المحرر موضوع: الحقيـــــــقه تقض مضاجع الزائغين عنها لكنــها تنعش اذهان السُعاة اليها  (زيارة 1211 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2231
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحقيـــــــقه تقض مضاجع الزائغين  عنها لكنــها  تنعش  اذهان  السُعاة اليها 

  شوكت توســــا
الحديث عن حال شعبنا الكلدواشوري السرياني ذو شجون يتحسسها المتابع كلما دقق قليلا فيما تتكرم به  بعض اقلام أبنائه وأفكارهم , اقول ذلك وانا لست من دعاة غض الطرف عن أخطاء العاملين بإسمنا الذي اصبح وجود حامليه قاب قوسين, إن الفوضى التي عمت العراق باتت تقلق كل  ذي حس وطني لما آلت اليه هذه الشريحة وأخواتها الاخرى  جراء  التهميش والقتل والتهجير المبرمج , فبعد ان بنى البعض آماله على التغيير, إرتأى اهلنا ركوب الموج بسفينة  ليس أمام ربــّانها  افضل من خيار مسايرة الموج وتخفيف  حدته بدراية وتعقل  وإستعداد متفانٍ في ظرف ما زالت عيون  ركاب هذه السفينة تترقب و تتطلع بلهف و أصوات حناجرهم  تردد الدعاءات وتناشد العقلاء للحفاظ على ما تبقى  .
في ظروف كالتي نتكلم عنها , لا غرابة حين تتعدد الجبهات وتتنوع الصراعات  التي  تقذف بشظاياها وحممها داخل بيتنا القومي الوطني, مما قد يعكس ملامح تبدو للبعض وكأنها تصدعات  خطيره تـُقرا بشؤم موشك الوقوع, لكن  اعود واقول  بان حالات كهذه ونحن نتكلم عن بلد مضطرب  يفترض بالعقل الدؤوب والمؤمن  التيقظ دائما والتحسب لتكرارها المتوقع  و تكرار تباين ردود الافعال  ما بين بناءه وهدامه وبين لاذعه وهادئه  سحبت البعض الى تنابزات داخليه  ليس من المفروض ان تصل بمثقفينا الى قطيعة الشاكي والمشتكى عليه او الى إطلاق دعوات ومقترحات وبيانات غير مسؤوله لا تغني ولا تسمن في اغلبها , انما الذي يغنينا ويسمننا هو ضرورة ان يضع ساستنا ومثقفونا مثل هذا الطارئات  في ميزان التقييم الجاد ودراسة مسبباتها في حوارات  جاده وهادئه  من منطلق ان لكل حالة ظروفها  التي تتطلب إيجاد الحلول المعقوله لها  لخلق شيئ جديد وليس التراجع وإدارة الظهور.
 من هنا  جدير بنا ان نذكــّر اخواننا المثقفين واصدقاءنا السياسيين لنقول لهم بان في السياسة  نسق ٌ وضوابط   وعلم وفلسفه  وأخلاق هم أدرى منا  بها  وبعلاقتها العضويه بقضية شعبنا  التي هي محور نضالهم , وليتذكروا ايضا  بانه ليس من السهل علينا نحن عامة الناس غض الطرف عن ضاربي  أهمية هذه الثوابت وإنعكاساتها عرض الحائط ,ولو شاء وترحـّم التاريخ  في إعفاء المتلاعبين والمتاجرين بمقدرات شعبنا , لكنه سوف  لن يـغفر لنا  ذنب سكوتنا على  تنصل مسؤولينا عن واجباتهم التي اخترناهم من أجلها  , وكونهم في الواجهه والمحسوبون على مالكي الخبره,  فان التخبط  تحت يافطات  سرد  المبررات والدعوات المزاجيه  أمر محسوب عليهم وضدهم و لا يمكن ان  يمر مرور الكرام على مسامعنا ومشاهداتنا  كي نظل منصتين نترقب لحظة الهبوط  الى مربع القفز والاستهزاء بالحقائق أمام أعين ومسامع عشرات الألوف.
