نعم غبطة مار ساكو : الكنيسة الكلدانية بحاجة ان تراجع نفسها واليكم مقترحاتي
---------
اصدر غبطة البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل الأول ساكو قراره الشجاع الاول بتاريخ 16 - 2 - 2013 بعد انتخابه بطريركاً جديداً على الكنيسة الكلدانية في الوطن والعالم والقاضي بوقف جميع السحوبات المالية العائدة للبطريركية كما ألغى جميع الوكالات والى اشعار اخر (للاطلاع الرابط الاول ادناه) والقرار المذكور يجسد تفهم ومعرفة غبطته بالاوضاع الادارية والمالية للكنيسة الكلدانية والتي اصابها نوع من الضعف العام والخلل في الشفافية والتراخي في المهام وتداخل الصلاحيات المالية والادارية وبصد هذا الموضوع اوضح رأي الشخصي الاتي واضع بعض المقترحات والملاحظات امام غبطة مار ساكو في سبيل التجديد والتطوير والتحديث والديناميكية تحقيقا لشعاره الشامل (الوحدة - الاصالة - التجديد) بعيدا عن جدار المنع العازل الذي كان موجودا داخل جزء من هذه الكنيسة :
1 - الكنيسة الكلدانية لها ابرشيات وكنائس واتباع في خمسون دولة تقريبا في العالم ويقدر نفوسهم بحدود اكثر من مليون انسان في احصائيات غير مؤكدة بضمنهم شعبنا الكلداني في الوطن العراق وهذه الكنيسة تفتقر الى نظام عمل المؤسسات الادارية والمالية والرقابية والاستثمارية حديث ومتكامل الخطوط لانها لا زالت تعمل وفق الانظمة الكلاسيكية القديمة التي لا تنسجم وتتناغم مع تطورات القرن الواحد والعشرين حيث من الاخطاء والسلبيات السائدة في بعض ابرشياتها وكنائسها هي تمتع قسم من الاساقفة والكهنة بصلاحيات مالية وادارية واسعة شبه مطلقة بغير حدود او قيود او رقيب في القضايا المالية والادارية والرقابية ...
وقسم منهم يرفضون تقديم حتى بعض البيانات او الكشوفات المالية او الاحصائية السنوية او نصف سنوية لقيادة الكنيسة الكلدانية في الوطن رغم انها لا ترتقي الى مستوى ومفهوم الموازنة المالية المتعارف عليها ماليا وقانونيا بمختلف الحجج والاسباب لسنا بصددها الان ويعتبرونها كأنها اسرار عسكرية او ذرية لا يجوز كشفها !! حسب تقديري ان السبب هو لضعف الشفافية وانظمة الرقابة والنزاهة والديمقراطية داخل مؤسسات الكنيسة الكلدانية حيث ينتج عن ذلك تعدد الاخطاء وكثرة الفساد واستشراء البيروقراطية والتمرد والتململ وانعكاستها تكون على الكنيسة نفسها والمؤمنيين ...
2 - تأسيس وتشكيل نظام اداري حديث وعلمي متطور ومتخصص يتصف بالمرونة والرشاقة يتناسب مع روح العصر دون تأخير وتباطىء يشمل ابتداءا التأسيس في قيادة رأس الهرم المتمثل بمقر البطريركية في بغداد وينتهي بأصغر خلية في الكنيسة الكلدانية اينما تكون في الوطن والمهجر لنقل القرارات والتوجيهات والتوصيات والصلاحيات والملاحظات بشكل انسيابي وسريع وشفاف ينسجم مع تطلعات قيادة الكنيسة والمؤمنيين ونأمل ان تخضع كل الادارات لنظام الرقابة والتفتيش الاداري المفاجىء لضمان الشفافية والالتزام والكفاءة والنزاهه وتحقيق النتائج المثمرة في العمل ولا بأس من الاستفادة من تجربة النظام الاداري والمالي الحديث المطبق في الكنيسة المارونية بلبنان واي تجربة رائدة اخرى في العالم بهدف تطوير نظام العمل الاداري القديم في الكنيسة الكلدانية وحسب رأي يفترض ان يكون قادة هذه الكنيسة برغماتيين واقعيين يؤمنون بالتطور والتقدم والتجدد والتحديث بعيدا عن نظريات الماضي الجامدة والتي لم تعد تنطبق على اوضاع الحاضر المتحرك سريعا ...
