المؤتمر القومي العام " للكلدان السريان الآشوريين"... الحاضر الغائب !!!
أبرم شبيراكان حاضراً عندما أعلن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية في الصيف الماضي عن عقد مؤتمر قومي في الوطن يحضره أكبر عدد من تنظيماتنا السياسية والقومية والمدنية والشخصيات الفكرية البارزة من داخل الوطن ومن المهجر لمناقشة قضايا قومية وسياسية حساسة ومصيرية، وكان أواخر سنة 2012 موعداً مبدئياً لعقد هذا المؤتمر. وأغنى حضور هذا المؤتمر كتابات ومقترحات بعض الأخوة الأعزاء من الكتاب والتي نشر بعضها في موقع عنكاوة دوت كوم. ولكن أنقضى عام 2012 والأنباء خالية تماماً عن إنعقاد المؤتمر أو تحديد موعد لاحقل لإنعقاده وبالتالي يظهر بأنه دخل في دائرة الغياب. لقد غيًب هذا الحضور عوامل حمله الأعلان نفسه بين طياته كعوامل مطلوبة لإقامته تمثل منها، الأول: في العامل اللوجستي الذي يشمل مكان إنعقاد المؤتمر ومسألة توجيه دعوات الحضور للمؤتمر. والثاني: في التمويل المالي المطلوب لنفقات سفر المدعويين وإقامتهم وتنقلاتهم وغيرها من المصاريف. والثالث: جدول أعمال المؤتمر.
ولو حاولنا التمعن في هذه العوامل نرى بأن أصحاب الأعلان أعتمدوا على سابقة أخرى لمثل هذا المؤتمر والمتمثلة في المؤتمر الذي أنعقد في بغداد عام 2003. حيث كان مثل هذه العوامل متوفرة في تلك الفترة. فحرامي بغداد مستر بريمر، مع أعتذاري الشديد لحرامي بغداد عن هذا التشبيه، ضمنت صناديقه المعبئة بالدولارات (كاش) مسألة تمويل المؤتمر ومن ثم إنعقاده في فندق ذو خمسة نجوم. كما أن الأجواء السياسية والأمنية قبيل إنعاقد هذا المؤتمر كانت مشجعة بعد سقوط الدكتاتور فخلقت نوع من الإنفتاح والحماس والإندفاع لحضور المؤتمر أو لزيارة الوطن من قبل بعض أبناء أمتنا وأحزابهم السياسية وتنظيماتهم القومية في الهجر وبالتالي سهولة الحضور للمؤتمر. واليوم لا حرامي بغداد الأمريكي موجود ولا صناديق الدولارات لتمويل المؤتمر الثاني متوفرة بعد أن أفرغت في جيوب البعض ولا أعتقد بأن التمويل الذاتي خاصة الإعتماد على أبناء أمتنا في المهجر فكرة منطقية أن لم تكن "مزحة قومية" وبدون تعليق. كما أن الظروف السياسية والأمنية غير مشجعة لحضور ممثلي تنظيماتنا القومية والسياسية من المهجر أو في إنعقاد المؤتمر في ظروف أكثر آمنة خاصة في بغداد أو في المناطق الآخرى.
