ا أنا و المطر - مسرحيه قصيره جدا
لطيف نعمان
الى صديقى المسرحي و الكاتب فتاح خطاب
قبل ايام جلسنا أنا والمطر نتبادل أطراف الحديث في قضايا العراق ، وفقراؤه ، ومشاكله..وفي غمرة أشتياقي الشديد له سألته:
أنا :لماذا أنت غائب يامطر؟.. هل نسيتنا؟.. هل أنت غاضب علينا؟..
المطر: لاوالله .. مذ تسببت بفيضان بغداد ، والحله، والديوانية ، والبصرة ، وغيرها شعرت بذنب
وخجل كبيرين..
أنا : لماذا تشعر بالخجل؟.. نحن أشتقنا اليك .. ونرحب بهطولك في أية لحظة ، وفي أية بقعة من
العراق..
المطر: العراق ؟.. ياعيني على العراق .. أنا أحب العراق .. أموت على العراق..
أنا : ألارض .. الوطن بحاجة اليك .. بالله عليك زرنا ..فنحن أشتقنا أن نشرب من مائك ،
ونغسل وجوهنا بمياه المطر .. ونسقي زرعنا من خيراتك .. ان الفلاحين ، والفقراء
يرحبون بك ..
المطر: ياسلام ..ذكرتني بالفقراء.. أمانة في عنقك بلغ أعتذاري الشديد ، وأسفي الكبير الى فقراء
العراق ممن تسببت في غرق بيوتهم ، أو هدمها ، وتلف أثاثهم ، وبكاء أطفالهم ،وقل لهم
و..و.. أه .. أه .. أه..
أنا : لماذا تبكي يامطر؟!..
المطر: أبكي على الفقراء ، والمساكين في العراء.. ممن لامأوى لهم .. لاحول ولا قوة لهم ..أه ..
أه .. أه ..
أنا : قطعا لست أنت السبب .. أن الحكومة المتورطة بالفساد الاداري والمالي والاخلاقي،واهمال
الخدمات هي السبب..
المطر: تبا لهذه الحكومة ..اما بمقدوركم أن تغّيروا هذه الحكومة ؟..
أنا : ولكن ..
المطر: (مقاطعا) أنا أعلم .. أعلم جيدا .. لابد أن تعملوا شيئا ..
أنا : يامطر.. ياعزيز كل الناس .. لاتغب عنا .. نستحلفك بالله .. ان أجواؤنا أمتلاءت بالتراب ..
هيا وزرنا بسرعة .. الارض عطشى .. الانسان .. الحيوان .. النبات ..
المطر: لقد وصلت دعواتكم رب العالمين .. وأوعز جل جلاله أن أزوركم..
أنا : هيييييييييي..شكرا .. شكرا يامطر ياعزيزي .. كم أنا فرح بك .. سأخبر أهلي .. سأخبر
الفقراء ، والفلاحين .. كم أنت رائع يامطر ياحبيبي .. تعال لاقبلك ..
المطر: أنصحك أن لاتتعجل .. بلغ الجميع .. أخرجو بأحتجاجات حاشدة .. قدموا مطاليبكم للحكومة
.. وعلى رأسها تفعيل الخدمات ..ومحاسبة المفسدين .. اصرخوا بوجه الحكومة .. لاتهابوا
أحدا ..هيا ..
أنا : و .. و .. ولكن ..
المطر: (مقاطعا) لاتتردد أبدا .. أنا أعلم ستكون هناك تضحيات ودماء .. ان قضيتكم تعمدها هذه
الدماء .. وأعلم ياولدي عندما كنت في السماء تباحثت مع القمر ، والشمس ، ونخبة من
النجوم بشأنكم .. حملوني تحياتهم ، ومحبتهم للعراق ، والعراقيين ..للفقراء والمساكين ..
أنهضوا ياولدي .. أصرخوا .. هيا بسرعة ..
أنا : سأبلغ رسالتك أيها المطر المبارك للجميع .. حتى المطر والكواكب يحبون العراق ،
والعراقيين .. الفقراء ، والمساكين .. الا حكومتنا .. واللهي لن نسكت ..سأصرخ في
الشوارع ، والساحات ..تبا للفساد .. تبا لمن لايحب الوطن .. تبا لمن لايخلص في عمله..
سأنادي بأعلى صوتي .. تعالوا أيها المباركين أبناء وطني نصلي من أجل المطر .. من
أجل الخير .. من أجل العراق العزيز..سأصرخ بأعلى صوتي حتى لو كلفني ذلك حياتي..
المطر: أذهب ويرعاك الله .. وأنا سأبارك ثورتكم بزخاتي ..
((تتعالى أصوات هتافات تدعو الخير للعراق ، ومكافحة المفسدين- تمتزج معها أصوات
صواعق، ورعود ، وأمطار غزيزة – زغاريد نساء تملاء الدنيا فرحا – اصوات طبول
ومزامير - بكاء مولود جديد ..))..
لطيف نعمان/ عنكاوا
