نامي يا إبنتي نامـــي ..
فأنتِ لا ترين والدكِ بعد ..
اليومِ !
فانتِ طفلـة الآنَ ؛
ولا تعلميـن ما هو معنـى ..
الألــم !
فوالدك .. لايرجع الينـا أبداً !
لأنّ الأوغادَ دفنوهُ مع ..
الصّنم !
لم تكن جريرتهُ .. ســـوى
أنّـــهُ لم ينطق بكلمــة ..
نعــمِ !
فضيّعوهُ في غياهب السّجـن
ولم أعثر له على أثـر ؛
غيــــرَ أن ارى لكِ ..
اليُتــمِ !
فأنتِ الآن وحيدتي في الدّنـيا
وأنـا سأشبعُ من ايّامِ ..
المأتــمِ !
من أين لي أنْ آتيك بالطّعام ؟
وليس لي إلا قليلاً من ..
الدّراهــم !
وداراً عتيقـة تركها لنا والــدكِ
لتزيـد عليّ همّــــاً علـى ..
هــمّ !
وجارنا يوّبّخنــا إنْ سمع صراخي
فهــو يريدُ أنْ يشبع من ..
النّومِ !
فلم يعد في هذه الدّنيـــا غيـــر
الجشع .. والإنسانيةَ قــد ضاعت في ..
اليمِّ ! *
فبتنـا يا إبنتـــي أنا وانـتِ نكراتٍ
لا يسمعُ صوتَ إستغاتنا هذا ..
الحاكـمِ !
فنامـي يا طلفتي .. فليس لنا عشاءاً
غيــــــر البكـــاء والنّواح ..
واللّطــمْ !
فغداً سوف تسألينني .. اين أبي ؟
فلا أدري بما أجيبكِ ؛ فهو بات من ..
العدمِ !
فلسنا نملـكُ من متاع الدّنيـــا
غير التّضـرّع لربّ هذا ..
العالـمِ !
فهو الوحيد الذي بمقدروهِ أن
ينجيــنا مــن هـــذا ..
الظّلـــمِ !!
* اليـمّ : البحر
* بقلمــــــي *