هناك عامل آخر مهم وأساسي غيًب وسيغيب إنعقاد مثل هذا المؤتمر بحضوره العام والشامل، وهو أن دعوة إنعقاد المؤتمر بدرت من تجمع التنظيمات السياسية للكلدان السريان الآشوريين وأنبثقت عنه لجنة تحضيرية أو ما شابهها للإعلان عن المؤتمر والتحضير له. ومن المعلوم عن هذا التجمع بأنه ينطوي تحت مظلته عدد من احزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية ولكن هناك أيضا عدد قد يكون قليلاً أو كثيراً، فاعلاً أو خاملاً، من الأحزاب السياسية والتنظيمات القومية ورجال الفكر والثقافة لا يتفقون مع طروحات وسياسات هذا التجمع خاصة مع التسمية المركبة التي يتبناه أعضاءه وكنتيجة منطقية سوف لا يؤيدون هؤلاء أنعقاد مثل هذا المؤتمر أو لا يحضرونه حتى إذا وجهت الدعوات لهم. فحضور مثل هؤلاء للمؤتمر له أهمية كبرى لمناقشة الإشكاليات والمسائل المستعصية كسبيل لحلها والوصول إلى نتائج مفيدة. من هنا نقول بأن أهمية إنعقاد المؤتمر طالما لا يحضره هؤلاء ستكون معدومة وسيكون لا معنى له إذا حضره فقط المتفقين في الرأي والأفكار والسياسيات لا بل سوف تنتفي الحاجة إلى إنعقاده أصلاً طالما هناك إتفاق مسبق بين المؤتمرين خاصة في المبادئ الأساسية والإستراتيجيات. ولكن السؤال يبقى جوابه حاسماً في تحديد أهمية حضور هؤلاء الرافضين للتسمية المركبة: هل لهم ثقلاً قومياً وسياسياً في أمتنا وعلى الساحة السياسية العراقية لكي يكون لحضورهم أهمية في مناقشة القضايا المصيرية والحساسة؟؟؟ والجواب الحاسم موجود في الواقع الفعلي للعملية السياسية العراقية وعلى الساحة القومية لأمتنا فهو الذي يحدد مدى أهمية حضور هؤلاء للمؤتمر.
لا خلاف إطلاقاً على أهمية إنعقاد مثل هذه المؤتمرات القومية لحل الإشكاليات والمسائل المستعصية والوصول إلى التفاهم والإتفاق بين القوى السياسية والقومية لأمتنا ولا تنتفي مثل هذه الأهمية حتى أذا توصل المؤتمرون إلى الحدود الدنيا من النتائج أو جلسوا مع البعض وجهاً لوجه. وإنطلاقاً من هذه الأهمية لإنجاح مثل هذا المؤتمر سوف أقترح بعض الأفكار، لعلها تجعله حاضراً وفاعلاً في آن واحد رغم أن بعض كتابنا الأعزاء أشبعوا الموضوع أراءاً ومقترحاتً مفصلة عن المؤتمر والتي نشرت معظمها في مواقعنا الألكترونية، ولم يبقى إلا أن أوكد بعض ما ورد في هذه المقترحات والأراء وأن أضيف بعض من أفكاري ومقترحاتي عن هذا المؤتمر وكما يلي:
1)- كان يجب على تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية أن لا يكون هو نفسه الداعي للمؤتمر طالما له معارضين على الساحة السياسية القومية والمعروف عنهم رفضهم لمثل هذا المؤتمر أو الحضور إليه، كما بينًا في أعلاه، بل كان يجب عليه أن يتصل بهؤلاء ويطرح عليهم فكرة إنعقاد المؤتمر قبل الاعلان عنه لغرض تشكيل لجنة تحضيرية وبإتفاق الجميع ثم الإعلان عنه. هناك نقطة مهمة يستوجب إيضاحها وأن سمح لي القول إفهامها للذين لا يفهمون شروط إنعقاد المؤتمرات ونجاحها. أن التجمع متشكل من أحزاب وتنظيمات وواقعه الحالي يقول بأن أثنين من هذه الأحزاب والتنظيمات (الحركة الديموقراطية الاشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري) لهما ممثلين في البرلمان المركزي والأقليمي وفي الحكومتين المركزية والإقليمة إضافة إلى وسائل إعلامية وقواعد جماهيرية ..,. ألخ، مما