الألم يعتصر أبناء شعبنا في الموصل بعد مرور 5 أعوام.. "عنكاوا كوم" يستذكر اختطاف المطران فرج رحو
عنكاوا كوم- الموصل- خاص عام أخر يمضي على حادثة كبيرة هزت أوساط المسيحيين في مدينة الموصل العراقية ولم تفقد بريقها وهولها بالرغم من مرور خمسة أعوام عليها.
ففي يوم 29 شباط 2008، كان اللقاء الأخير لمطران الكنيسة الكلدانية في الموصل مع أبناء رعيته في الكنيسة.. المكان الذي اعتاد مسيحيو المدينة الحزينة اللقاء بصديقهم وحبيبهم وأخيهم المطران فرج رحو.
وبعد الانتهاء من مراسيم درب الصليب، اثر المطران فرج أن يسير درب الصليب ليقتفي اثر حبيبه "يسوع"، فكان له هذا حينما اختطف في ذلك اليوم قبل أن يعثر على جثته مرمية في أحد المناطق المهجورة قرب مقبرة تعرف بمقبرة "التلفزيون".
وأدلى مسيحيو الموصل بدلوهم حول حادثة الاختطاف والشهادة التي نال إكليلها المطران رحو، وقال (م.ن) لـ "عنكاوا كوم" إنه "لا يمكن أن ننسى يوم 29/شباط فهو يوم مأساوي فيه فقدنا المطران فرج بعد أن انتهى من مراسيم درب الصليب وودعنا وحقيقة لم أعرف لحد هذه اللحظة إنني كنت أفكر مع نفسي في هذه الصلاة بأنني اعلم إنني لم اعد أرى المطران فرج حتى صوته كان متهدجاً وغمرنا بمحبته كالعادة وداعب الأطفال الموجودين في الكنيسة.. وبعد عودتنا للمنزل علمنا بالخبر فكان بمثابة صدمة كبيرة لنا واعتبرنا هذا التاريخ يوم مأساوي وحزين بالنسبة لنا".
وقال (ص.ع) لـ "عنكاوا كوم" إن حادثة اختطاف المطران فرج رحو تنطوي على أبعاد كبيرة وخطيرة ومع الأسف أن اختطاف رجل دين وتغييب كل ما حولها من مؤشرات وأبعاد تعد سابقة خطيرة لمسيحيي الموصل ولا أعلم ما جدوى إخفاء كل المعطيات التي كانت تترافق مع هذا الحدث الجلل والمسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الحكومة التي سواء تعاملت مع هذا الأمر بلا أبالية أو مع حادثة سيدة النجاة أو مع غيرها بسلبية لا نعلم ما هي ضروراتها وجدواها والأمر المؤسف أن من يمثلنا في الحكومة من برلمانيين أو من مسؤولي أحزاب يبقون متفرجين دون أن يحاولوا إماطة اللثام عن كل ما جرى لنا كمسيحيين امنين سكنا هذه المدينة".
أما (ف.ن)، فقال "أولاً أتقدم بالشكر لموقع عنكاوا كوم لاستذكاره كل المناسبات وتسليطه الضوء عليها، وثانياً أود السؤال عن مقترف عملية الاختطاف، وعدم نشر أي لقاء معه لنعرف دوافعه من قتل ليس هذا الإنسان أو رجل الدين المسيحي بل هو بالأساس كان حمامة سلام بين مختلف الطوائف وأود الإشارة إلى أنه في السنوات التي سبقت استشهاده تعرضت كنيسة للاستهداف وكان مقابل هذه الكنيسة جامع النقيب، فآثر المطران فرج زيارة الجامع أولاً للاطمئنان عليه وبالتالي زيارة الكنيسة، فهل هنالك إنسانية أكبر مما يمتلكها هذا الرجل الذي مهما تحدثنا لا نوفي حقه".