المحرر موضوع: متى يصبح البطاط حبيب الروح ؟  (زيارة 1239 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تحسين المنذري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 141
    • مشاهدة الملف الشخصي
متى يصبح البطاط حبيب الروح ؟
تحسين المنذري
واثق البطاط ، إسم قفز فجأة على واجهة الاحداث في العراق ، رغم إنه كان معروفا من قبل بزعامته لحزب الله العراقي ، حيث قرر تشكيل جيشا بإسم "" جيش المختار " نسبة الى " المختار بن ابي عبيد الثقفي المتوفي سنة 67 هجرية " الذي عـُرف بثورته الانتقامية من قتلة الحسين ، ولقب المختار أطلقه اخيرا بعض المناصرين على السيد نوري المالكي نفسه!!! وما أن أعلن السيد واثق البطاط الموسوي عن نيته تشكيل هذا الجيش حتى بدت ردود الفعل الغاضبة ، فكان أولها رد السيد المالكي بإصداره كما يقال أمرا بالقاء القبض على واثق البطاط ، ذلك الامر الذي لم يأبه له البطاط فكان رد فعله أن قام أتباعه بتوزيع إستمارة إنتماء لجيش المختار ، يقول  الناطق الرسمي بإسم جيش المختار إن عدد المتطوعين  بلغ الـ ( 800 ألف متطوع ) ، لكن مستشارا للمالكي يتهم القضاء !!! بتأخير إصدار أمر إلقاء القبض بحق البطاط !! وفي حين عربدت وزارة الداخلية وأزبدت ، بدا السيد البطاط هادئا متزنا وهو يرد على الداخلية بإستغرابه من ذلك ، فهو كما يبدو على ثقة من واحد من أمرين : إما عدم قدرتها على فعل شيئ ضده ، أو إنه لديه الضوء الاخضر من (جهة ما) أعلى منها بتشكيل الجيش !!! .
يتهم السيد البطاط الاجهزة الامنية بعدم قدرتها على حماية المواطنين ، لذلك فقد بادر هو لتشكيل هذا الجيش ، وهذا السبب نفسه كان قد تمسك به من قبل السيد مقتدى الصدر بتشكيل جيش المهدي لكنه كان أكثر صراحة حيث إدعى بأنه شكل جيشه لحماية الشيعة ، وهذا ما يقتنع به كثير من الناس على خلفية التجييش الطائفي وحرب السنتين بين أبناء البلد الواحد بأنه (لو لا جيش المهدي لما قامت للشعية قائمة في العراق !!!) رغم إختلاف العديد من الشيعة مع السيد مقتدى الصدر ونهجه .
يأتي تشكيل ميليشيا المختار اليوم في ظل أوضاع متأزمة جدا ، وإستقطاب طائفي يهدد وحدة العراق ، وتجاذبات سياسية على أسس طائفية رغم إعلان الجميع براءتهم منها ، لكن الامور تسير كما يبدو نحو الاسوأ يوما بعد آخر في ظل التعنت الحكومي الرسمي ، وإصرار المتظاهرين في بعض المحافظات على رفع سقف مطاليبهم وتهديدهم بنقل الاحتجاجات الى بغداد للضغط بشكل أكبر على الحكومة ، ولم يكن الاعلان عن تشكيل ميليشيا المختار الى صبا للوقود على النار . فلماذا يبدو السيد البطاط غير آبهٍ بكل هذا الوضع وبكل التهديدات الحكومية ضده ؟ في البدء أتصور إن تشكيل هذه الميليشيا لا يراد منه سوى تأزيم أكبر للاوضاع ففي ذلك تعميق لنهج المحاصصة وترسيخ لاقدام الطائفيين المتنفذين في الحكم  سيما وإن الناس بدأت بالتململ من نهج المحاصصة بشكل محسوس وأكبر من ذي قبل ، وأيضا فإن السيد البطاط يعرف إن كل هذه التهديدات غير جدية ، فقبله كان السيد مقتدى الصدر مطلوبا للقضاء ومهددا من قبل الحكومة والمالكي شخصيا الذي قاد صولة ضد ميليشيا المهدي في البصرة ، لكن فيما بعد وبعد أن راح ضحية ذلك التشكيل وممارساته الاللاف من أبناء العراق ، عاد السيد مقتدى الى العراق بعد فترة هروب في إيران معززا مكرما وقريبا من الحكومة ومناصرا للمالكي رغم كل ما يعتري علاقتهما من مد وجزر ، وأيضا فإن ميليشيا عصائب أهل الحق التي كانت مطارده كلها وزعيمها قيس الخزعلي معتقلا ، عادت عناصرها وزعيمها الى العملية السياسية دون أية مطالبات أو ملاحقات بل وإن المالكي نفسه يريد تقريبهم أكثر وأكثر ونوه بذلك في أكثر من مناسبة  ، من هذا كله فإن البطاط يبدو واثقا إنه سوف لن يمسه السوء ، وإن حصلت مناوشات أو معارك فعلية بالسلاح فهو ومقربيه في منأى عنها وكذا الحال بالنسبة لشخوص الاحزاب الطائفية وقادتها ، كل ما في الامر سيذهب كم ( إبن خايبة ) ضحايا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وسوف يعلن البطاط في يوم ما حل أو تجميد ميلشيته ويعود مرحبا به زعيما شيعيا في العملية السياسية ورغما عن الكل ، إنها عملية تبادل أدوار قذرة يلعبها هؤلاء المتنفذون ، على حساب ابناء الشعب وعلى حساب مصالح الوطن وعلى حساب مستقبل أجياله ، ولمصلحة قوى خارجية وأخرى داخلية مستفيدة من الوضع المتأزم دائما وتحاول أن تبقي على نظام المحاصصة لأطول وقت ممكن ، يعرف البطاط إنه سيصبح يوما قريبا من القلب بل وحبيبا لكل الساسة الذين يظهرون رفضهم اليوم لما ينوي القيام به ، يبدو إن تشكيل الميليشيات أو حتى التهديد بذلك أقرب الطرق للوصول الى قلب السلطة والتمتع بكل أنعامها وليذهب الشعب العراقي الى حيث ما يذهب ، المهم أن يبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر أن يموت منتظرا إنصافه .