•   يا سادتي ويا اخواني  وأصدقائي , العقلانيه  مصطلح راقي الابعاد  دأب الفلاسفه في  التعويل عليها لمعالجة قضايا الحياة من ألفها الى طأطئها  بعد ان توصلوا الى ان لهذه العقلانية  فعل مؤثروأيجابي في عموم مناحي الحياة ومنها السياسيه بالتحديد  , وتوصلوا ايضا  الى ان هذا الايجابي  يبقى بعيد المنال ما لم  يصدق الانسان مع نفسه ومع  مؤازريه  الذين وقفوا معه حيث استوجبت الوقفه  , وهذا يكفي  كي يحتم  إستخدام  العقل في مراجعة النفس بكل جرأه من أجل إعادة ضبط ما يُطلق من رؤى وممارسات يوميه سواء في طريقة إنتقاد ما يجري من حوله او تقويم ما يراه معوجا او في طرح المبادرات المدروسه والدعوات المقبوله وليس بترك الحبل على الغارب , فهي اي العقلانيه مهمة  ٌ دماغيه واخلاقيه بحته  يؤديها الانسان النشيط والمؤمن لتصبح سمة نهجيه تميّز المفكر الذي يستعين بالاستقراء والتمحيص وسيلة له او معيارا يعتمده في بحثه عن الحقيقه ونقيضها وأيجاد الحلول الناجعه والمخارج  المنطقيه ,  في تفكيره الواقعي سيقترب من هموم الناس اكثر في ابتعاده عن التعويل على العوامل العاطفيه او النفعيه .
•     وإلا لماذا أكد سقراط على وجوب فهم الانسان لنفسه بتجرد اولا كي يحدد  اين يجب ان يقف من الصواب والخطأ وهل له جرأة مواجهة نفسه لو أخطأت, عندئذ  يمكنه ان يعلن بصراحه ونزاهه عن ماذا يريد  قبل الهروله الى  التقييم التفسيخي و التشهيرالتعسفي لمَن ولما حوله وإطلاق التقييمات المنفعله جزافا بحيث ينقلب كلامه الى سفسطه وهراء ,لهذه الاسباب يؤكد سقراط في فلسفته بأن التفكير العقلاني(الملتزم بانسانيته) هو الطريق الوحيد  وهو الصعب وليس الأسهل لتحقيق الذات وأنجاز الأصلح .
على مر تاريخ  نهضات الشعوب وإنتكاساتها  , كانت الفلسفه  والحكمه برجالاتها (التي نسميها  بالنخبه) نتاج حتمي لتفاعل العقل مع المادة والطبيعه مهمتها  معالجة  اي مشهد او ظاهره  طارئه وهذا ما أكده  ارسطو عندما قال بان الدهشه هي الأم التي تنجب لنا الفلسفه والحكمه  فهي اي الفلسفه مرتبطه بحياتنا ومكمله لقيم معانيها في طريقة نقدها وتحليلها للظواهر ثم تقويمها  لصالح شئ اسمه مستقبل. 
 سقراط كان  واحدا من الذين أولوا الحكمه والفلسفه  إهتماما سبقه وتبعه  فلاسفه ومشاهير آخرون حذوا حذو منحاه  وزادو عليها بما تستلزمه تعقيدات الحياة ومتطلباتها  فكان لهم دورهم المعروف في تخليص شعوبهم من الكوارث وبراثن الافكاركي تستمر مسيرة النهضه  ,وقد برز في هذا الميدان فلاسفه ذاع سيطهم وتضاعف دورهم عندما  إتبعوا و سلـّموا بهذه الحقيقه العقلانيه  كما هو حال الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا الذي إدعى امكانية توصل الانسان الى الحقيقه باتباع طريقة أقليدس المنهجيه والدقيقه في اعتماد البراهين الصحيحه او حتى الغير الصحيحه في تصويب مسارات الفكر شريطة ان لا تختلف أوتتناقض فيما بينها, بالمناسبه هو صاحب فكرة ان الله موجود في الطبيعة والكون  في حين يصف النصوص الدينيه مجرد  استعارات ومجازات يستخدمها الرجالات في  تعريف الانسان بطبيعة الله.