وذلك بتوفير المرونة والاستعداد للتعاطي مع الطروحات المتجددة يوميا والانفتاح على المقترحات والافكار والايضاحات والانتقادات التي تصب في خانة المصلحة العامة وهي هدف الجميع رغم كل هذا لا زالت الكنيسة الكلدانية تنوء تحت كم هائل من المطالبات والمشاكل الادارية والشواغر وانتقال بعض الكهنة الى الكنائس الاخرى وتقارير مختلفة اخرى متضمنة قدر عالي من المعلومات والمؤشرات لكنها غير مرتبة ومنسقة لضعف النظام الاداري والاحصائي والرقابي فيها ولا يمكن اعتمادها اساسا لاتخاذ قرارات لعدم اكتمال وتوضيح الصورة بينما عندما ترد مثل هذه التقارير والكشوفات والمعلومات والاحصاءات بصورة مجددة ومنسقة ومرتبة وشاملة وفقا للحاجة والضرورة وبموجب النظام الاداري الحديث المقترح في هذه الفقرة تسهل على قيادة الكنيسة بكل مستوياتها اتخاذ القرار الصائب والسليم والمناسب وتوفبر قدر عالي من المرونة والرشاقة في التصرف والمناورة وفي الوقت المناسب لخدمة الكنيسة واهدافها السامية ...
3 - اعتماد نظام مالي ومحاسبي حديث مع كادر متخصص وكفوء من العلمانيين بعيدا عن تدخل رجال الاكليروس الا ضمن حدود صلاحياتهم المالية والادارية والتي تحددها قيادة الكنيسة حيث يفترض من كل ابرشية او كنيسة منفردة غير مرتبطة بأبرشية تقديم كل سنة او سنتين حسب الحاجة وتعليمات المراجع العليا في الكنيسة الكلدانية ميزانية مالية مصدقة من قبل محاسب قانوني مجاز ومختص تتضمن ايضا الموازنة التقديرية او تسمى الموازنة التخطيطية للسنة القادمة على ان تتضمن هاتين الميزانيتن االختامية والتخطيطية كشوفات وبيانات مالية واحصائية للايرادات والمصروفات وخطط العمل التفصيلية وبرامج التجديد والتطوير بعد مناقشتها تفصيليا مع رجال الاكليروس والهيئة العامة للكنيسة ...
ثم تقدم هذه الموازنات والخطط الى رئاسة الكنيسة والجهة المالية الاختصاصية فيها لدراستها سلبا او ايجابا لتعزيز الممارسات الديمقراطية والشفافية والنزاهة والثقة فيها حيث نسمع احيانا تصريحات وتلميحات من بعض اقطاب الكنيسة الكلدانية بأنها تعاني ازمة مالية جدية وحسب اعتقادنا ان الكنيسة الكلدانية في الوطن والمهجر اغنى من شقيقاتها كنائس الوطن المشرقية الاخرى لعدة اسباب لسنا بصددها الان سيكون لنا فيها كلام اخر في مقال مستقل ...
واذا افترضنا جدلا ان تلك الازمة المالية حقيقية وقائمة فأن مخاطرها ستكون انية ومستقبلية على الكنيسة الكلدانية وخططها ومشاريعها بالاضافة الى مؤمنيها حيث لا زال قسم من اساقفة هذه الكنيسة وكهنتها وبعض المؤمنين يساورهم الشك ويتحفظون على السياسات والممارسات المالية لبعض اقطاب هذه الكنيسة في الوطن والمهجر وان مثل الازمة تشكل امتحانا حقيقيا لقيادة الكنيسة الكلدانية حيث يفترض ان تستنفر كل المهارات والصفات القيادية لسد هذه الثغرات والنواقص ...