يضع التجمع بشكل أو بآخر في موقع قوة وأن يكون من أحسن التحالفات السياسية والقومية في أمتنا. وعندما تأتي الدعوة لإنعقاد مؤتمر من قبل "القوي" أو "الأقوى" في المجتمع فإن مثل هذا المؤتمر سيكون مؤتمر فرض وخضوع بالنسبة للـ "الأضعف" خاصة إذا كنًا نعرف بأن "الأقوى" له طروحات سياسية مختلفة ومتناقضة مع "الأضعف". (مع التحفظ الشديد لمفهومي القوي والضعيف فالمعنى هنا ليس معنوياً بل معياريا). وبعبارة أخرى، عندما تأتي الدعوة من قبل التجمع وهو المتبني للتسمية المركبة مثلاً فهذا سيعطي إنطباعاً في أن يكون المؤتمر متبنياً أيضاً لهذه التسمية أو ينعقد تحت شعارها أو تكون الكلمة الشائعة في جدول أعماله وفي خطابات المؤتمرين، فأن مثل هذا الإنطباع سوف يترك تصوراً بأن هناك شروط مسبقة قائمة على فرض هذه التسمية المركبة على الآخرين ونحن جميعاً نعرف بأن التسمية المركبة هي أحدى الإشكاليات الأساسية القائمة بينهم. أي بهذا المعنى سيكون هذا مؤتمر خضوع ولا يقبله الآخر المختلف ما لم تكن هناك مقترحات لحل هذه المشكلة المستعصية وقناعة وثقة متبادلة بين الطرفين. ولأكون أكثر صراحةًً، فأن الكلدان والآشوريين المتبنيين لتسمياتهم المفردة سوف يعارضون مثل هذه المؤتمرات ولا يحضرونه حتى ولو وجهت الدعوات لهم. بالمقابل وكرد فعل، فهولاء أيضا سيعرضون شروطهم الخاصة كشرط مسبق وأساسي لحضور المؤتمر. أما إذا جاءت الدعوة لعقد مؤتمر قومي من لجنة تحضرية متشكلة من كل أو معظم أحزاب وتنظيمات أمتنا وبمختلف التسميات المركبة والمفردة وبدون شروط مسبقة صراحة أو ضمناً فإن أحتمال حضور الجميع أو معظمهم سيكون كبيراً ونجاحه سيكون وارداً حتى ولو أكتفوا بتصافح الأيدي وتبادل الأفكار والكلمات، فمثل هذا المؤتمر سيكون مؤتمر وفاق يفيد الأمة أكثر بكثير من أي مؤتمر آخر له مؤشرات فرض وخضوع.
وأود أن أزيد نقطة أخرى في قيام التجمع وحده بتبني فكرة المؤتمر وتشكيله لللجنة التحضيرية. إذ إن حال التجمع التنظيمي غير مطمئن إليه بسبب التذبذبات الحاصلة في بنيانه فمن خلال عمره القصير يظهر بأن مظلتة مخرومة حيث يتسرب من خلالها بيانات وتوضيحات وإنتقادات ضد بعضهم البعض وعلى الهواء الطلق في الوقت الذي كان يستوجب معالجة مثل هذه الأمور تحت المظلة نفسها من دون السماح لها من التسرب إلى الخارج. فكيف والحالة هذه أن يستطيع جمع الكل، خاصة المعارضين له في مؤتمر والوصول إلى نتائج مرضية في الوقت الذي هو لا يستطيع أن يحل مشاكله ويلملم بنيانه في هيكلية تنظيمة أكثر تماسكا وعملاً. ولكن من الضروري التوضيح إن التجمع مع كل هذه "الخروم" في مظلتة فأنه يجب أن لا يفهم منه بأنه رفض له. فالبقاء تحت مظلة مخرومة خير من البقاء بدونها في العراء. فالواقع أكد ويؤكد بأن التجمع لا يزال من أكثر التحالفات ديمومةً وأكثرها ظهوراً ونشاطاً، حيث أكد هذا الواقع بأنه لا يوجد تنظيم تحالفي آخر أحسن منه رغم كل السلبيات والمعوقات التي تعتريه.. وكما قال ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن النظام الديموقراطي عقب خسارته للإنتخابات بعيد الحرب الكونية الثانية (النظام الديمقراطي سيء ولكن لا يوجد نظام أحسن منه)، وهكذا أيضا وعلى نفس المنوال نقول بأن التجمع ضعيف وخجول ومهلل البنيان ولكن لا يوجد أحسن منه في الوقت الحاضر.
