المحرر موضوع: الحسين في كربلا* (2)  (زيارة 748 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحسين في كربلا* (2)
« في: 15:25 22/11/2012 »
   الحسين في كربلا*     (2)

لم يكن مُتداولاً بين الناس في زمن الحسين وقبلها مفردة ومصطلح شيوعي, ألا أنه كان كذلك حيث أن تفسير الكلمة وهدف الشيوعيين إشاعة وتطبيق العدالة الإجتماعية وبوصلتهم عامة الناس من المحرومين والمُستَغَلين والمُظطَهَدين ..وهذا ماكان يسعى إليه الزاهدون ومنهم ابو ذر الغفاري وصحبه والحسين منهم لذا يتنادى الشيوعيون وأنصارهم لمشاركة الملايين من الناس ذكرى إستشهاده.وهذه تتمة لموضوع كتبه عالم بلغة العقل وددت كتابته بالضد مما ينقله ويكتبه رواد منطق النقل لغايات ومنافع ومصالح! وقراءة موروثنا بالعقل يدفعنا إلى أمام وبعكسه يدفعنا رواة النقل المفبرك في كثير من الأحيان.....
وقد بدء الحسين وهو يستعرض مظالم الناس مستعد للمجاهرة بالعصيان لو كان له أنصار.. والخطبة عند المؤرخ والباحث هادي العلوي تحتمل الصحة لأن مضمونها يعبرعن إتجاه مشترك للمعرضة الإسلامية بإفقها الراشدي طيلة العصر الأموي وحتى وقت مبكر من العصر العباسي الأول,بينما لم يعد من المألوف للشيعة أن يتكلموا بهذه اللغة وهم في القرن الرابع الهجري, والرواية تقول: أن الحسين ألقى خطبة على الحجاج يرتبط بما كان موسم الحج يشهده من نشاطات متنوعة تتوزع على المعارضين للدولة والتجار وشعراء الغزل فضلا عن أهل الدين **وإهتمام الحسين بالقضايا المعيشية  للناس ينعكس في سلوكه الشخصي مع الفقراء,إذ كان يسعى للتخفيف من معاناتهم ضمن محيط نشاطه اليومي***لبث الحسين يترقب وفاة معاوية, ومعه شيعة العراق , لاسيما الكوفة, وينقل الطبري عن إبن الشاعر الفرزدق: كان أهل ذلك الزمان يقولون ذلك الأمر"أمر الحسين" وينتظرونه في كل يوم وليلة****وكان بعض أتباعه يحثه على التحرك في حياة معاوية , فيتعلل بالإتفاق الموقع مع أخيه الحسن.. والسبب الفعلي هو تعذر الحصول على قوة كافية من خارج الكوفة التي كانت من المعاقل الأساسية للمعارضة الشيعية, وكان معاوية بن إبي سفيان قد  أحكم عليها عن طريق زياد وإبنه عبيد الله وهما من أعتى الولاة الأمويين, وفي هذه المدينة التي كانت في ذلك الحين أكبر المدن الإسلامية مساحة وسكاناً دشنت السلطة الإسلامية تأريخها القمعي بما إستخدمته من وسائل وإجراءات قمع جديدة على تأريخ العرب شملت:منع التجول ليلاُ ,منع التجمع نهاراً القتل الكيفي , الإعتقال الكيفي,التعذيب ومصادرة الأموال , وهدر الدور, وكان هناك توقع أن يحدث خلل في منظومة الأمن في الكوفة عند وفاة معاوية يمكن النفاذ منه للقيام بالتحرك المنشود, وهو ماحدث بالفعل, فعند وصول الخبر بوفاة معاوية كان عبيد الله بن زياد في البصرة و قد أناب عنه النعمان بن بشيرالأنصاري وهو صحابي قليل الشأن محدود الكفاءة كان يسترزق من الأمويين فيستعينون به في بعض أمورهم, فإجتمع زعماء الشيعة في الكوفة