المحرر موضوع: السيل الجارف . احتلال قلعة جارا وهروب اسماعيل اغا  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص يوسف ملك خوشابا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 347
    • مشاهدة الملف الشخصي

عندما وجد اسماعيل اغا نفسه في موقف ميؤوس منه على اثر اقتحام الفدائيون الاثوريون مواضعه اخذ يفكر بطريقة ينقذ بها نفسه من الهلاك المحتم فامر بنشر النقود الذهبية في ساحة القتال ليلهي بها المقاتلين الاثوريين لكي يتسنى له الافلات من الحصار المفروض عليه . الا ان مساعيه هذه ذهبت ادراج الرياح لان ملك خوشابا كان قد اصدر اوامر صارمة الى جميع المقاتلين مسبقا بانه اذا شوهد احدهم يحاول السلب او النهب قبل انتهاء المعركة سيكون عقابه الموت رميا بالرصاص . وبعد ان قتل عدد كبيرا من المدافعين عن تلك القلعة ضاقت السبل باسماعيل اغا فامر قوات الخيالة بالهجوم على احدى النقاط التي كانت محتلة من قبل قوة سلامس الاثورية التي كانت بامرة دانيال مالك اسماعيل حيث تمكنت من خرق الحصار المفروض عليها ففر اسماعيل اغا ومن نجا معه من تلك الثغرة بسبب اهمال المدافعين عنها ... سقط في معركة جارا الدموية اثنا عشر مقاتلا من اقرباء ملك خوشابا ومنهم توما بيت يوانس الذي كان من اشجع قادته واذكاهم كما سقط في هذه المعركة عدد كبير من الابطال من عشائر باز وتخوما والبروار وجيلو وتركاور وغيرهم ممن اشتركوا في تلك المعركة بينما قتل المئات من الشيكاكيين من اجل هزيمة اسماعيل اغا مما ادى الى تلون مياه النهرين بلون الدم لكثرة عدد المقتولين منهم . وفي المساء اجتمع قادة الاثوريين في قصر اسماعيل اغا في القلعة وهم داود شقيق مار بنيامين وملك خوشابا واغا بطرس ومالك اسماعيل واووابن شموئيل خان والمطران سركيس من عشيرة جيلو حيث امر ملك خوشابا بان تجمع الغنائم لتوزع على عوائل الذين استشهدوا في تلك المعركة فتم تنفيذ ذلك . وبعد تدمير جارا تحركت القوات الاثورية نحو مدينتي ديلمان وخوسراوة في 19 : 3 : 1918 . وكان في ديلمان التي كانت مركز لواء سلامس لجنة امريكية لتوزيع الارزاق والملابس على المهاجرين الاكراد الهاربين من تركيا بسبب الجوع وكانت تلك اللجنة تحت اشراف الدكتور دات الامريكي وعضوية كل من قاشا كينا البازي ومساعديه كل من الاستاذ اسماعيل شوو البازي والقس خندو التخومي والدكتور داود حيث كانوا يسكنون في هذه المدينة . وكانت قوة الجيش الايراني الموجودة في ديلمان تراقب نتيجة معركة جارا لكي تقوم بتصفية الاثوريين فيها في حالة اندحارهم في تلك المعركة لذا قامت هذه القوة باسر اعضاء تلك اللجنة والاستيلاء على ما كان لديها من اموال المخصصة لشراء الملابس والحنطة للاكراد اللاجئين . ولكن عند وصول القوات الاثورية الظافرة في معركة جارا الى مشارف هذه المدينة باشرت القوات الايرانية بالهروب منها كما طلبت القوات الاثورية من حاكم المدينة فتح ابوابها وعدم ابداء اي مقاومة كي لا تضطر الى قصفها بالمدفعية وعليه تدفقت القوات الاثورية الى داخل المدينة بعد ان تم القضاء على كل من ابدى مقاومة فهرب اهالي المدينة ودخل قسم منهم الى دار اللجنة خوفا من تعرض الاثوريين لهم اما القوات الايرانية التي غادرت المدينة فانها التحقت بالقوات الاخرى التي كانت الحكومة الايرانية قد ارسلتها الى منطقتي خوي وسلامس لتكون على استعداد لضرب ضربتها القاضية على بقية الاثوريين في حالة اندحارهم في معركة جارا . وعند وصول كل من ملك خوشابا واغا بطرس الى ديلمان نزلا في دار اللجنة المذكورة للاطمئنان على اعضائها . وبعد ان تمت السيطرة الكاملة على مدينة ديلمان ذهبا الى خوسراوة التي كانت تسكنها عائلة المار بنيامين برئاسة سورمة خانم بعد مقتل شقيقها مار بنيامين . تم عقد مؤتمر في دار سرمة خانم حضره كل من اغا بطرس وملك خوشابا والعقيدان قوندراتو وخان الروسيان وضباط روس اخرون ومالك برخو وبارون سمسون وبارون قسطين من الارمن وداود شقيق سرمة خانم ومالك اسماعيل وفي هذا الاجتماع قال كل من اغا بطرس وملك خوشابا للمؤتمرين بان اسماعيل اغا بعد هزيمته في جارا سيمر حتما في طريقه بمدينة خوي للانتقام من الاثوريين الموجودين فيها وان الحكومة الايرانية سوف تفسح له المجال حتما للتنكيل بهم لذا اقترحا بان يحجز الاثوريين جميع رؤساء ديلمان الايرانيين كرهائن عندهم وان يطابوا من الحكومة الايرانية ارسال جميع الاثوريين الموجودين في خوي للالتحاق بهم مقابل اطلاق سراح الايرانيين المحجوزين وذلك لضمان المحافضة على حياة الاثوريين الموجودين في خوي ......
يتبع في الجزء القبل
                         بولص ملك خوشابا