المحرر موضوع: لماذا يكتب السيد خالد عيسى طه مادة واحدة بعنوانين مختلفين ؟  (زيارة 1124 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احمد رجب

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا يكتب السيد خالد عيسى طه مادة واحدة بعنوانين مختلفين ؟
أحمد رجب

منذ سقوط الصنم صدام حسين ونظامه الدكتاتوري الجائر والسيد خالد عيسى طه رئيس " منظمة محامين بلا حدود " يكتب مقالات متنوعة ومنها أحياناً عن نظام البعث والدفاع عن رموزه وأزلامه الجبناء الذين هربوا من العراق بعد قيامهم بإقتراف جرائم وحشية بحق العراقيين عامةً والكورد خاصةً ويحاول التدخل في كل شيء وأن يكون واعظاُ ومرشداً للآخرين.

يعرف العديد من أبناء الشعب الكوردي بأنّ المحامي خالد عيسى طه هو رئيس " منظمة محامين بلا حدود "، وهو الذي تبّرّع و" منظمته " الدفاع عن المجرم نزار عبدالكريم الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي في عهد الدكتاتور صدام حسين أثناء الملابسات التي حدثت له من قبل الشرطة الدانماركية، وهو الذي اقترف جرائم بشعة بحق العراقيين، وضرب وأحرق مئات القرى والقصبات الكوردية في محافظة السليمانية، وخاصةً في شاربازير بدءاً من برزنجة ونالباريز ورزلة وحاجي مامند وجوارتا إلى موبرة ومامه خلان وجنارة وجاله خزينة وسبياره وسياكويز وغيرها، كما انه المتهم بإستخدام الأسلحة الكيمياوية وضرب مدينة حلبجة.

ويوم أمس كتب السيد خالد عيسى طه مادة واحدة في موقعين من مواقع الإنترنيت، ولكن تحت عنوانين مختلفين، ففي موقع إيلاف كتب مادته تحت عنوان : ( الوطن أغلى من القومية )، وهي تبدأ بـ : الوطن أغلى من الطائفية والمحاصصة .. الوطن لكل العراقيين، وامّا في موقع صوت العراق كتبها تحت عنوان : ( الوطن أعلا من الطائفية ).

وتبدأ بـ :

دردشة على فنجان قهوة

الوطن فوق القومية الكوردية
الوطن أعلا من الطائفية

 

ان السيد المحامي خالد عيسى طه حر فيما يكتب، ولا يستطيع أحد أياً كان التدخل في شؤونه، ولكن عندما يكتب مادة واحدة تحت عنوانين، يحق للآخرين أن يصفوه بذات الوجهين، وهو أدرى من الآخرين بصفته محامياً ويكتب دائماً تعريفاً كالتالي :

بقلم المحامي خالد عيسى طه
رئيس منظمة محامين بلا حدود
ونائب رئيس جمعية المحامين
البريطانية/ العراقية

من يقرأ العنوانين يفهم بأن السيد المحامي خالد عيسى طه يعيش في دوّامة فكرية لا يستطع التمييز بين الأبيض والأسود، أو بين العبارتين : الوطن أغلى من القومية.. الوطن أغلى من الطائفية والمحاصصة، والوطن أعلا من الطائفية، الوطن فوق القومية الكوردية.

يظهر من خلال قراءة هذه المادة بأنّ السيد المحامي خالد عيسى طه يصّعد موقفه ضد الكورد فالوطن فوق القومية الكوردية، ولا أدري عن أي وطن يتحدث ؟ إذا كان الحديث يجري عن العراق كان الأولى به أن يذكر : الوطن فوق الجميع.

 ومن دون مقدمات يبدأ من السياسيين الكورد واستغلالهم لحقيقتين، وهما حسب رأيه، الدعم الأمريكي لهم من يوم فرض خط الأمن المرقم 36، و تراخي وضعف الحكومة المركزية وانشغالها في المحاصصة والطائفية.

وهنا من الضروري أن يعرف الأعداء والأصدقاء بأنّ الحكومات المتعاقبة على دست الحكم في العراق تعاملت بوحشية مع الكورد، وبالأخص الزمرة البعثية الإنقلابية التي استولت على الحكم في المؤامرة الدنيئة لإنقلاب رمضان في 8 شباط الأسود عام 1963، وعبدالسلام وزبانيته وأخيراً النظام الأرعن لللقتلة المجرمين أحمد حسن البكر وصدام حسين.
وكما هو معروف فإن هؤلاء الأوباش شنوّّا نيران غضبهم وحقدهم على المناضلين العراقيين جميعاً ومن ضمنهم الكورد، وقد جنَ جنون هذه الشراذم ولجأوا إلى إصدار بيانات للقتل والإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة الفتاكة ومن ضمنها السلاح الكيمياوي، وضرب المناطق الآهلة بالسكان في الأهوار وكوردستان ، وان الضربة الكبرى كانت من نصيب مدينة حلبجة التي قتل فيها أكثر من 5000 انسان بريء جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ في دقائق معدودة.

