المحرر موضوع: العراق نسخة من المانيا ولكن ..........  (زيارة 1716 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل adil92

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 17
  • الجنس: ذكر
  • عادل كولان
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق نسخة من المانيا  ولكن ......
عادل كولان \ ألمانيا

ربما البعض سيستغرب للعنوان وكيف اساوي العراق بمرتبة المانيا  وبكل بساطة ابدأ بلمحة سريعة عن  الحياة السياسية والدستور الاتحادي الالماني الذي يتشابه لحد كبير مع الدستور العراقي وأساس نظام تكوين الدولة العراقية الحالية, المانيا هي دولة اتحادية تتالف من 16 ولاية وتتوزع سلطة الدولة المركزية بين سلطات الولاية , فلكل ولاية  دولة مصغرة وبرلمان ودستور  وشعار وعلم خاص بها وصلاحيات واسعة جداً أي أنها تتمتع باستقلالية و سلطات الدولة ولكن بشروط  أولها : أن لا تتنافى مواد دستور الولاية مع الدستور الأساسي للدولة المركزية وأن يرفع العلم الألماني الموحد الذي يتألف من 3 الوان الاسود والاحمر والاصفر الذهبي  وحده في الولايات كافة وأن تعترف بما يشرعه البرلمان الاتحادي وما يصدره المستشار الاتحادي والحكومي وهذا المركز بمثابة رئيس الوزراء في العراق وهو العضو المنتخب في الحكومة ويمنحه الدستور حق تعيين الوزراء بصفته رئيس أعلى سلطة سياسية في البلاد وهو صاحب الحق في توزيع المسؤوليات والمهام وله دوره الحاسم في وضع سياسة الحكومة , والمستشار الذي يتولى مهامه منذ 22 نوفمبر 2005 م هي انجيلا ميركل زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أحد ابرز الأحزاب السياسية في المانيا لها كلمتها المسموعة وكلامها لا يتكرر   خاصة مع الاحزاب المشاركة بتكوين الحكومة  ولا يحق لأي رئيس حزب أو كتلة إصدار قرارات او تصريحات تهدد تماسك الدولة وعرقلة عملها وإلا سيحاسب هو وأعضاء حزبه بعقوبات صارمة .

أما رئيس الحكومة فهو لا يتمتع بقوة إلا في توقيع القوانين لتكون سارية المفعول وتمثيل البلاد خارجياً وحل الحكومة والبرلمان  ولكن لا يملك حق النقض او ما يسمى بالفيتو الذي يتمتع به الرئيس الامريكي .

لقد أثبتت الديمقراطية الألمانية  نجاحها ويعود هذا النجاح لعدة أسباب :  أذكر منها التقدير العالي للحياة الديمقراطية وخاصة بعد فترة الحكم الدكتاتوري النازي إضافة إلى السعي نحو اثبات الوجود بين الجيران الديمقراطيين والمثقفين  واشدد على النقطة الأخيرة التي ومع الاسف وبسببها تهدر دماء العراقيين وأقصد بها دول الجوار الحاقدة على الشعب العراقي ولا ننسى رغم ان الحكومة الالمانية حظرت الحزب النازي  ووضعت قوانين صارمة وعقوبات قاسية خاصة على من يتبنى أفكاره ونهجه الا ان الحكومة والشعب الالماني لحد هذه الساعة  يعانون منه كما نعاني من حزب البعث المحظور أيضاً وأفكاره العنصرية  والدموية في العراق , فإذا خرجت مظاهرة  في ألمانيا ورفعت شعارات النازية أو صور القادة فيها ستتدخل قوات الامن وربما ستستعمل القوة على الرغم من شرعية المطالب لان المظاهرة خرجت عن ايطارها السلمي وصارت تحمل افكار ناس تتعطش للدماء والتلذذ بتعذيب الشعب

   نعم عزيزي القارئ من الصعب  على حزب او شخص ان يترك كرسي السلطة بعد حكم دام عقود من الزمن في ليلة وضحاها يسلب منه او بمعنى أخر تكسر شوكته بالتأكيد سيدافع عن مركزه حتى ولو كلفه سفك دماء الشعب البريء  .

هذه هي الحقيقة العراق هو نسخة من ألمانيا لأنه يمر بنفس المراحل ولكن يجب أن نضع بالحسبان مدة السنوات التي استغرقها الالمان لبناء وطنهم رغم العنصرية والتمييز وتعدد المناطق وافكارها وفشل عدة حكومات متعاقبة وصرف مبالغ طائلة على إعادة الأعمار ولكن بالإصرار والعزيمة وصل الشعب الالماني الى مبتغاه ,وكما يقول وليام سميث : نصيب الانسان من السعادة يتوقف على مدة رغبته في أن يكون سعيداً وأقول للشعب العراقي لا تسمعوا لاي شخص يسبب لكم الاحباط او يقلل من طموحاتكم , الكل يثق بالشعب العراقي وقدرته على تخطي الازمات والصعوبات ولكن يجب تتوخي الحذر من انتخاب اشخاص غير مؤهلين للقيادة في الحكومة القادمة لان كل الطموحات تتوقف على الاختيار وإلا سنرجع إلى زمن الدكتاتورية و التخلف والفقر والدماء .

 النشر : بهرا العدد 629  _ 3 شباط 2013 م

[/size]
معاُ نبني المستقبل لان المستقبل لا يتاخر بالمجيء