•    اما الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وهو الملقب بـ  شيخ الفلسفه الحديثه  و صاحب مقولة أنا أفكر إذن أنا موجود, أي من دون تفكير وعقلنه يفقد الانسان الحجه  التي تميزه  كمخلوق عن صنف الحيوان , يشابهه في الطرح لا بل يعاضده  الفيلسوف الألماني غوتفريد ليـبنتز الذي يؤكد  ان  مبدأ التناقض والابتعاد عن العقلانيه  يتمثل بكون الإدعاء كاذب إذا إحتوى على تناقض  ويعتبر صحيحا اذا خلا من اي تناقض, اي ان التناقض يبرز كلما زاغ الانسان  عن عقلانية تعاطيه مع الحقيقه والواقع اللذان يجد في ملامستهما  خسارة  وخيبه نفسيه تجلب له الانكسار والتقهقر.
•    اما الفيلسوف البيلاورسي الاصل (الالماني) جورج فريدريك هيغل  صاحب مشروع تناول  التوترات والإختلافات على محمل الجد  ووضعها في سياق وحده عقلانيه شامله بسياقات مختلفه أطلق عليها الفكره المطلقه  او العقلانيه المطلقه, ترتكزحكمة هذا الفيلسوف و التي يتهمها العديد كونها مثاليه  حيث  يدعي فيها  بأن الوعي سابق للماده وهذا  يناقض ما ذهبت اليه  النظريه الماركسيه  التي اعتبرت الماده سابقه للوعي والفكر اي ان الماده هي التي تحدد او تحرر مدارك الوعي وعمق التفكير وبذلك  يرتبط تطور الوعي و نضوج الفكر بتطورالماده المحيطه بالانسان .
•   
بعد هذه المقدمه الطويله  التي لم نبغى فيها السرد من اجل السرد  فحسب , انما هدفنا ايصال رساله لكل من قدم نفسه كنخبه تتحمل المسؤوليه وليس تستثمرها  لصالحه .
 إن سيف الحقيقة  بتار  وبذي حديــّن لا يرحمان   , أحد حــدّي  هذا السيف يـُنهي صاحب الحقيقة ربما جسديا  لو حكاها  جهارا وفي التوقيت الغيرالمناسب ولنا في التاريخ أمثلة دفع فيها العديد  من العلماء والفلاسفه والساسه حياتهم ثمنا  بسبب إكتشافهم  وإعلانهم لحقائق  حتى وان كانت صحيحه  لكن توقيت اعلانها  الغير المدروس الحق الأذى بهم  وبالجميع على حد سواء , وثاني هذين الحدين  يـُبقي الانسان المتنكر للحقيقة متألما طيلة حياته يصارع ذاته ما بين الكذب عليها بسفاهة  و بخداع الآخرين بجدوى منقوصه متوهما بانه في الكذب والزوغ  عن حقيقة ماهية مقاصده  وماهية ذاته  يستطيع ان يحيا  حياته  منتصرا ويحقق طموحاته  او بالاحرى أطماعه .
في حياتنا اليوميه الطبيعيه , حين تناول المواضيع العامه التي لها مساس بعامة الناس كأن تكون في الشؤون السياسيه او الدينيه  , لا يكون للعمل والجهد  اية ثمار حين ينطلق الجهد من أرضية شخصيه ضيقه تقود صاحبها  باتجاه صب جام غضبه على شخص هنا او هناك   او مخادعة  الناس في ممارسات دعائيه,  فيبقى الانسان الصادق مع نفسه  وأهله  هو ذاك الذي يتخذ من  حيوية ضميره الانساني  قائدا له ورائدا لتفاصيل فعالياته الحياتيه بما يحقق ذاته ويرضي ربه إن كان مؤمنا  ولا يعر لحطام الدنيا الزائل اية أفضليه الا بالحجم الذي يقترب فيه الى أخيه الإنسان او الى وصايا ربه والأنبياء الصالحين .
الوطن والشعب من وراء القصد


غير متصل فاروق يوسف

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 387
  • الكلدان أصل العراق
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا تنازل عن حرف الواو بين الكلدان والأشوريين