المحرر موضوع: عمتنا النخلة هي التي تحمي العراق  (زيارة 949 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


عمتنا النخلة هي التي تحمي العراق [/color][/size][/b]

نعيم عبد مهلهل
لم يعد لنا أن نسترجي الساسة . ولاقادة الشرطة والجيش ، وامري المليشيات . لم يعد لنا أن نستعطف رجال المرور وجباة الضرائب وعدادي قوائم الهاتف والكهرباء . لم يعد مجديا ان تقف علي باب الوزير وتقول : لله درك افعل بروح القسم وقد الرجال الي حلم الناس وامالهم . لم يعد مجديا ان تقف عند تكية المؤمن وترجوه ان يقوم من صلاة التذكر والتفكر ليحول خطاب الجمعة الي فعل يمنع الدمعة .
البلاد تضيع . البلاد تذهب للقدر الذي لايحسب عقباه . البلاد تصير خرائط .
ولكي يبقي الامل علينا ان نلوذ بالنخلة . عمتنا مالكة اقدم فيء واشرف نسب حين كرمها الرسول بقوله الشريف : اكرموا عمتكم النخلة .
وها نحن نلوذ بكرمها لانها تمثل ابد هذه البلاد ، فعلي سعفها تمرجحت الهة بابل وسومر واشور ، ومن رطبها اكل فقراء اور ونينوي ولكش حتي قبل ان يهزها حلم مريم لتلد لنا يسوع .
نخلة شبعاد واور نمو ونبوخذنصر وسنحاريب . نخلة الحسين والمتنبي والجاحظ والسياب . نخلة العراق الذي ماغفــي إلا حين تهـــدأ فيه اجفان النخل .
والان الاجفان بها رماد الموت والتهجير وفوضي غياب الحلم بعدما اردناها حياة جديدة ، فما ملكنا غير فوضي المسير الي الديمقراطية وما ملكنا غير الهجرات والتخندق والقطع المبرمج والامان المفقود ، والسحت الاداري الذي صار التفكير به بشراء عمارة في بيروت افضل الف مرة من تعبيد طريق في العمارة .
علينا ان نلوذ بها لتجمع الشمل . لتوحد فينا فكرة توحيد بدن لاتهديم وطن . أن نجعلها شعرا لنسيان الهم وهجر التصريح والتذبيح والفتن .فهي جديرة ان تكون وسيط المحبة لانها تجمع في ذاكرتها فقر العراق وغناه ، شعره وهواه . تاريخه واحلامه .
هذه الشاخصة منذ الابد فوق تراب الوطن الواحد تنظر بعيون خضرة الحقول وخواطر المسافرين والعشاق شاهد عيان لمسيرة وطن منذ ان كتب اللوح اسم العراق وحتي السقوط المبرمج لدار السلام .وربما هي الكائن الحي الوحيد من فصيلة النبات من تملك مشاعر البكاء لتدمع وهي تري الاديم الذي تنمو فوقه تسقيه دماء الشهداء المغدورين ونواح امهات يقفن بجزع علي ابواب المشارح وثلاجات الطب العدلي وفي مبازل الري حيث يرمي المغدور غير ماسوف عليه .
طرق جديدة لحزن العراق يدفع النخل ليبكي .
يدفعنا لنتساءل : ما الذي يحدث بالضبط ؟
هل العراق دون قدريته هذه بيديه طائعا ، ام ان الامر جيء به بإرادة خارجية .
هل الداخل كان من الطبيعي ان ينتهي الحال فيه هكذا .ام ان فلسفة جديدة للعنف عبرت الحدود وخلقت هكذا نمط من التعامل مع الانسان البريء .؟
الانسان الذي لم يفكر يوما ما ان يري في التمذهب علامة فارقة وقدر لموته علي اساس مامدون في بطاقته الشخصية .
تبكي النخلة . ونبكي نحن .
ولانها اقدم ابد علي التراب العراقي تقول : احتموا بي خيمة للمصالحة فانا عمتكم .
ادعوا الله ان يجمع اهل الرائ حلم النخلة في اجفانهم ويجتمعوا ليحفظوا لنا العراق ونخيله .


Azzaman International Newspaper - Issue 2546 - Date 15/11/2006

جريدة (الزمان) الدولية - العدد 6254 - التاريخ 51/11/2006



http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2006\11\11-14\879.htm&storytitle=[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم