المحرر موضوع: قطرةُ الندى التي لم تسقطْ على الأرضِ بَعْدُ  (زيارة 1056 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ban al- alousi

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطرةُ الندى التي لم تسقطْ على الأرضِ بَعْدُ[/color][/size]

 

 

بان الآلوسي

reheart@hotmail.com


 

هذا هو الشيء الذي يحتاجه عراقنا، إنَّه بحاجة ماسة لهذه الصلابة التي يبديها في زمن الشدائد وفي الوقت نفسه عراقنا يبقى الجنة وورودها الرقيقة التي تحتاج لهذه القطرة ، لحنين أبنائه وبناته. لحنان الأمهات ودعواتهنَّ.. ليس الدعوات التي تقال بسبب اليأس أو الإحباط، لا؛ فليس هذا ما يحتاجه عراقنا. يكفي أنَّ الورود لم تنمُ في بلدنا بسبب الخوف واليأس ويكفي البكاء الذي امتلأت به بيوت بلاد الأغنية والأفراح.. نحن لسنا بحاجة لمياه مالحة لا تفيد أرضنا ولا ينمو بها لا ورد ولا شجر..

لا أعرف؛ ولكن لدي إحساس بأن أي كلام أكتبه من مقال أو خاطرة مثلما كثير غيري يكتبون، كأن ذلك لا يصل ولا يُقرأ.. هي وردة واحدة اسمها العراق بمعنى لو نتوحد سويا ونقف على قدم ثابتة بأرضنا ونقول: كفى جرائم ودماء فإن كلمتنا تلك هي التي ستكون مسموعة قوية فاعلة وسننجح في إنقاذ بلدنا وأهلنا..

وما نقول له كفى هو الخوف نعم كفى ترددا وخوفا ولا التفات إلى الوراء فما يجري ليس لأننا تحررنا من الظلم  والطاغية بل من مستغلي الوضع الذين سبقونا ليخربوا وينهبوا ونحن العراقيين الوحيدين القادرين على إعادة عراقنا أقوى من كل أعدائه.

ما نحتاجه هو عزيمة أقوى واستمرار حماس ملكناه بأمسنا البعيد والقريب وأعتقد أنه إلى حد  هذه اللحظة موجود ولو اختفى بين الأضلع أو خلف ستار قلوبنا التي ما أن تنفتح حتى تغمر المكان بسعة العالم كله...

فما الذي يمنعنا من فتح تلك القلوب العامرة بالحماس من أجل معالجة آلامنا وجراحنا؟ متأكدة من أن الخوف والقلق كثيرا ما يصدّ المستلـَبين من التعبير الصريح المباشر عمّا يريدون... ولكن لِمَ الخوف وقد أتت التفجيرات والجرائم الدموية على كل شيء؟ لماذا لا نتغلب على خوفنا من مصيدة الجريمة ومكائد المجرمين؟ لماذا لا نتغلب على من يسرقنا نهارا بقوة سلاحه وعنفه؟

لم يبقَ ما نخافه.. وعلينا إزالة الخوف منا ونتغلب على كل ما يعيقنا عن الدفاع عن وطننا وعن أهلنا عن الشيوخ والأطفال والنساء وعن ثرواتنا وعن علمائنا ومعارفنا وعلومنا ونزيل كل عقبات الدفاع عن حرياتنا وكرامتنا وبيوتنا حيث البيت الوطن الصغير وحيث الحرية أغلى ما يملكه الإنسان ويلزم أن يدافع عنه بكل ما أوتي..

ولكن لا حرية لشعب لا يقرأ ولا يعرف ولا يعلم فبالعلم ونوره ترى الشعوب طريقها وتزيح الظلام والاستغلال وتكسّر القيود.. فإن امتلكنا العلم ودافعنا عن حرياتنا وحقوقنا جميعا عندها ستمضي قطرة الندى متجهة إلى تلك الوردة الواحدة التي اسمها العراق وإلى أرضنا العطشى التي طال انتظارها لتلك القطرة ولكن من دون أن تفقد الأمل..

قطرة الندى هم نحن أبناء أرض العراق حين سنعود لنسقيها ونسترجعها من أسر من يسرق مياهها ومن كل متطفّل حاول إبعادها عنّا بالقوة والسلاح.. وتلك الأرض العراق هي التي تحملت سنوات الجمر هي ذاتها التي ستصبر حتى تأتي لحظة عودتنا بلا تردد وبلا خوف ويومها سنبنيها بسواعد صلبة وسيكون جيل البناء هو من ينقل حكاية إزالة الطغيان وجرائم الموت الأسود وسنسلمها لجيل يحافظ عليها  طرية ندية خضراء وارفة بالحياة والحيوية والحرية والسلام..........[/b]