لذا لا يحتاج الكورد إلى نصائح لتنظيم حياتهم وأمورهم وكيفية تحقيق مطاليبهم، وهم بخبرتهم النضالية وإلتصاقهم مع قضايا أمتهم الكوردية تعلموا العيش مع العرب، وهم يصنفون العرب إلى أعداء وأصدقاء، فالعرب الأعداء كانوا بعثيين وقومجيين بدءاً من عبدالسلام عارف وصبحي عبدالحميد وعبدالعزيز العقيلي وصديق مصطفى وطالب شبيب وعلي صالح السعدي وانتهاءً بعزة الدوري وعلي حسن المجيد وحسين كامل وصدام حسين.

أن أعداء الكورد شنوا هجوماً وحشياً على كوردستان بمختلف الأسلحة الفتاكة بما فيها المحرمة كالقنابل العنقودية والفسفورية والنابالم، ومن ثمّ الأسلحة الكيمياوية، فأبادوا أكثر من 4500 قرية وقصبة كوردستانية، وأحرقوا الأخضر واليابس، وقتلوا الناس الأبرياء، ودفنوهم وهم أحياء، كما شنوا حملات الإبادة الجماعية ( الجينوسايد ) من خلال عمليات الأنفال السيئة الصيت، والقبور الجماعية تشهد على ذلك، وجرت العمليات تحت أنظارالخونة والرجعيين من الحكام العرب، ولم تستطع " منظمة محامين بلا حدود " والمنظمات التي تحمل ماركة حقوق الانسان الوقوف مع الكورد والدفاع عنهم.

انّ ترديد عبارات الإرهابيين والقوى الظلامية والترويج لها بأن العراق سيتحول إلى فيتنام لا ترعب الكورد، فكل الأعداء نادوا وينادون بحل البيشمه ركة، ولكن عليهم أن يعلموا بأن الكورد في كوردستان وجميع أنحاء العالم متفقون على الحفاظ بهذه القوات الباسلة التي ناضلت وقاتلت فلول القومجيين العرب والبعثيين وقاومت كل التحديات والمؤامرات، وهي القوات الوحيدة التي حاربت على أرضها دفاعاً عن البقاء وحماية الشعب الكوردي، وناضلت منذ تأسيسها لخير العراق، إذ عملت على ترسيخ الشعار: الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان.

والحكم الذاتي لم يكن الا مرضاً خبيثاً سبق وأن ابتليت به الحركة التحررية الكوردية، فمناداة الكورد بالحكم الذاتي لكل جزء من أجزاء كوردستان ضمن الحدود السياسية للدول التي ألحقت بها أجزاء من كوردستان يعني تثبيت تلك الحدود التي رسمتها الدول الامبريالية في معاهدة سايكس بيكو وفصلت بها أقاليم كوردستان بعضها عن بعض.

لقد حرمنا شعار الحكم الذاتي من الدعم الدولي لقضية شعبنا العادلة، لأننا أفهمنا المجتمع الدولي بأن قضيتنا داخلية ولا يحق لأحد التدخل في حل خلافاتنا مع الدول التي تتحكم بأجزاء كوردستان الملحقة بها. ان بعض التنظيمات الكوردية طرحت شعار الحكم الذاتي لتخرج القضية الكوردية من اطارها الدولي وتجعلها مسألة داخلية ولعبة بيد الحكام الدكتاتوريين الذين لا يريدون للأمة الكوردية الحق في الحياة.
ومع مرور الأيام التي أعقبت الانتفاضة الجماهيرية المجيدة لشعب كوردستان في عام 1991 استطاع الكورد ولأول مرة على أرض آبائهم وأجدادهم من تنظيم انتخابات برلمانية ، حيث تم على اثرها الاعلان في الرابع من تشرين الأول/ اكتوبر 1992 عن إقرار الفيدرالية كشكل للعلاقة مع المركز ، كما وتم التأكيد بأن الفيدرالية هي الصيغة الأنسب والأكثر ديموقراطية والأوفر ضماناً لتلبية الحقوق المشروعة للشعب الكوردي، وبأنّها أي  الفيدرالية،  المعبرة عن قناعة الشعب ورضاه ليست معولاً  للتهديم، بل وكما اثبتت التجارب، عامل لتعزيز وحدة البلاد، وحمايتها وإعادة تشكيل النظام السياسي ـ الاداري لعراق موّحد،  وتعبير ملموس عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه.

وحاولت القوى الرجعية الخائبة كما تحاول اليوم إطلاق صفة الميليشيا عليها ومحاربتها بشتى الطرق.

