المحرر موضوع: فلسطين: شعب ودولة..!  (زيارة 1241 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: شعب ودولة..!
« في: 22:02 01/12/2012 »

فلسطين: شعب ودولة..!


باقر الفضلي

في أجواء من الإبتهاج والفرح الغامر، إحتفل الشعب الفلسطيني الشجاع، في كل الربوع الفلسطينية وفي الشتات، ومعه كل أحرار العالم المتعاطفين مع قضية الشعب الفلسطيني، بصدور القرار الأممي القاضي بالإعتراف بفلسطين كدولة عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد خمس وستين عاماً من التسويف والإنتظار، والعنت الأمريكي _ الإسرائيلي ومن يسير في ركابهما من بعض بلدان الإتحاد الأوروبي مثل بريطانيا والمانيا، وبذلك أثبت المجتمع الدولي بأنه قادر على تصحيح مساره طبقاً لمباديء ميثاق الأمم المتحدة والشرائع الإنسانية، ولائحة حقوق الإنسان..!


إنه من الصعب لأي كلمات مهما بلغت، من دقة التعبير وصدق النوايا، يمكنها أن تعكس حقيقة المشاعر الوجدانية الصادقة،  في تقييم حدث تأريخي بهذه الدرجة من الأهمية الدولية التأريخية، بقدر ما يعبر عن حقيقة تلك المشاعر، الفلسطينيون أنفسهم، فهم الأجدر والأحق في سبر غور أعماق ما يعنيه حدث بهذا المستوى وتلك الدرجة من الأهمية، وبعد عقود من النكد والمعاناة، ومن حرقة الدموع ودماء الضحايا؛ ومن لم يدرك حقيقة ما تعنيه تلك المعاناة، لا أظنه قادر على فهم ما يعنيه أن يكون الإنسان بلا وطن..!؟(*)


إن كافة التخرصات والتخريجات التي وردت في خطاب المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة، وجمله التي رددتها المندوبة الأمريكية السيدة رايس، في رفضهما لقرار الجمعية العامة، وجملة تصريحات السيد نتنياهو وردود فعل السيد ليبرمان وزير خارجية إسرائيل، جميعها قد إهتزت وفقدت إتزانها، من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي نعتوه بأنه مجرد [ ورقة ] ليس غير، على حد وصفهم جميعا..!!


فبعد هذا القرار التأريخي، الذي يمثل إنتصاراً سياسياً تأريخياً فريداً في محتواه ومغزاه، بالنسبة للقضية الفلسطينية في مسارها الطويل، تقف اليوم، وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حقيقة مجابهة ما يمكن توقعه من القادم من تداعيات هذا القرار الدولي التأريخي على تلك القوى التي وقفت بوجه إصداره  وخروجه الى حيز الواقع العملي، وفي مقدمتها دول مثل أمريكا وإسرائيل ودول أخرى، الأمر الذي يلقي الكثير من المهام الجديدة على عاتق منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية، خاصة وهي بعد هذا القرار، أصبحت تلك الدولة الفلسطينية، الند لكافة أعضاء المجتمع الدولي من الدول الأخرى، ومن هنا تبرز على السطح، وبقدر كبير من الأهمية والمسؤولية، مسألة المصالحة، كأحد السبل المهمة الى وحدة الكلمة ووحدة قرار الدولة ووحدة السلطة الفلسطينية للدولة الفلسطينية الديمقراطية الموحدة..!


فالقرار الأممي قد ألقم حجرا، كل تلك الأفواه التي تخرصت وتحججت، ب"الإنقسام" الجغرافي والديموغرافي المصطنع للشعب الفلسطيني، والذي ما فتأت الطغمة المتطرفة الحاكمة لدولة إسرائيل، تلوح به كأحدى الأوراق التي تلعب بها لإعاقة وجود الدولة الفلسطينية، بل عملت ولا زالت تعمل ما وسعها ذلك من جهد وتخطيط، لتعميق صورة ذلك الإنقسام وديمومته بأي شكل من الأشكال؛ ومن هنا يمكننا القول؛ بأن القرار الأممي قد رسم الطريق أمام سلطة الدولة الفلسطينية لتوجيه بوصلتها بإتجاه إستكمال المسيرة لتحقيق وجود الدولة العضو كامل العضوية، بعد إنحسار الإحتلال عن كل بقعة من أراضي الدولة الفلسطينية حيثما وجدت، فالدولة الفلسطينية اليوم تمتلك الأساس القانوني الدولي لهذا الحراك..!(**)


طوبى للشعب الفلسطيني الصامد في إنتصاره العظيم، وطوبى له في دولته الديمقراطية الحرة المستقلة، والمجد والخلود لشهدائه الأبرار..!
باقر الفضلي 30/11/2012
____________________________________________
(*)  http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=104258
(**)    http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=104380