أجواء عيد الميلاد في الموصل...
تقاليد اجتماعية تحافظ عليها العوائل المسيحية بأحياءها سنوياً
عنكاوا كوم – الموصل – خاص تحرص العديد من العائلات المسيحية في مدينة الموصل، الحفاظ على طقوس يقومون بإحيائها مع إطلالة عيد الميلاد واقتراب أيامه. ولا تثنيهم الأجواء الباردة التي تعيشها المدينة واضطراب الطقس خصوصا مع تلبد السماء بالغيوم، المنذرة بهطول الأمطار، إلا ان أسواق الموصل تبقى مستعدة مع استقبال المسيحيين للتبضع، استعدادا للاحتفال بالعيد.
مباهج وأفراحه العيد، غابت عن نفوس الكثير من أهالي المدينة منذ أن هُجرت عنها المئات من العوائل، لتقصد مناطق اكثر امانا سواء بتركها العراق بشكل عام او تلك العوائل التي اتخذت من مناطق سهل نينوى مقصدا لها.
ومن اجل التعرف على طقوس العيد والاستعداد لاستقباله، التقينا بإحدى السيدات وتدعى ماري ميخائيل، حيث قالت أنها تستعد أولا لاستقبال العيد بالتحضير لإعداد أكلات تقليدية معروفة بأوساط الموصل وخصوصا (الكبة ) المعروفة في المدينة باسم (اليخني ).
وتشير ميخائيل في حديث لـ "عنكاوا كوم" بأن اليخني، عبارة عن اقراص صغيرة دائرية الشكل، تتألف مكوناتها من التمن المسلوق الذي يوضع بالماكنة (ست البيت)، لغرض تحويله الى خليط متجانس، بحيث يتحول الى عجينة ومن ثم يتم التحول الى اللحم الذي يفرم ايضا وهو الخلطة التي توضع في عجينة التمن وقبل حلول العيد توضع اقراص الكبة في قدر كبير مع قطع من اللحم وعادة ما تكون مرقة الكبة بيضاء اللون، لهذا سميت باليخني.
وهنالك عوائل مسيحية تحرص على اكلة (الباجة) وهي أعضاء مختارة من الخروف وخصوصا العوائل الاثورية من التي كانت تسكن منطقة الدواسة، وهذا بما يختص بوجبة الغذاء التي تقدم في ظهيرة يوم العيد اما عن حلوى العيد، فأوضحت ميخائيل ان الكليجة هي من اهم الحلويات التي تحرص العائلة المسيحية في الموصل على إعدادها وتهيئتها قبيل قدوم العيد، وهناك موظفات ممن لم تسنح لهن الفرصة بالاستفادة من أيام الاستراحات، حيث يحرصون على طلب اجازة من دوائرهن، لغرض التفرغ للاعداد هذه الحلوى، حيث يطلبها الأخوة المسلمين في الدوائر ويتلذذون بطعمها ويطلبونها منا كلما اقترب حلول العيد سواء عيد القيامة او الميلاد.
وتحرص الامهات وربات البيوت على ارتياد سوق السراي قبل حلول العيد لغرض ابتياع مواد إعداد الكليجة او ما يعرف في أوساط النسوة بحوايج الكليجة، وهي عبارة عن طحين أبيض (نمرة صفر) وهيل وجوز ولوز وفانيلا عادة ما تكون مبروشة، فضلا عن تطعيمها بنكهة ماء الورد الذي بات يباع بعبوات صناعية.
واضافت ميخائيل أن أغلب العوائل المسيحية، تحرص على الاستعداد ليوم اعداد الكليجة بقدوم افراد العائلة من النسوة لغرض التعاون فيما بينهم من اجل إنهاء العمل بشكل أسرع فتجد ان احداهن موكلة بالاعداد للعجينة الخاصة بالكليجة واخرى تقوم بالإشراف على رص الحلوى بالصواني واخرى تجلس قبالة الطباخ او الفرن من اجل مراقبة شي الحلوى وهي أجواء جميلة ربما يتذكرها كل من غادر المدينة ويحن لتلك الايام الجميلة التي تجتمع فيها نسوة العائلة ما بين زوجة واخت وجدة للاعداد للكليجة.
كما تشير ميخائيل في سياق استذكاراتها الى ان العوائل وخصوصا النسوة تحرص على ارتياد الأسواق التي كانت سابقا محدودة وفيها ازياء نسائية ومنا شارع نينوى والسرجخانة اما في غضون السنوات القليلة فالسيدة بدت تعزف عن ارتياد تلك الأسواق وباتت ترتاد الأسواق القريبة من منطقة سُكانها، نظرا لأن اغلب تلك الأسواق باتت تفتح محال خاصة بالأزياء النسائية خصوصا بعد ان شكل الازدحام واستهداف الأماكن العامة مثل التي ذكرتها ظاهرة تتجدد بين الحين والأخر .
وقالت ميخائيل بأن أسعار الألبسة النسائية بدت متباينة، فهنالك نوعيات تركية من الدرجة الاولى أسعارها تتجاوز الـ(90) الف دينار وهنالك نوعيات أسعارها منخفضة نظرا لصناعتها او منشأها مثل البضاعة السورية والتي ربما تاثرت بالأوضاع التي يشهدها هذا البلد فلم يسعى أي تاجر لاستقطابها مع اقتراب موسم الأعياد.