ويحاول الأعداء الإلتفاف على عدم تنفيذ المادة 58 بخصوص مدينة كركوك وتطبيع الأوضاع فيها، وأن مدينة كركوك أصبحت من الثوابت الوطنية عند الكورد لا يمكن التنازل عنها، وعلى الأعداء أن يتعظوا بأن الكورد لا يريدون الهيمنة على المدينة عن طريق البيشمه ركة ودعم الإحتلال مثلما تروج لها الذيول، وإنّما يريدون تنفيذ وتطبيق القوانين بحقها.

وعن الفيدرالية يقول السيد المحامي خالد عيسى طه : تتراقص أمامي وأمام كل من له هاجس وطني... فدرالية تبنى على التعسف والقوة ليس لها ديمومة.

ان كلام المحامي " رئيس منظمة محامين بلا حدود " يتضمن حقداً دفيناً على كل شيء يمت بصلة للحقوق الكوردية القومية، فالكورد يريدون فيدرالية ضمن عراق ديموقراطي إتحادي، فيدرالية اختيارية يقبل بها أبناء الشعب الكوردي، وتبنى على التفاهم، والكورد سيعملون بقوتهم وثقلهم السياسي على إستمرار ديمومتها، ويطلبون من كل العناصر النزيهة الوقوف مع نضالهم من أجل خير الوطن.

يقول السيد المحامي بأنه يريد الفيدرالية التي دعا إليها يوم كان شاباً، وسيبقى يطالب بها إلى آخر العمر.

لم يذكر السيد خالد عيسى طه نوع الفيدرالية التي دعا إليها عندما كان شاباً، أين ؟، ومتى؟ وكيف ؟.

أيام كان عضواً في صفوف حزب البعث ؟ أم بعد تركه الحزب المذكور ؟، وإذا كان من دعاة الفيدرالية أيام زمان، ترى ما هي الأسباب التي تجعله الوقوف ضدها !!.

مرة أخرى يعود السيد المحامي إلى ترهيبنا وتخويفنا من خلال العصا الغليظة عندما يقول :

فالبشمركة مهما كانت قوية فهي ليست جيش نظامي يستطيع أن يقف أمام الجيوش التركية أو الايرانية.

ان هذه الإيحاءات من شأنها تنبيه دول الجوار الرجعية ودفعها إلى اليقظة والحذر، والسيد المحامي من خلال نصائحه يريد أن يقلل من شأن البيشمه ركة، وأن يحرض الآخرين على تنظيم جيش صدام حسين الذي طار كفقاعة صابون منذ سقوطه المخزي، والمحامي يريد أن يرى جيشاً صدامياً يكون بمقدوره أن يشن هجوماً ( تأديبياً )على " شمال " الوطن !!، ويقول: فخلال شهر واحد يستطيع اولائك العرب أن يجندوا مليون مقاتل عربي ضد الانفصال أو فدرالية تؤدي الى الانفصال.

أعتقد أن أساليب صدام حسين باقية وبحاجة إلى إجتثاث جذوره، ولكن لعلم السيد المحامي كان عدد قوات حماية كوردستان أيام زمان قليل جداً، وأمّا عدد جيش صدام وجيش عدي وجيش طه الجزراوي وحسب مزاعمهم كان أكثر من 8 ملايين جندي ومرتزق، وقوات البيشمه ركة باقية، وامّا الجيش العرمرم قد اختفى.

اليوم وحسب كلام السيد خالد عيسى طه لدى الكورد 180 ألف مقاتل، وأنا أضيف للعدد مليونين كوردي يريدون الإستقلال ليصبح عدد أفراد جيشنا الكوردستاني متصاعداً.

وأخيراً قال الكورد لا للعلم الصدامي، لا للنصائح التي لا تخدم قضية الكورد وكوردستان. لا للإرهاب، لا للترهيب والتخويف، لا لحكومة ضعيفة، لا للإحتلال.

نعم للآخاء القومي بين القوميات كافةً، نعم للفيدرالية التي نريدها جميعاً، نعم لإستتباب الأمن، نعم للعراق الديموقراطي الإتحادي.

المطلوب من السيد عيسى حث الناس على إرساء مباديء حفظ حقوق الانسان إرساءً متيناً، بما فيها الحقوق السياسية وصيانتها، وتوفير كل الشروط القانونية والتربوية والمادية التي تسمح بممارستها، والدعوة إلى تحريم العنف ونشرسياسة التسامح بين فئات الشعب المختلفة، والعمل على إعطاء الحرية الكاملة لأبناء القوميات المتعددة في إختيار النظام السياسي، واعتناق المذاهب السياسية التي يريدونها شرط صيانة المصالح الحيوية العليا للوطن والشعب.

12/8/2005[/size]