وإتفقوا على إستدعاء الحسين فكتبوا إليه رسالة وقعها خمسة من مقدميهم تضمنت تنديد بالسياسة الأموية مقارب لما ورد في الخطبة الي رويت في " تحف العقول" وختموها بإبلاغه أن النعمان بن بشيرفي قصر الأمارة وإنهم يقاطعونه وسيخرجوه من الكوفة إذا توجه الحسين إليهم,وإستجاب الحسين للدعوة وأبلغ موقعي الرسالة بأنه قادم إليهم .. ولكنه تريث قبل التوجه للعراق فارسل مبعوث عنه إلى الكوفة ليلتقي بزعمائها وينسق معهم لضبط الوضع , وكان هذا قرار حكيم يعبر عن خطوة إستراتيجية,, غير أن الحسين أشاء إختيار المبعوث وهو إبن عمه مسلم بن عقيل وكان هذا الرجل متردد ولا قلب له في المعامع ولو أنه لم يفتقر إلى الشجاعة شان معظم العرب في زمانه, ويروى أنه إستعفاه فأبى أن يعفيه *****ويبدو أن الحسين لم يجد في رجال بني هاشم من يقوم بهذه المهمة غيره, لأنهم لم يوافقوه على خروجه من المدينة إلى الكوفة , وكانت قد توطدت لهم مصالح مستقرة جعلتهم ينصرفون عن السياسة ,ولم يخرج مع الحسين منهم إلا الشباب ولم يكن في الإمكان إختيار واحد من هؤلاء لآن أكبرهم وأسنهم العباس وهو أخو الحسين كان لايزيد عن الثلاثين, عندما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة كان النعمان بن بشير قد غادرها, وظهر الشيعة إلى العلن.. وأخذ مسلم بن عقيل البيعة للحسين من أهل الكوفة وبدا لهأن الوضع قد إستتب لصالحه فكتب إلى الحسين يستدعيه للقدوم. ولكن عبيد الله بن زياد إستطاع التسلل إلى الكوفة قادما من البصرة ودخل قصر الامارة متنكراً, وكان محاطا بإعوانه فاعلن عن نفسه من شرفة القصر عد أن حصنه جيداً , وتقول الروايات أن مسلم بن عقيل تقدم لمحاصرة القصر بقوة كافية من أهل الكوفة, لكن إبن زياد تمكن من تشتيتهم رشوة زعماء العشائر والقبائل ووجهاء المدينة التي كانت ولا تزال مقسمة على أساس قبلي , ولم يمضي وقت طويل حتى وجد مسلم بن عقيل نفسه وحيدا فإضطر إلى الإختباء , وقد قبض عليه وقتل.......
الهوامش
* تتمة للجزء الأول المنشور في مواقع عديدة  ومنها مع الإستدراك والتنويه ولمزيد من الفائدة(4 موقع ينابيع العراق والناس       
                       
http://www.al-
nnas.com/ARTICLE/RKarma/20s01.htm
**راجع فصل المختار من كلام الحسين
*** في المجلسي (10_144) وجد على ظهر الحسين يوم الطف إثر فسئل عنه زين العابدين فقال:هذا مما ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الفقراء من الأرامل واليتامى والمساكين
****(4ـ291 طبعة الإستقامة 1939 فصل مقتل الحسين من حوادث 61 هجرية)
***** تذكرة خواص الأمة لسبط بن الجوزي ص24 طبعة النجف
رشيد كَرمة السويد 21 تشرين الثاني 2012    قراءة التراث ومقاربته مع مايحيطنا من تلكؤ وتشوه وتشويش هي الدافع الأساسي لهذا الجهد الذي بذله مؤلف (شخصيات غير قلقة في الإسلام )أنقله عن قراءة واعية وأرجو مقارنة ماحدث ويحدث في حاضرنا الراهن وآمل الإستفادة من خلال العقل وليس النقل.
وللحديث صلة