكادت تقرضهم غوائل الحرب وهم يدعون ان الجهة الشمالية من ولاية آمد تخصهم مع ان الكلدان هم الذين اختطوها وعمرت بهم منذ سنين قراهم، فادعاء الارمن لا يرتكز على شيء من الحقيقة. أما الاكراد والعرب فعلى قسمين رحل لا يقر لهم قرار وسكان القرى. فالرحل ان احترموا الشرائع المفروضة حمتهم وصانت نفوسهم واموالهم. أما القرويون منهم فسيتمتعون بذات الحقوق التي يتمتع بها اخوانهم الكلدان الآشوريون خاصة وقد قلنا انهم من أصل كلداني.
مقصد ملك الحجاز
ولنفحص الان عن مقصد ملك الحجاز العربي، فعلى رأي هذا الملك ان كل البلاد التي يتكلم اهلها العربية يجب ان تدخل في حكم المملكة العربية. اما نحن فنعترض على هذا القول المضحك لأنه ينافي العدالة والتاريخ وكيف يصح ان تنحاز أمة الى اخرى اجنبية عنها لمجرد تكلمها العربية مع ان المتكلمين بها قد أجبروا بقوة السيف. فلنأخذ مثلاً ولاية الموصل، ففي هذه الولاية 40 الف عربي لم يستطيعوا قط العبور الى ضفة دجلة الشمالية ولا قدروا ان يقطنوا في الضفة الجنوبية. ان العرب الساكنين في بيث نهرين يتألف قسم منهم من العشائر الرحل وهؤلاء يأتون اليها من الجهة الشمالية في فصل واحد فقط لرعي مواشيهم وبعضهم يأتون من العراق الأعلى وبعضهم يجيئون من برية سوريا ثم يعودون الى اراضيهم. فالعرب النازلون مؤقتاً في اراضي بين النهرين لا يعتبرون من سكانها. والعرب المتوطنون في بعض القرى والمدن فقليلون جداً.
العجم
ان الكلدان الآشوريين الذين استوطنوا الجهة الغربية من بحيرة ارومية قد قاسوا اضطهاداً فظيعاً من الحكومات الفارسية. وخلال الحرب الكبرى اشتركت حكومة الشاه مع الاكراد والاتراك بذبح بني جلدتنا الذين كانوا يدعون انه لا يحق للعجم ان تتسلط عليهم. وحكومة فارس وان كانت مجاورة لاراضي ما بين النهرين فلا تستطيع ان تنكر حقوق الاغلبية والتاريخ مما يؤيد حقوق الشعب الكلداني الآشوري. فيجب اذاً على الأمة الفارسية ان تلحق بالكيان الكلدانيين ولا ريب ان نجاة الشعب الفارسي من ربقة الاريستوقراطية وتقاليده الثقيلة ستكون مكفولة بطريقة ممتازة وبموجب الشرائع الدولية القانونية فحسب.
حقوق الاستقلال والتفرد في الحكم
ان الكلدانيين الآشوريين قد اكتسبوا في القرن التاسع عشر حق الاستقلال ببسالة جنودهم في ميدان القتال بجانب الحلفاء هذا عدا المظالم والمغارم التي حاقت بهم منذ فجر العهد المسيحي وكما ضحوا ملايين النفوس في سبيل ديانة ابن مريم. كذلك خسروا الملايين في الدفاع عن حياتهم. وزادت الحرب العالمية في كوارثهم ولكنهم تحملوا عبئها بحزم فائق ولم تفت في عضدهم فوادح الشدائد والآلام الروحية والجسدية. ففي شهر ايلول 1915 شكل اهالي قرية جيلو في جبال حكياري كتيبة من شبانهم الاسود الذين امتازوا بالجرأة والبسالة المتناهية في الدفاع، وعددهم 20 الفاً صدموا بسواعدهم المفتولة وقلوبهم التي قدت من صخر اعداءهم الاتراك وقبائل الاكراد وجنود الفرس الذين يرأسهم ضباط المان تولوا القيادة مع حلفائهم ضد قواتنا التي حاربت دفاعاً عن الديمقراطية.
مطاليب الكلدان الآشوريين
ان المناطق التي يطالب بها الكلدان الآشوريين هي جزء من الاراضي التي كانت منذ قديم الزمان ملك اسلافهم. ثم ان مقدرتهم في الصناعة والزراعة وقابليتهم الفطرية للرقي واستعدادهم لتطورات المدنية وانتظام لغتهم وانتشار آدابها، كل ذلك يثبت كفائتهم لانشاء حكم اقتصادي. كما ان ذكائهم السياسي يكفل ادارة الاحكام واقامة القسط. واذا كان الامر كذلك افما يحق لهم ان يؤملوا الان بانبثاق فجر عهد جديد ينقذهم من ربقة العبودية والاحكام الظالمة واسترجاع حريتهم واستقلالهم ؟ اما المطاليب التي نرغب تحقيقها فهي:
1 - تأسيس حكومة وطنية مستقلة في ادارة احكامها وتدير شؤونها تحت اسم "الكلدانية الآشورية". وهذه الدولة يجب ان تشمل كل ولاية الموصل.
2 - ولاية آمد خلا الجهة الشمالية من نهر مورادصو الذي هو فرع من نهر الفرات الاعلى.
