قصيدة مار جرجس والتنين
الشعر العامي عند مسيحيي العراق بدأ في العراق منذ القرن 17 ، ربما بعد تحول مسيحيو الشام في صلواتهم الطقسية من اللغة السريانية الى اللغة العربية. اقدم مخطوطة احتوت نماذج من قصائد تخص الدين المسيحي وتعاليمه هي مخطوطة اسين الاسباني ، عدد صفحاتها 28 وتتضمن 19 قصيدة وهي لشاعر موصلي يدعى عيسى الهزار وقد نشرت في مجلة الشرق المسيحي الفاتيكانية في 1906م، وظهر بعده شعراء اخرون منهم: القس حنا السرياني ابن سكر، الراهب يسوع اليزيدي المتنصر، القس خدر الكلداني الموصلي(+1755م)، الشماس الياس بن المقدسي يوسف بن يونان الطويل(+1844م).
قصيدة مار جرجس والتنين ، لا يعرف مؤلفها ، انتشرت في بلاد الشام والعراق، ربما عمرها اكبر من مائتي سنة، اول من نشر عنها بحثا هو الاب لويس شيخو اليسوعي في مجلته المشرق 1903م. ونشر مقاطع منها الاستاذ فضيل عفاص في مجلة نجم المشرق.
في ارشيف الخوري يوسف تمو الكرمليسي مخطوطة مدائح ، قياسها 16×21 سم ، اللغة: العربية، كتبت بخط جميل وبحبر شذري اللون والحركات بلون احمر، عدد صفحاتها 28 ، كتب في هامش منها " صححها الاب انستاس ماري الكرملي" تاريخ خطها 1924 – 1926 ؟ تحتوي على القصيدة كاملة وتتكون من عشرين بيتا رباعي المقطع، واقدم قسما من هذه القصيدة:
قالو يا مَلْك أْجا دوركْ
أحّد ما خالف شوركْ
قدّم بنتك بدستوركْ
حتى يأكلها الثعباني
***
قال منْ ياخذْ مملكتي
ويعفي عنّي وعن بنتي
يا أهل بيروت مدينتي
اقلقني حزني وأدماني
***
قالو يا ملك مالكْ
تخسر رجالك وابطالكْ
هوذا وزراءك واعوانكْ
ربطو عليك ديواني
***
أبوها مسكها من أيدها
ونحو الباب وصّلها
وفي المكان تركها
حتى يأكلها الثعباني
***
طلعت الناس تتفرّج
مار جرجس معاهم يتدرّج
راكب حصانه الأبيض
عيناه تقدح نيراني
***
قالت يا شاب روح أهرب
لا بيك تحمي ولا تضرب
نفسك بالحياة لا تحسب
روح خليني بمكاني
***
قال يا صبية لا تخافي
في موضعك أوقفي
من قتل التنين ما أعفي
انا مار جرجس النصراني
***
طلع التنين وفمو فاتح
من بطن الماء وهو سابح
تقدّم وضربو بالرمح
بين عيني والاسناني
***
مار جرجس في ذاك الحين
سل سيفو وذبح التنين
جرّوه سبعة فدادين
جرّوه ورا الحيطاني
***
مار جرجس أمّنهم
بقتل التنين أوعدهم
سبعين الف عمّذ منهم
غير النساء والاطفالي