المحرر موضوع: مرآة سنووايت  (زيارة 673 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سارة طالب السهيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
مرآة سنووايت
« في: 17:20 31/12/2012 »
مرآة سنووايت

من منا لايملك بداخله طفل صغير؟ يحن لأيام الطفولة وذكرياتها الجميلة؟ بلعبها وفرحها، حيث كانت الحياة جميلة وسهلة ،بلا متاعب أو هموم ومسؤوليات، من منا لايذكر قصته المفضلة أو الفيلم الكرتون المحبب إليه !!..فأنا عن نفسى لم أخرج من هذه الطفولة يوما، بل أشعر بأننى سأبقى هكذا طول العمر ..فمازلت أقرأ قصص الأطفال والمجلات التى أحبها واستمد منها بعض الحكم الموجهة للأطفال، فقبل أيام كنت أتابع قصة (سنووايت) أو بيضاء الثلج وهى القصة  الشهيرة عن غيرة وكيد بعض النساء بالأخص من لهم القدرة أو السلطة فكانت رمز لهذه الشخصية الشريرة زوجة أب، ملكه وجميله، ولكنها لاتحتمل أن ترى أى أحد أجمل منها على الإطلاق حتى ولو أدى ذلك للقتل مع سبق الإصرار والترصد عدة مرات، وطبعا على أرض الواقع يحدث هذا كثيرا ولكن القتل لايعنى دوما سلب الحياة بل أحيانا  الموت أرحم ،فهناك من يحارب أو يطلق الشائعات أو الوقائع او المحاربه بالعمل و الوظيفه او العائله اوالفتن وتشويه صور الناس و باساليب و طرق و مجالات مختلفه  لمجرد الغيرة أو التنافس، ولونظر كل شخص لمميزاته وأدرك نعم الله عليه لأحب الناس جميعا ولو قارن الإنسان نفسه بنفسه وبقدرته هو وبإنجازاته ومعطياته ومواصفاته ومايستطيع هو فعله لتمكن من المضى قدما فى هذه الحياة للأفضل والأصلح ولكن المقارنة بالآخرين هى مقبرة أى نجاح وما أثارنى كثيرا ولفت نظرى بقصة سنووايت  هو(دور المرآة)المرآة التى تسألها كل يوم الملكة إذا كانت هى أجمل أم سنووايت وفى كل مره تجيب المرآة صدقا بأن سنووايت أجمل وعلى أرض الواقع ربما كانت المرآة في هذه القصه تمثل رمزا للناس الذين أحيانا بعضهم بجهلهم يكبرون القلوب ويزرعون الفتن والوقائع دون علمهم بحجم مايقولون أو يفعلون فعندما سألت  الملكة المرآة من أجمل أنا أو سنووايت وأجابت المرآة سنووايت ..
طلبت الملكة من الصياد قتل سنووايت وأعادت سؤالها على المرآة ثم أجابت سنووايت فهل بهذه الحاله  مطلوب  من المرآة قول الحق ؟ أم الهروب من الإجابه لحماية طفلةجميلة بريئة من سلطةوشر زوجة الأب المتسلطة ؟ فهل كانت المرآة غبية بهذه الدرجة؟ أم شريرة مثل الملكة ؟أم تريد المحافظة على موقعها فى القصر؟
وفى كل الحالات لقد ساهمت المرآة فى زيادة الحقد والكره مماأدى إلى ردة الفعل من قبل الملكه وطبعا هذا نراه على أرض الواقع من قبل المرتزقة والمنافقين أو الأشرار الذين يلتفون حول أصحاب النفوذ أو النساء المريضات نفسيا فيجاملونهم أو يقولون مايضر الآخرين مما يؤدى إلى خراب البيوت العامرة بقصد أو بغيرقصد فيجب الإنتباه لهذه الأمور فطالما كانت هذه القصص تعد راشدا وواعظا لنا فى الصغر يكتبها القاص بأسلوب يتناسب مع عقلية الطفل وبلغة يفهمها ويستوعبها بسهولة وترسخ فى نفسه وصاحبه مدى الدهر فقد كنت أسأل صديق لى وهو كاتب كبير عن أكثر القصص التى أثرت به فى طفولته وعن المجلة التى كان يقرأها فى صغره فاجابني  بالنسبه للقصة كان اسمها (الطائر الغريب )فكانت أيضا تحمل إسم عائلته فى مقطعهاالثانى فعلمت بأنه كان معجب بنفسه مماجعله يتعلق بأى شىء يذكره بنفسه ومن الغباء أن نعتقد بأن حب النفس أمر سىء بل هو أمر رائع لأن من يحب نفسه يحب الناس جميعا ويكون قلبه كقلب طفل لايرى إلاالحب والجمال وقد كان صديقى وأخى الكاتب بهذه الصفات أيضا . 
سارة طالب السهيل
كاتبة  عراقية
 alsouhail@hotmail.com