3 - الأراضي التي هي: سنجق حلب والرها وسنجق سعرد الذي هو من ولاية بتليس وسنجق حكياري التابع لولاية وان.
4 - أراضي أرميا وسلماس في الجهة الغربية من بحيرة أورميا التي لم تزل تابعة لمملكة فارس. ونقصد بهذه الاقتراحات توسيع نطاق شعب مسالم وانجاح حكومة تحتاج الى ثغر بحري ولهذا نطالب بمنفذين الى البحار هما: ثغر اسكندرونة في البحر المتوسط والثاني عند خليج العجم يتصل بدجلة والفرات وشط العرب وان يكون نقل الركاب والبضائع التجارية مأموناً لنا تمام الامنية. وقد تعين رسم حدود هذه الدولة في الخريطة الملحقة بهذه العريطة على اان يصير تحديد التخوم بواسطة لجنتين تتألف الأولى من الكلدان الآشوريين والثانية من الولايات المجاورة.
5 - ان يتعهد دول الحلفاء وعصبة الأمم بصيانة الدولة الكلدانية الآشورية وحمايتها من كل تعدي أجنبي بوجه الاطلاق.
6 - ان الجمهورية الكلدانية الآشورية لا تنكر حاجتها الى دولة وصية تأخذ على عاتقها تدريب الوطنيين في أساليب الحكم ريثما يتمكن الوطنيون من اكتساب القوة والمعرفة التامتين، ولكن يجب على الحلفاء استشارة زعماء الأمة في اختيار الدولة الوصية.
7 - الكلدان الآشوريون الذين تقضي مصالحهم المتنوعة ان يعيشوا خارج وطنهم يطلبون من الحلفاء ضمانة اكيدة لتوسعهم الملي وحفظ حقوقهم السياسية والاقتصادية.
8 - ان الكلدان الآشوريون الذين ذهبوا ضحية الهمجية والذين اضطروا الى المهاجرة يطلب التعويض عن دمائهم أدبياً ومادياً من الحكومتين المذكورتين.
9 - من حقوق الدولة الوصية وواجباتها نحو الحكومة الوطنية ما يلي:
- ان تحول دون وقوع مذابح في المملكة الوطنية يقدم عليها اعداء الدولة، وان تخول الحكومة الوطنية حق التصرف بشؤنها الداخلية بحرية تامة.
- ان تقضي بنزع السلاح من كل الدول المجاورة لجمهورية كلدو وآشور.
- محاكمة الحكومات التي اشتركت بمذابح أبناء قومنا كما يجب طرد المشبوه بهم الى الخارج لئلا يعبثوا فساداً في الجمهورية الطفلة.
- يجب ان نتخذ الوسائط الفعالة في سبيل حرية الذين اعتنقوا الاسلام مكرهين في ظروف قاهرة لكي يعودوا الى قومهم ودين آبائهم.
- يجب استرداد كل الاموال المنقولة والعقارات الطائفية وخاصة التي للكلدان الآشوريين الى اصحابها او الى ورثتهم وترميم الابنية التي هدمها الاتراك والفرس والاكراد.
- تصفية الاموال المنقولة والعقارات الطائفية لا سيما التي تخص الكلدان الآشوريين الذين ماتوا خارج بلادهم ولم يتركوا ورثة وذلك بواسطة لجنة تؤلفها الحكومة الكلدانية الآشورية.
- ان الكلدان الآشوريين المتجنسين بجنسيات الدول يعطون الحرية التامة لمدة خمس سنوات ليختارو لهم ولاولادهم في البلاد الاجنبية جنسيتهم الاولى. اما الغير متجنسين عليهم ان يراجعوا حكومتهم الوطنية لكي تثبتهم في سجلاتها الرسمية في مواطن الجمهورية وبذلك تؤتي حق الدفاع عن مصالحهم الحيوية لدى الحكومات التي يتقبأون ظلها.
آمال الكلدان الآشوريين
ما لا ريب فيه ان تاريخ الكلدان الآشوريين اللامع عند الأمم اشهر من نار على علم. والاضطهادات التي لاقوها منذ بدء العهد المسيحي الى انتهاء الحرب العالمية والضحايا التي قدموها على مذبح مبدأ دول الاحلاف لا تقبل التبديل والتعريف بناء على ما تقدم نأمل نحن نواب الأمة الكلدانية الآشوريية من عدالة وديمقراطية ممثلي الحلفاء ان يقرروا تحقيق أمنية امتنا وبذلك يحسنون الى المبدأ الديمقراطي والى التاريخ القويم وبالتالي يحسنون الى أمة كلدو وآشور التي احسنت الى العالم اجمع حينما كانت في أوج حضارتها وكانت أمم الأرض تتخبط في دياجير الجهل.
ولا شك ان هذه النبذة الوجيزة سوف تأثر في اعماق نفوس مندوبي الدول الكبرى الديمقراطية الذين هم اليوم مفوضين تمام التفويض في فصل دعاوي الأمم قاطبة ومقامون نواباً عن الوجدان العام ولا ريب انهم سيحققون آمال الأمة الكلدانية الآشورية بتجديد دولة اسلافها الغطارفة ضمن حدودها الأصلية فتستعيد مجد اسلافها العظام قضاء بالعدل ولخير الانسانية جمعاء.
مندوبو الأمة الكلدانية الآشورية
مؤتمر فرسايل في باريس
في 16 تموز 1919