الاب بيوس قاشا: كارثة كنيسة سيدة النجاة قصمت ظهر وجودنا وغيرت بطاقة أحوالنا عنكاوا كوم- بغداد- نوري حمدانفي الذكرى الثانية للجريمة الإرهابية التي طالت كنيسة سيدة النجاة، أجرى موقع "عنكاوا كوم"، حواراً خاصاً مع شاهد الحقيقة، كما وصفه البابا بيندكست السادس عشر صاحب كتاب مريم العذراء سيدة النجاة سيدة الشهداء سيدة الضحايا الأبرياء الأب بيوس قاشا.
*كيف تصف حياة المسيحيين بالعراق بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة؟ وهل أوفت الحكومة العراقية بوعودها للمسيحيين؟ - في المقدمة، نتقدم بالشكر لموقع عنكاوا كوم، لأجراء هذا اللقاء وبحثهم عن الحقيقة ونقلها لأبناء شعبنا. كارثة كنيسة سيدة النجاة، كانت مأساة حقيقية، وأقول انها قصمت ظهر وجودنا حقيقة، وغيرت بطاقة أحوالنا. الغالبية الساحقة من الذين استشهدوا في كنيسة سيدة النجاة، ذويهم خارج العراق، كنت أتمنى أن يكونوا معنا في الاحتفاء بالشهداء، وأنا افتخر بمشاركتي القوات الأمنية في اقتحام الكنيسة وتحرير الرهائن ونقلهم الى المستشفى. وبالأرقام، فأن عدد الشهداء، حينها بلغ (45) شهيداً وكاهنين. كما افتخر بلقائي مع الأبوين الشهيدين، الأب ثائر والأب وسيم.
أرجو أن لا تكون كارثة كنيسة سيدة النجاة، سبباً للهزيمة من البلد، بل بالعكس يجب ان نرفع هذا السبب وان نتمسك ببلدنا، والوجود المسيحي في الشرق الأوسط غنى للجميع، وكما يقول البابا بينديكست السادس عشر "وجود المسيحي في الشرق الأوسط غنى للتعايش والعيش" وانا لا أقول التعايش بل العيش لان التعايش بين الغرباء وليس بين أبناء الوطن الواحد. يجب ان نعيش معا ونتقاسم الألم والفرح كما هي الأمور الأخرى في البلد.
نعم، كثيراً ما طرق على مسامعي ان القلة القليلة الباقية من أهالي الشهداء ينون ترك البلد. والبلد يسير نحو الهجرة المؤلمة التي أفرغت البلد من المسيحيين، فهل ذلك مخطط له ام هناك دواعي سياسية تقف خلفه؟ الأحزاب والجمعيات والمنظمات الإنسانية والدولية، استنكرت الجريمة الإرهابية التي طالة كنيسة سيدة النجاة وما يحصل في العراق، لكن هذا لا يكفي وان كانوا مشكورين على هذا الاستنكار، يجب الوقوف بجانب الحقيقة، والتأكيد على أصالة المسيحيين في البلد، وان يبقوا على هذا التنوع السكاني وان ينشدوا علامة المحبة والسلام بين ابناء البلد من مسلمين ومسيحيين وصابئة والديانات الأخرى، نحن لم نخلق كي نمحو اثر المسيحية من هذا البلد. علينا ان نعمل وننصهر في مفاصل الدولة كي نأخذ ما يحق لنا فيها. كارثة كنيسة سيدة النجاة هذه الجريمة النكراء بقتل الأبرياء يجب ان تكون علامة اللقاء في هذا الوطن الجريح.. اليوم نشهد لإخواننا المسلمين في المحبة والتسامح.
(إيجاد وظائف وإيجاد شقق سكن واحترام الانسان المسيحي هذه وغيرها تجعل القبول على البقاء)
*أنت تدعو المسحيين للبقاء في البلد وعدم الهجرة منه، كيف تطمأنهم ليرفضوا الهجرة والقبول بالبقاء؟ - صحيح أنا لا أتمكن من التدخل في شؤون من يريد ان يهاجر لكن ما يجب ان نعمله او نقوله للدولة دور، ولديوان وقف المسيحيين دور، ولنا نحن رجال الدين وعلمانيين والاحزاب ومنظمات ادوار أيضاً مختلفة.
بقاء المسيحي هو شعوره بالأمان، شعوره بأن الوطن يحضنه وبان له عمل يكسب منه رزقه وشعوره بالاطمئنان. المشكلة اليوم هي فينا جميعاً، الأحزاب تفتش عن بقاء المسيحيين لغايتهم الخاصة، رجال الدين لا يتمكنون من التدخل يخشون المسؤولية، اذ ما حدث شيء. من واجب الدولة ان ترعى هؤلاء المسيحيين الباقين في البلد ومن واجب ديوان أوقاف المسيحيين ليس فقط بناء الكنائس وان كانت مهمة يكفينا الان ما لدينا من كنائس وليس بناء دور الكهنة ودور العبادة ولكن أكثر من ذلك في إيجاد وظائف وإيجاد شقق سكن واحترام الانسان المسيحي هذه وغيرها تجعل القبول على البقاء. ونحن نتمنى من ديوان الوقف المسيحي ان لا يؤثث دور العبادة فقط وان كان هذا من واجبه، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك الكثير في أن المسيحيين اليوم مشتتين، لكثير من المسيحيين لديهم شهادات مهندسين وغيرهم يعملون حراس في الكنائس لماذا؟ ليس لدينا تخصيصات ولماذا لا يجري توظيفهم؟ هناك في ديوان الوقف المسيحي الكثير من الأمور، مسؤول في الديوان أولاده وابناء عمه يعملون، والفقير من يوظفه؟ ومن يفكر فيه، نبقى نحن نداوي الفقراء مما يفضل منا، لماذا لا يكون للفقير أولاً وما يبقى لنا؟ من هو القريب من الله؟ القريب من الله هو الفقير البسيط الذي يشهد بالحقيقة ومن يقبل بالحقيقة اليوم ونحن نعيش أحياناً عنتريات نغضب على من نشاء من الناس ونؤله من نشاء وصالحنا انانيتنا كبريائنا دولارنا نؤلهه، الإله الحقيقي لا يعبده إلا الإنسان البسيط ولا يفتش عنه إلا هذا الانسان الفقير. ان كنت انا لا أفتش عن الله الحقيقي مع هذا الإنسان الفقير، فضاعت الدنيا وضاعت السماء فالويل لنا ماذا يقول لنا رب السماء في نهاية الأزمان.