4 - استيعاب طبيعة التطورات المحلية والاقليمية والدولية وثمن التدخل في الشأن السياسي والقومي لشعبنا لان المحافظة على استقلالية وحيادية القرار ثمنه صعب لكن نتائجه ايجابية وهذا كان دائما ديدن الكنيسة الكلدانية في عدم التدخل بالشأن القومي والسياسي لشعبنا لكن ما العمل ؟ حيث لا زالت ترتكب اخطاء جسيمة في بعض ابرشيات الكنيسة الكلدانية في المهجر بشكل خاص وذلك بتقريب رجال السياسة الكلدانين من المتشددين قوميا الذين يلعبون على الوتر الحساس الذي يجمع بين الكنيسة الكلدانية والسياسة وهو التسمية القومية الكلدانية بأعتماد لغة المشاعر والعواطف الفطرية القومية والشاعرية الرومانسية لدى ابناء شعبنا الكلداني وبدعم وتشجيع من قبل بعض اقطاب هذه الكنيسة من المتعصبين لكن نتائجها كانت سلبية على الكنيسة الكلدانية ومستقبلها لذلك ارى ان يبعد غبطة مار ساكو الكنيسة الكلدانية عن التدخل في الشأن السياسي والقومي لشعبنا كما كانت من قبل ....
5 - تأسيس وتشكيل جهاز رقابة وتدقيق مالي واداري مركزي متخصص داخلي وخارجي مرتبط مباشرة في رئاسة الكنيسة الكلدانية يتولى الاشراف على تدقيق وتفتيش ومتابعة الاعمال الادارية والمالية المختلفة لكافة الابرشيات والكنائس الكلدانية بصورة دورية في الداخل والمهجر على ان يتم تحقيق زيارة تدقيقية واحدة على الاقل كل سنة او سنتان للابرشيات كافة والكنائس المستقلة غير المرتبطة بأبرشية اداريا وفقا لتوجيهات قيادة الكنيسة وان يكون الهدف من هذا الجهاز لادامة النزاهة والشفافية والرقابة والتحفيز في كل مفاصل العمل الاداري والمالي والاستثماري للكنيسة الكلدانية خدمة لاهدافها والمؤمنيين ولدحض وتفنيد كل الاقاويل والتأويلات والاجتهادات والافتراءات ...
6 - تعزيز وترسيح وتوسيع دور قسم ووحدة الاستثمارات المالية والقانونية في قيادة الكنيسة الكلدانية في بغداد بكوادر متخصصة من الماليين والقانونيين والفنيين الاكفاء وخبراء في مجال العقارات بأجور او متطوعين مجانا من العلمانيين يتم تغير قسم منهم كل سنتان او ثلاثة وفقا للكفاءة ومتطلبات العمل والرقابة للاشراف وتنمية الاستثمارات العقارية والمالية للكنيسة اضافة الى الاسهم والسندات والودائع والقروض في الداخل والمهجرفي اوجه الاستثمار المتاحة ماليا وقانونا ...
بهدف تنوع وزيادة ايرادات الكنيسة الكلدانية وفق طرق الاستثمار العلمية والواقعية الحديثة بعيدا عن تدخل رجال الاكليروس وتكون اعمال هذا القسم والوحدة خاضعة للتدقيق والمراقبة من قبل جهاز الرقابة والتدقيق المركزي المشار اليه في الفقرة 5 اعلاه ويتولى هذا القسم تقديم تقارير مالية دورية سنوية ونصف سنوية عن الموقف الاستثماري لاستثمارات الكنيسة الى قيادة الكنيسة لتقرر ما تراه مناسبا ...
1 - ملاحظة :
----
سبق لنا في عام 2009 ان كتبنا مقالا مهما تحت عنوان (الكنيسة الكلدانية بحاجة ان تراجع نفسها) واليوم بعد مرور ما يقارب اربعة سنوات على المقال المذكور جاءت اولى قرارات غبطة البطريرك مار ساكو العملية في الوطن منسجمة ومتناغمة تماما مع ما ذهبنا اليه في المقال انف الذكر من تحليلات ومقترحات وافكار لتؤكد صحة وصواب منهجنا وطروحاتنا ورؤيتنا من اجل خدمة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحقوقه المشروعة في الوطن متمنين لغبطة مار ساكو كل النجاح والتوفيق في مسؤوليته الجسيمة من اجل تنفيذ مبادىء شعاره الرائع التجدد والأصالة والوحدة بشكل شامل وفعليا على الارض في الوطن والمهجر وان غدا لناظره قريب ...
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,643882.msg5919328.html#msg59193282 - ملاحظة :
------
لمن يرغب من القراء الاعزاء من ابناء شعبنا وشركائنا في الوطن الذين لم تتاح الفرصة لاطلاعهم على مقالنا تحت عنوان (استقالة بابا الفاتيكان : ثقل المسؤولية جعلته ينحني) بسبب تزامن نشره مع مقالنا هذا الرابط ادناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,643760.0.html انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com