2)- شغل مكان إنعقاد المؤتمر وعدم إمكانية تحديد المكان الأنسب والآمن لإنعقاده حيزاً كبيراً في غيابه وتلاشي فكرة إنعقاده ذلك لأن عقدة المؤتمر الأول لعام 2003 المتمثلة في فنادق ذو خمسة نجوم وقاعات فسيحة بكل مستلزمات الراحة وأنظمة الصوت كما نشاهدها في المؤتمرات العالمية قد طغت على أصحاب الدعوة للمؤتمر الثاني. غير أن العوامل المساعدة لإنعقاد مؤتمر بهذه المواصفات الترفيهية قد تلاشت كما سبق وأن ذكرنا في أعلاه، فاليوم واقع آخر يختلف كلياً عما سبق قبل أكثر من تسعة سنوات. فإذا كان أمر مكان إنعقاد المؤتمر يظهر في البداية بأنه مرتبط بالتمويل المطلوب والأجواء الآمنة فإن مثل هذه العوامل ستزول أو ستخف إذا أنعقد المؤتمر في أحدى بلدات اوقصبات شعبنا في منطقة الحكم الذاتي لكردستان حيث الأمن والإستقرار أكثر ضماناً من غيرها من المناطق في العراق. وأكثر من هذا فإن إنعقاد المؤتمر بين أبناء شعبنا سيزيد من تلاحمهم بالتنظيمات التي يمثلونهم ويزيد من أهتمامهم بالقضايا المصيرية التي سيتناولها المؤتمر لا بل سوف يعطي إنطباعاً عن إلتصاقهم بارض الأباء والأجداد وقد يكون ذلك نوعاً من الرد البسيط على التجاوزات الديموغرافية لمناطق أبناء شعبنا. فهناك العشرات من القرى والقصبات المضيافة لأبناء أمتنا في هذه المنطقة من الممكن جداً تهيئتها لتكون أمكنة مناسبة لإنعقاد المؤتمر والتي لا يتطلبها تمويل ضخم ولا حراسات أمنية مشددة. وألقوش الحاضرة دائماً في التاريخ البعيد والقريب، أم القرى ورحم تاريخ أمتنا، يجب أن تكون في مقدمة هذه القصبات الملائمة لإنعقاد المؤتمر. ولا أستطيع أن أضيف أكثر بهذا الشأن مما ذكره الأخ الكاتب سيزار هوزايا في مقالته (مؤتمر قومي في ألقوش ... فخذوا العبرة منها) عندما كتب في هذا الموضوع وأقترح ألقوش مكاناً لإنعقاد المؤتمر وقال (.. أن التمويل الذاتي ومكان إنعقاد المؤتمر وحماية المؤتمرين كلها قضايا تتبخر على أرض كأرض ألقوش، فأنتم أعزائي المسؤولين بحاجة لأرض تعيدكم إلى بساطتكم، إلى حقيقة شعبكم وواقعه، إلى جذوركم، إلى مدرسة عوضاً عن فندق راق، إلى دير تتأملون فيه في مستقبل شعبكم عوضاً عن منتجع، إلى التواجد بين الأخوة عوضاً عن رجال الحراسات والأمن. أنتم بحاجة إلى أرض تنامون عليها وتأكلون منها وتشربون من مياهها، لتتذكروا أعزائي "المسؤولين" أنكم مسؤولين عن تلك الأرض وذلك الشعب الذي رضي بأن تمثلوه ... أنكم بحاجة إلى أن تنتجوا جهداً أخوياً تجاه شعبكم بدلا من صور تذكارية ولقطات تلفزيونية، أنتم بحاجة عوضاً عن بوفيه مفتوح وجلسة عشاء ومأدبة غذاء في باحة الفندق، إلى ضيافة أناس ألقوش، فهم بالأمس في وقت الضيق وتحديداً قبل 79 عاماً أستقبلوا بتلك الضيافة وذاك الحب الأخوي من لجأ من مذبحة سميل)... أنتهى الإقتباس. وقد تكون أحدى المدارس أو الأديرة خاصة دير سيدة الزروع (ديرا خثايا – الدير التحتاني) مكاناً مناسباً لإنعقاد المؤتمر (طبعاً بعد حصول موافقة الجهات الكنسية) حيث تتوفر فيه بعض المستلزمات من قاعات وساحات وكذلك غرف لإقامة المؤتمرين يمكن تهيئتها لعقد المؤتمر.