اليوم نحتاج ان نعمل لبقاء المسيحيين ليس لمصالحنا الشخصية، بل يجب ان يكون للأحزاب، صوت واحد، ينشد هدفاً واحداً يضحي واحدنا للأخر، ونحن رجال الكنيسة رجال الدين يجب ان لا نكون طرف يجب ان نكون بخدمة الجميع.
(العراق ينتظر منا ان نقدم الكفاءات وما اعطانا الله من مواهب، وان نبتعد عن المحاصصة والطائفية ان كنا نريد الخير لبلدنا)
*هل تعتقد ان المحاصصة الطائفية التي تدير شؤون الدولة اليوم فيها إقصاء للمسيحيين؟ - لماذا المحاصصة اذا كنا نشعر اننا مواطنين عراقيين؟ فلماذا المحاصصة والطائفية والعشائرية. نحن نفتخر بالعشائر وان يكون الشخص من القبيلة كذا او كذا كذلك نفتخر ان يكون الشخص من حزب فلان او فلان ولكن يجب ان يكون في الاخير يجب ان نكون عراقيين بأسم واحد ولا للمحاصصة ويجب ان تتقدم الكفاءات، لخدمة البلد اليوم العراق ينتظر منا ان نقدم الكفاءات وما اعطانا الله من مواهب، وان نبتعد عن المحاصصة والطائفية ان كنا نريد الخير لبلدنا.
(أرجو ان لا يذهب هذا اللون من محافظة الموصل، فالعراق عرف ببغداد عاصمته وهي تجمع كافة الاديان والقوميات والموصل عرفت بمسيحيتها)
*اوضاع مسيحيو نينوى، صعبة للغاية بل ان البعض يصفها بالكارثية، فهم مستهدفون بشكل مستمر على هويتهم الدينية، وهناك مضايقات واساءات لفظية حقيقية يتعرض لها موظفي المؤسسات الحكومية في الموصل على هويتهم الدينية المسيحية، ما رايكم بذلك؟ - الحقيقة هذه نتيجة المحاصصة والطائفية، ولماذا الذهاب سريعاً الى نينوى، المسيحييون تركوا البصرة وبغداد وسرنا نحو الشمال، هناك اجندات معروفة ربما ليس عملي كشفها، لكن هناك اجندات تجعلنا نبتعد عن قول الحقيقة ومن لا يقول الحقيقة شيطان اخرس. اليوم نحن نحتاج ان لا نتاجر بدماء الشهداء وان لا نتاجر بالدماء التي سفكت في كنيسة سيدة النجاة. أقولها متواضعاً وفخراً كانت أعجوبة من ربي بأن يقودني في ذلك المساء، لأكون بين شهداء كنيسة سيدة النجاة ولا اتاجر بهذا الاسم. وكتبت مقال، بعنوان المسيحية لا تدرك الانتقام. نحن أن عاملنا الإرهابيين بمثل ما يفعلون، فتلك جريمة اخرى فهل نواجه الجريمة بأخرى؟ يجب ان لا ننتقم ويجب ان نصلي الى الرب كي يعدل الطريق والمسارات ، ليجعل الناس في بحث عن الحقيقة، والانتقام لا يجوز، بل أن الحكم العادل يأخذ مساره. نحن نحتاج الجميع للعيش في العراق ونحن نحترم سلطتنا وحكومتنا واحزابنا ونحترم شعوبنا، فلماذا التغيير الديمغرافي من اجل ماذا؟ هل أنتجت السياسة ثماراً صالحة، الإنسانية هي التي تنتج الثمار الصالحة بموهبة من الله اما السياسة تنتج مصالح من موهبة الحكم ألمصلحي والأساسي في هذه الدنيا تزول بعد موت مؤسسيها ان كانت لغير مصالحة الإنسان وعكسها تتحول الى الإنسانية البقاء.
نحن يجمعنا الله الرحمن الرحيم كما قال القرأن الكريم الله الرحمن الرحيم وكذلك الإنجيل المقدس مار بولص ان الرب هو الرحمن الرحيم ما جمل ان توحدنا هذه الكلمة وان نكون للاخرين رحماء، وان لا نفتش على مصالحنا فقط، والاحزاب يجب ان تفتش عن مصالح اهل مناطقهم لا عن مصالحهم، أرجو ان لا يذهب هذا اللون من محافظة الموصل، فالعراق عرف ببغداد عاصمته وهي تجمع كافة الاديان والقوميات والموصل عرفت بمسيحيتها، كذلك أرجو ان تكون هذه البذور في البصرة وان تعود المسيحية الى بغداد بقوتها وان نكون للمسلمين إخوة كذلك الاخرين من الأديان.
غلاف الكتاب
قول قداسة البابا بحق الاب بيوس
الاب بيوس قاشا مع مراسل الموقع
الاب بيوس قاشا
الاب بيوس يهدي الكتاب الى الزميل امير المالح يتسلمه مراسل الموقع
الاب بيوس يهدي الكتاب الى قداسة البابا