على الضفّـة الأخـرى..
فهد إسحق ـ كنـــدا
النهـرُ...لم يمُـت،
لكنّـه حمـل حقائبه مثلنــا...ورحـل.!
كانت أفكارها تذوب على طاولة الإنتظار
كالشمع الذي أشعلته منذ الغروب من أجل عودته سالماً...
ما إن قُرع جرسُ الكنيسة في الصباح الباكر حتى أيقظ في قلبها وعيونها صرخة في وجه القــدر..
هنــاك في الــريــف البعيــد البعــيد...
حيث الأمكنـةُ تُشــبهني ،تبحـثُ عن ظلّي و آثــار أقـدامي
وحيثُ البــراري الواسعة الآن تمـرّ في فترة مخـاضها الســنوي
تتـأمّــل ُ ربيــع عُمـــرٍ لـن يـعــود ويـرى النّــور أبــداً ..
أُمّــي.....
كانت تغـزلُ لنــا الدفء بأصـابـع قـلبهــا
وتُـلبسُــنـا الرأفـة والإنسـانية من ضمـيرهـا..
هي من وهبتـنا رغيف المعـرفة اليـومي و أشـعلت في دروبنـا عطـاء عُمــرهــا,,,,
المـوسـيقى...قصـيدةٌ خـرسـاء
كتبتهـا قـلوبٌ عذارى...لتـُخـمِـد بمفرداتهـا
ثورة الإنسـان التـائه أينما كان وتنشـر في فضاء قلبه السـكينة والـرخـاء.
الحِـــكَـم...كرات ضـوء صغيـرة
لا تبحـث عنهـا بعيــداً ،إنهـا هنـا بين سـطــور الـحيــاة.
إذا وقعـت المحبّـة في مصيـدة اختبــار زمني مُفــاجئ ولـم تُـنقــذ نفســها،
فـاعلــم أنّهــا محبّــة مـصنــوعـة من لَـبـِنــات الشــك..
بين كـروم الثـلـج أبحـثُ عن وطــن تـغـرّبـتُ عن مهـده آلافـاً من سـنين الشــوق..!
عـلّمــوا أولادكـم أبـجـديـة المحـبّـة الـواحــدة...
حتى حيـن يكبــرون تتـكدس في أدمـغـتهــم علـوم الحيــاة
جغــرافيـة العطــاء بلا حـدود وتـاريــخ الإنســان الصـالـح
على ألســـنـتهـم قـواميـسُ التقــوى
وعلى شـــواطئ أفكــارهـم تتشــمّسُ ألـفُ امــرأةٍ عـاريـة..!
أصــدقـاء...تجـمـعـنــا مـوائــدٌ وحكـايــات
نشــعـلُ الكلمــات ، نُـزيّـن بهـا جميــع الطـاولات
نـتقـاسـم رغيـف العـبــارات...ثـمّ نـمضـي كنســمة عبـر فضـاءات الحيـــاة.
تزحف الكلمــات نـحـو الأفـق ، تتســلّقُ الســماء
تـتـدلّى من نـافــذة الـقـمــر
ثُـمّ تـقــرعُ أبــواب الـعُمــــر...
لـتُـلقـي تحيّـتــها...يـاســميـنـاً و ضـيـــاء.!
إســألــوا عنِ الشُــــعــراء في أديـــرة الســــمـاء
إنّهــم يـصنعـــون الكلمـــة من حـقــول تجـاربكـم..!
فـوق رابيــات الســــكـون تـنبُـت زهــــرة الـتـأمُّــــــل..
لا مُـبـالــون...طُـفيـليــون
يصنـعــون من ضـحـالتهـم زوارق نّفــاق
يـركـبـونهـا ويمضـون بهـا مـع تيــار بـدعـتـهـم
الذي ما يلـبـث أن يرميهـم عبـر شــلّال الحـقّ إلى صـخــور الحقيقة..!
( كـم تحــوي الحيـــاة على ضفـافـهــا ...بــشــرٌ من ورق.! )
لا يـمـكـن أن يتّحــد الثــلـج مـع النــار...
فـكيف إذاً لكيميـاء المـنطـق أن تُـهـدّأ التفـاعـل الكــوني المخيـف وتـصـل إلى الخمــود الكامـل.؟!
عندما يعشعش عصفور النـار في الذاكـرة
تُصـاب خـلايـا الإرادة ...بسـرطان القـرار الخاطئ.
* * *