المحرر موضوع: اختاروا الهجرة على الموت في بغداد ..  (زيارة 1375 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد ايليا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 493
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اختاروا الهجرة على الموت في بغداد
(اعد اللقاء/ماجد ايليا)


لقد شهد العالم في عقد التسعينات احداث كثيرة ومختلفة من حروب ودمار وانقلابات وغزوات و..الخ، منهم من عاش هذه الاحداث ومازالوا يعيشوها، ومنهم من اختار الهجرة بصعابها على ان يذوقوا مرارة الحدث، والعراق وهو مثل العديد من الدول التي ذاقت مرارة الحروب والدمار، شهد وعاش ومازال يعاني من هذه الجراح املا بصبره ان يعيد امجاده الذي فقدها ابان تلك الحروب المتتالية.. واليوم وبعد عدة لقاءات اجريتها مع عدد من العوائل والشخصيات بمختلف القضايا والامور، ارتايت اجراء لقاء اخر لكن هذه المرة مع احد عوائل من ابناء شعبنا المغتربة في الدنمارك والتي ذاقت حالها حال المئات من العوائل العراقية مرارة الحروب والدمار فكان هذا اللقاء:


- بعد كلمة الترحيب، هل لك ان تعرفي القراء بنفسك؟



* انا ادعى حياة صليوا وينادوني بام فادي، من تولد زاخو 1955 متزوجة ولي 5 ابناء واقيم في الدنمارك وانا حاليا اقضي اجازة في الوطن الحبيب بمفردي.


- ام فادي، هل لكي ان تحدثينا قليلا عن عائلتك؟


* بداية اود ان اشكرك على هذا اللقاء الشيق والذي يخفف على نفسي ذكريات الماضي الاليم في بغداد، حقيقة ابنائي والشكر لله معظمهم تزوج هناك وانا اعمل في احدى الشركات للتسويق في الدنمارك وبعد جهد كبير استطعت شراء بيت صغير يلم افراد عائلتي هناك وماشي الحال.


- ام فادي كيف كانت معاناتكم في بغداد وماهي الاسباب الحقيقية لهجرتكم الى المهجر؟

* منذ عقد الثمانينات والى منتصف التسعينات، عشنا في بغداد ومن الصعاب التي واجهتنا هناك اذكر منها، اتهام زوجي بتهم سياسية كون اخوته يقيمون في الدنمارك وامريكا منذ السبعينات علما ان مهنة زوجي كانت سائق رافعة طويلة، ولم يكن اصلا يحب التدخل في السياسة، ومن الصعاب الاخرى زج زوجي والمعيل الوحيد لعائلتنا في سجن ابو غريب السيئ الصيت اثر تلك التهمة القذرة والملفقة من قبل البعض حيث حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وبعد خروجه كانت سمعتنا اصبحت مشبوهة لنفس السبب مما جعلنا ان نفكر بترك وطننا والهجرة الى الخارج.


- ام فادي، هل من صعاب اخرى بل ورئيسية واجهت عائلتك قبل مغادرتكم البلاد، على الاقل هذا ما استنتجناه من المقربين منكم؟

 * في الواقع هناك سبب اخر وهو السبب الحقيقي لهجرتنا وهو بعد خروج زوجي من المعتقل، غادرنا الى الاردن ولكن لم نحصل على الاقامة ومن ثم تصريح الخروج الى الدنمارك فاضطررنا الى العودة الى بغداد وبعد مضي 7 اشهر اخر استاجر ابني الوحيد صالة للالعاب مما زاد استياء البعض من هذا التطور وذات يوم وصلني خبر ان ابني ملقي على الارض داخل الصالة وهو غارق بدمه فجن جنوننا وبعد ايصاله الى المشفى اتضح انه قد طعن بـ ستة اماكن مختلفة بجسمه ناهيك عن التهديدات التي كان يلقوها في بيتنا من قبل البعثيين اللذين لم يصدقوننا اننا ابرياء من التهم السياسية التي وجهوها الينا وفي التالي لم يكن امامنا سوى القدوم الى دهوك المنطقة الامنة وبعد جهود طويلة استطعنا مغادرة العراق وكان ذلك في 1995، ومن بعدها الى الدنمارك.


- ام فادي، بعد وصولكم بالسلامة الى الدنمارك ماهي الصعاب التي واجهتكم هناك؟


* ولله الصعاب لابد من ان تعترض طريق الانسان في كل بداية ولكن حصلت لنا حادثة هنا كانت بالنسبة لي صعبة التحمل وهي دعس ابني احد اطفال الدنماركيين بسيارته مما حكم عليه سنة حجز مع تسفيره مع ولي امره الى خارج الدنمارك علما ان الطفل لم يتأذى نهائيا وعلى قول المحامون ان القانون يجب ان يطبق على الكل.


- وكيف تعيشون حاليا بلا معيل؟


* الله هو المعيل والمعين واني اوكلت امري اليه ولكن وعلى مايبدو ان الحظ العاثر لم يفارق عائلتي ابدا وعلى ايت حال اشكر الله على سلامت عائلتي، وها انا وابنتاي نعمل سوية هنا ولكن يبقى فكرنا وبالنا على الزج والابن الوحيد والذين يقيمون حاليا في سوريا.


- ام فادي، نطلب من الرب ان يساعدك وعائلتك وان يلم شملكم ثانية وبعد ختام هذا اللقاء سوؤال اخير لو سنحت لكي الفرصة ان تعودي الى وطنك هل ستعودين؟


* بصراحة، لا لاني وعائلتي ذقنا امر العذاب هناك ومن اقرب المقربين فيستحيل العودة ونسيان الالم والعذاب خاصة اننا قد استقرينا هنا منذ قرابة 11 عاما.


- كلمة اخيرة؟


* اود القول بان الانسان يجرب بالتجارب والذهب بالنار، داعية من الله ان يسهل امور كل اللذين هم معلقين ومشردين هنا وهناك وما بعد الصبر الا الفرج وشكرا..


عاشوا مظلومين ومضطهدين في وطنهم حالهم حال المئات العوائل المسيحية وغير المسيحية مختارين المهجر على الركوع للارهاب والفوضى وتردي الوضع الاقتصادي وغيرها من الامور امل البعض ان يعودوا الى ديارهم في يوما ما..

ودمتم برعاية الرب .. والى الملتقى.