شكراً للأديبين عادل دنو وفليمون درمو
بقلم: ميخائيل ممو
(ما حك جلدك مثل ظفرك . . فـتولـّى أنت كـلّ أمـرك)
من منطلق مضمون هذا المثل الشائع ينطلق الزميل الأديب والروائي الأستاذ عادل دنو في استرساله المقتضب للتعريف عن جهد أدبي تشابكت فيه عدة أسماء أدبية مخضرمة من جيل العشرينيات, سبق وإنطفأ بريق عطاء معظمها في عمر السبعينات والثمانينات, ليخلفوا لنا ما جادت به قرائحهم من كتابات لم يتسنى لهم من نشرها في حينها في الوطن الأم لأسباب سلبية عديدة مجتمعة ومؤدية بهم إجتياز الأسوار المنيعة لتحط أقدامهم في العديد من ديار الإغتراب التي إحتضنتهم ليتنسموا نفس الروح بحرية تامة, حاملين في كنائنهم الأدبية سيوفهم الورقية المعنوية, والتي منها ما أنعته باللجوء الأدبي لمؤلفاتهم في ديار الهجرة.
هذا ما شاء به القدر من جراء الظروف السياسية والإقتصادية لأدبائنا الآشوريين الراحلين من أمثال
بنيامين كندلو, يوئيل بابا, آشور قليتا, شماشا كيوركيس بيت بنيامين دآشيتا ووو...وبالتالي إيشايا إليشا خنو الذي صدر بإسمه كتاب " رباعيات الخيام " ليكون محور عرض وتحليل الأستاذ عادل دنو الذي بدوره هو الآخر نحا منحى من ذكرناهم في ديار الهجرة من خلال ما نشره وبشكل خاص تلك الرواية العتيدة التي نشرها باللغة الأم تحت عنوان " بيت نورِه" في العام المنصرم, ولضيق الوقت وبعض الظروف الخاصة ـ أدبياً ووظائفياً ـ لم يسعفني الحظ على إتمام فصولها, آملاً ذلك مستقبلاً ، لقلة التحليل النقدي بين كتابنا للنتاجات الأدبية المنشورة في أصقاع متفاوتة والتعريف بها مثلما أقدم عليه رفيق الأدب عادل دنو في تعريفه لكتاب المرحوم إيشايا خنو.
لكي لا أكون بعيداً وفي منأى آخر مما أقدمَ عليه الزميل دنو عمّا سعى اليه الأديب فيليمون درمو على عرض وتحقيق رباعيات الخيام التي ترجمها نظماً بالآشورية المرحوم ايشايا خنو, يشرفني القول بأن ما حققه الأستاذ درمو أضاف لبنة رصينة في صرح الأدب الآشوري, لما إحتواه الكتاب المنشور من معلومات قيمة كانت جليسة الرفوف المنسية, حسب ما أبانها الأخ دنو في عرضه للكتاب في الرابط المذكور أدناه , ليُعلم القارئ عن هذا الإنجاز القيم, وليضيف أيضاً معلومات إضافية بحكم التواصل والتتبع الأدبي لما ينشر عن تلك الرباعيات لم يحظ ناشر الكتاب الإشارة اليها, ليكون القارئ على معرفة بمن سعى وأنجز ترجمة تلك الرباعيات, والتي قد يكون هناك من ترجمها أيضاً وبرحيله رحل وجودها وطواها النسيان حالها حال ما لا يحصى من الآثار الأدبية والمخطوطات التي نقرأ عنها في المباحث والتدوينات اللغوية دون أن نعثر عليها.
ما أود الإشارة إليه بأن الأسماء التي ذكرناها آنفاً وغيرها من أمثالهم في مطلع ما ذهبنا اليه, سبق لي وعاشرتهم في الوطن الأم من خلال إتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية في العراق والنادي الثقافي الآثوري في بغداد ومناسبات الأمسيات والمهرجانات الشعرية والأدبية ومجلة المثقف الآثوري التي زاملتها إلى اليوم الذي جعلني أتبع مسارهم, وما فتأت تلك الذكريات عالقة على صفحات فكري رغم تفاوت العمر الزمني والجيل الأدبي الذي عايشناه آنذاك. ومما يتراءى لي من تلك الذكريات عن المرحوم إيشايا خنو تلك المشية الرزينة حين كنا نقتاده بفخر وإعتزاز ليعتلي منصة الخطابة ليشنف أسماع الحاضرين بالقصيدة المُعدة لمناسبة المهرجان الشعري, ويوم لبى طلبنا هو والمرحوم شماشا كيوركيس على إتمام كتاب " سيرة حياة الملفان يوسف قليتا" الذي أشرفت على نشره وطبعه في حينها. وتمت الإشارة اليه في الكتاب الصادر حديثاُ الذي نحن بصدده.
وفي خاتمة المطاف لا يسعني إلا أن أثني هِمّة الزميل إيزريا خنو إبن المرحوم إيشايا على مفاتحة الأديب درمو الذي أضاء طريق النور بجمعه المعلومات القيمة في الموضوعات التي تضمنته دفتي الكتاب, وحبذا أن يحذ كل وريث شرعي لمخلفات ذويهم حذو الأخ إيزريا وفيليمون طالما أصبحت اليوم سبل ووسائل النشر أيسر مما كانت عليه, سواءً الورقية أو الشبكة العنكبوتية, وعلى القارئ أن لا يخامره التهاون والتقاعس في الإقدام على دعم وإسناد وإقتناء ما يصدر بالحرف المقوّم لوجوده بغية الحفاظ على تراثه بذلك الحرف الذي يتفوه وينطق به يومياً دليل اعتزازه بلغته الأم التي هي بمثابة الهوية لإنتمائه القومي, ليتسنى له الإفتخار بهم وبتراثه وأدبه وعاداته وتقاليده التي تجسد بأقلام ادبائنا وشعرائنا وكتابنا الذين هم عماد الأمة التي نتغنى بإسمها في محافلنا ومنتدياتنا ووسائل إعلامنا, مثلما يحلو لنا أن نمجد ونثني على من يدغدغوا شغاف القلوب ويهزوا المشاعر من مطربينا المؤمنين في ادائهم من الذين لولا الشعراء الصادقين في نظمهم لما سمعنا دوي أصواتهم.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,633329.msg5871985.html#msg5871985