المحرر موضوع: أقول لكم  (زيارة 670 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatah Khatab

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
أقول لكم
« في: 14:48 24/02/2013 »

أقــــــــــــول لـــــــــكم


 كلمات من وحي الطبيعة

فتاح خطاب



أقول:
ربما..
أظن..
أعتقد..
عسى ولعل..
أكاد أن اصدق..
كأي إنسان يخطئ ويصيب.
وإذا أصاب فله أجران
وإذا أخطأ فله شرف المحاولة
ولا يغير الله ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم
إله الكون وكل الكائنات
دونما تمييز او تفضيل او تفرقة
إنه فوق الاديان والتوجهات
فوق المزاعم والإدعاءات
فوق التشرذم والانشقاقات
فوق أرض الميعاد والاسرائيليات
فوق الانتسابات والنورانيات
فوق الهاشميات والقُريّشيات
وإنه وحده العليم الحكيم
وبه نستعين
ولا نقبل له وكيلاً او شريكاً
او متاجراً بالدين
الله الذي نهتدي إليه  
لا عن طريق السير الذاتية للأباطرة او الخلفاء والملوك الضالين
او أبناء الذين، إذا دخلوا قرية أفسدوها..
وإنما من خلال صيرورة وجمالية الطبيعة وعطاءاتها
ويبقى العقل الراجح والمتمرس والمتنور هو الميزان
أما إفساد العقول وتخدير النفوس بالخرافات والاساطير والحكايات غير المنطقية
هما بمثابة إنتحار جماعي او جريمة غير مرئية
أشد عذاباً وإيلاماً من القتل والغدر والخيانة
وها هو التاريخ يشهد بذلك
وإن كان هو الخصم والحكم
لأن التاريخ ورجالات التاريخ، قد أشاعوا الاخبار والمدونات
زوراً وبهتانا
خوفاً او تملقا
فأشبعوها غلواً ومبالغة
تشويهاً للحقائق الأزلية ولوياً لعنق نواميس الطبيعة الاُمّ
والنبيه تكفيه الإشارة
وهل هناك أبلغ مما قاله العالم المكتشف (جاليليو جاليلي)
بصدد دوران الأرض المزدوج؟
ألم يكن هو الأقرب إلى الله من الكهنوتيين الذين كانوا يبيعون صكوك الغفران
كبطاقة دخول إلى الجنة؟ حيث كانوا يوصفون من قبل اُناس جهلة،
اُميين، مخدوعين ومغلوبين على أمرهم، بظل الله على الارض
والوارثين الحقيقيين لله عزّ وجلّ
بعد كل تلك الحروب العقائدية الطويلة الامد
والمجازر ( الاحتفالية ) التي اُرتكبت بحق اناس أجتهدوا وجاهدوا لأجل إعلاء
كلمة حق عند سلطان جائر
بإسم الدين والثالوث المقدس وتعاليم المسيح منهم براء.
وقد كانت البراهين والإثباتات العلمية التي جاء بها جاليليو العالم والمفكر،
إيذاناً لبطلان كل الادعاءات الكاذبة والتصورات المرَضيّة لإقامة كيانات إرهابية
للتكفير والحسبة المعروفة ب (الهارونيات) و(محاكم التفتيش) السيئة الصيت.
وما أشبه الليلة بالبارحة..
حيث الانفجارات في الاماكن العامة والقصف العشوائي للبيوت الآمنة
والهجوم المسلح على النوادي والجمعيات الثقافية والاجتماعية
وإقامة كيانات إرهابية كسابقتها تحت يافطة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
وقد كانت أكثر شراسة وعدوانية وحقداً وأكثر إنتشاراً في بلدان متخلفة،
تابعة، خاضعة ومفتوحة الأفخاذ على طول التاريخ وعرضه،
إذ لم تصل إليه بعد أصداء مبادئ حقوق الإنسان والمساواة والديموقراطية الحقة..
وهذا (الأمر) هو أمرّ من سوابقه، لأن كائناً خرافياً، جاهلاً ومريضاً عقلياً وعقيدة،
ينبر ليأمر الأخرين بإسم الله تعالى مباشرة وينصّب نفسه وكيلاً لله عزّ وجلّ،
ليبيح قتل أعز ما خلقه الله وأكرمه والتنكيل به، ألا وهو الإنسان.
دون أن يعلم ب (أن الإنسان من بنيان الله، فملعون من يهدم هذا البناء)
وبأن الله لم يوكل أحداً قط ( لست بوكيل عليهم )
( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
و( هل شققت قلبه؟ ) و (أنتم أعلم بشؤون دنياكم )
أقول لكم !
إن الإنسان كان موجوداً قبل ظهور الاديان والقوميات والاحزاب..
وسيبقى الإنسان هو الابقى والاجدى
وهو الذي سيجتهد وسيهتدي إلى أساليب جديدة للحياة
ليتجدد مع مستجدات الحياة
رغم الداء وأعداء الحياة وذلك بفضل دِياليكتية الوجود ونشوء التطور..