3)- أرجو أن لا نكون مصابين بـ "عقدة الخواجة" معتقدين بأن أبناء شعبنا ومنظماتهم في المهجر أحسن من أخوتهم في الوطن. فمن البداية يجب أن نكون محصنين من هذه العقدة لأنها لا تخدم، وبشكل مباشر، مصلحة الأمة في الوطن. لاشك فيه أن الكثير من أبناء أمتنا ومنظماتهم في المهجر يهمهم أمر أخوتهم في الوطن ومساندتهم لنضالهم من أجل نيل حقوقهم القومية ولكن أسلوب عملهم القومي يختلف عن أخوتهم في الوطن من حيث طبيعة ونوعية نشاطهم السياسي والقومي ومساحة الإستعداد للتضحية، لا نقول بالحياة، بل بالمال والجهد والوقت، وهو موضوع طويل ووعدا منيً بأنني سأفصل عنه في وقت لاحق. من هذا المنطلق فإنني أقترح أن توجه الدعوات لعقد المؤتمر إلى أبناء أمتنا في الوطن فقط ومن دون المهجر ومن المفكرين والمثقفين والكتاب وأحزابهم السياسية ومنظماتهم القومية ويجب أن لا تمتد هذه الدعوات إلى الجمعيات الخيرية أو الكنسية أوالفرق المسرحية وغيرها التي هي بعيدة عن عالم السياسة كما حدث في مؤتمر بغداد لعام 2003 حيث غلب الكم على النوع فحضره 42 شخص ومنظمة وحزب وفرقة مسرحية وكان عدد المشاركين 198 شخص وهو أمر يجب تجنبه في المؤتمر القادم.
4)- يظهر بأنه ورثنا عن أجدادنا البابليين والآشوريين والكلدانيين عقلية عدم الإكتراث للجغرافيا، وهذا ما يظهر في عقلية الداعين للمؤتمر عندما أقترحوا موعداً لعقده قبل نهاية عام 2012 حيث يكون الطقس بارداً جداً وممطراً خاصة في المنطقة الشمالية من الوطن. ومثل هذه الظروف المناخية القاسية ستكون عاملاً معرقاً لحضور المدعوين ولتنقلاتهم وتوفير مستلزمات الراحة والإقامة لهم خاصة عندما تكون وسائل التدفئة والمواصلات غير متوفرة أو مناسبة إذا أنعقد المؤتمر في أحدى قصبات أبناء أمتنا إضافة إلى حرمانهم من الساحات الفسيحة لإقامة النشاطات أثناء أيام المؤتمر. لهذا السبب فإن إنعقاد المؤتمر في أجواء مناخية مناسبة، خاصة في فترة الربيع، يكون عاملأ مساعداً في إمكانية التحضير للمؤتمر وإتمامه بالشكل المناسب والمريح للمؤتمرين. لعل يكون نهاية شهر آذار وبداية شهر نيسان من هذه السنة (2013) موعداً مناسباٌ من نواحي عديدة، جغرافية وزمنية وتراثية، حيث تزدان أعياد القيامة وأكيدو بإحتفالات إنعقاد المؤتمر.
5)- التمويل... عصب الحركة نحو إمكانية عقد المؤتمر... ولما كان التمويل غائباً عن المؤتمر المزمع عقده إذن هذا يستوجب تقليل المستلزمات والنشاطات التي يتطلبها التمويل وبالتالي ستزداد إمكانية عقد المؤتمر. فالمقترحات المبينة في أعلاه، منها مكان إنعقاد المؤتمر وتقليص عدد المدعوين سوف تخفف الحاجة الملحة للتمويل. ولكن مع هذا يبقى التمويل عاملاً مطللوباً لتحقيق المستلزمات والنشاطات الضرورية التي يتطلبها المؤتمر وبشروط إنعقاده المخففة. ولما كانت الأحزاب الرئيسية والمنظمات القومية الفاعلة أكثر معنية بأمر إنعقاد مثل هذه المؤتمرات القومية لذا سيكون لازماً عليها أن تكون هي مصدراً لتمويل المؤتمر إلى جانب بعض الشخصيات القومية المعروفة بسخاءها المشهود في التبرع للنشاطات القومية. ولكن مع هذا وذاك فإن تخصيص نسبة معينة من رواتب ممثلي أمتنا في البرلمانين المركزي والإقليمي وفي الحكومتين المركزية والإقليمية ستكون عاملاً أساسياً في تمويل المؤتمر، وكلنا يقينين بأن تخصيص نسبة بسيطة من رواتب "ممثلي الأمة" سوف لا تجعلهم يتضرعون جوعاً، فشعرة من جلد الخنزير الكثيف لا يعري جسمه إطلاقاً.