قلبي المسكين
قيس جبرائيل شكري
الى من سَـكـَنَتْ سويداء القلب , حبيبتي ......
أكتب اليك ِ ياحبيبتي .... شاكيا ً
فأقول :
وأنا من هذا المكان الذي يفصله عنك ِ
حواجز .. وفواصل جبال وبحار
تمتد عبر تلك المسافات البعيدة
التي بيني وبينك ِ
فتقطع الكثير من خطوط الطول والعرض
تلك الخطوط التي تشاركنا القدر
فكما آل اليه بعادنا , لسبب ٍ
فهي كذلك أيضا ً
حيث إنـّا وهي
من صنع الانسان .... !
لذا أكمل قولي لك الأن فأقول ....
لايشفع لقلبي المسكين
غير ذكرى أيامنا الخوالي
وأحلام الصبا
تلك الأحلام التي
كنا بها نتعلل
فنرسم من خلالها
خارطة للحب الجميل
ونحدد لذلك الحب إطار للآمال ...
والان ياحبيبتي
أقول لك ِ متألما ً
بعد الذي قد حصل
إنَّ صفحات تلك الاحلام والآمال
قد أنطوت
ولم يبقى لها تلك العهود
التي طالما راودتنا
أنظري ياحبيبتي
هي الآن قد تبخرت ...
لذا إني الآن أقول شاكيا ً لك ِ
مَنْ سيملأ قلبي المسكين ؟
ذلك القلب
بعد أن كان مفعما ً
بآمال السعادة وأحلامها
هاهو الآن
قد أصبح خاليا ً ...
أتراني ياحبيبتي أتساءل
أقلبك ِ هو الآخر مثل قلبي
حيث لاآمال له الآن
ولا عهود له تتحقق ؟ !
أتذكرين ياحبيبتي
كنا حين نحلم
نحب الحياة أكثر فأكثر ,
وإني في سؤالي أمضي
هل ذاك الحب باق ٍ لها أم إنه قد زال ؟ !
أريد أن أكون مخطئا ً
إن قلت
قد أصبح من ضرب الخيال ....
عذرا ً ياحبيبتي على قولي هذا
لكنه الإبتعاد
وللإبتعاد آثاره
ومنها
أنه يجعل مديات الحب
لدى المحـبـيـن
كعين أصابها قصر نظر
فلا وضوح للرؤية ..
ولسنا في ذاك نحن سببُ
لـِما آلت إليه الاحوال ....
وبعد هذا وذاك
كيف لنا بعد الآن
أن نتعلل للحب وأحلامه
ولتلك الآمال ؟ ....
لاأملك إلا أن أقول لقلبي المسكين
لايشفع لك َ
غير ذكريات أيامك الخوالي
على مر تلك السنين