في الذكرى الخامسة لاستشهاد شيخ الشهداء فرج رحو
أ.د غازي ابراهيم رحوفي ذكراك الخامسة منذ أن طالت يد الغدر والإجرام روحك الطاهرة سيدي شيخ شيوخ شهداء كنيسة العراق الحزينة ..في ذكراك سيدي المطران الشهيد مار بولس فرج رحو التي مرت بصعوبة وبألم وبحزن على أبناء العراق الاصلاء جميعا .. حيث فقدوك وأنت في عز عنفوانك .. افتقدك اهلك وأبنائك وجماهير شعبك عندما اختطفوك في 29/2/2008 لأنهم خافو من كلماتك وأرعبتهم مواعظك ففي مثل ذلك التاريخ بداوا بتعذيبك لأكثر من 12 يوما إلا انك بقيت صامدا قديسا شامخا شموخ قبائب وأجراس كنائس الموصل أم الربيعين وبقيت تلك الأيادي التي طالت جسدك الطاهر ملطخة بالخزي والعار لأنهم أعداء لكل الأديان السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية لأنهم يمثلون الظلام والظلامية والكفر والإلحاد ..إننا اليوم إذ نستذكر يوم اختطافك ويوم شهادتك سيدي الشهيد فرج رحو فأننا في هذه الملحمة المؤلمة من ملاحم العراقيين المحزنة ملحمة صبرك لأيام التعذيب لحين يوم شهادتك وفي احد أيام صيام المؤمنين حيث سيبقى ذلك اليوم أسطورة لموقفك الجريء في وجه الحقد والكراهية والذي عمل على إلغاء كل الأساطير التي كنا نسمعها حيث وقف الزمن وخاصة وان صوتك الهادر لا زال عالقا في أذهان أبناء شعبك الصابر في كنائس العراق حيث أراد هؤلاء القتلة إسكات ذلك الصوت الذي دعى دائما لوحدة العراقيين جميعا ..ووحدة كنائسنا ..وطوائفنا نم قرير العين في جنات الخلد لأنك كنت على موعد مع المجد والخلود حيث غيوم الحقد والكراهية التي خلقها البعض وتغلبت عليها أنت يوم شهادتك فأصبحت وسام شرف على صدر كل عراقي وطني أصيل مسلم ومسيحي وصابئي ويزيدي عربي أو كردي وسيبقى صوتك هادرا وصورتك شمعة مضاءة في بيت المؤمنين وستبقى كلماتك تطفي روح الطائفية والحقد والكراهية التي حملها البعض في النفوس فانك سيدي الشهيد الحي اخترت مصيرك في الشهادة التي كنت دائم الحديث عنها فاني اذكر وعائلتي تلك الكلمات الشجاعة التي كنت تحدثنا بها عند زيارتك لنا وعندما كنا نحدثك حول الانتباه لما قد يحدث لك وكم كان قلبك عامرا بالإيمان والتضحية بالشهادة وبصورة نادرة وتتمنى الشهادة لأنك تربيت في عائلة تعلم رجالها الوفاء للوطن والشجاعة في الإيمان ولم يطئطيء أحدا منهم رأسه إلا للباري عز وجل فكنت نموذجا يقتدي به وليس كما هم الخانعين والخائفين لأنك أحببت شعبك واهلك وانتصرت على هذا الزمن الرديء ووقفت بوجه المحتل الذي دمر بلدنا وأهلنا وشتت شعبنا ,, وكلماتك وخطبك تذكرنا بإصرارك على حبك للأرض والوطن فخطابك الأخير قبل استشهادك عندما قلت فيه ..(كلمة الشهيد المطران فرج رحو قبل استشهاده..)
ويبقى السؤال لماذا؟؟؟؟؟؟
لماذا قتلوا الأب بولص؟؟ لماذا قتلوا الأب رغيد ورفاقه؟؟؟ لماذا فجروا الكنائس؟؟؟ ...لماذا؟؟ ما هو السبب ؟؟؟..سوف لن نجد جوابا لكلمة لماذا ؟؟؟ نحن ليس أعداء لأحد حتى يضربون عدوهم ويضربونا .....وربنا يسوع يقول أحبوا أعدائكم فان كان أحدا عدوا لنا فنحن ليس أعداء لأحد,, فان إنجيلنا يوصينا بحب أعدائنا ,, والذين يحبونا نحبهم ,,والذين يصادقونا نصادقهم ,,, والذين يكرهوننا نصلي من اجلهم,,, والذي يعادونا لا نعاديهم ,,, والذي يضربوننا لا نظربهم.... وان وجد لنا أعداء فنحن لا عدو لنا ,, السيد المسيح يقول صلوا من اجلهم فنحن لا نعادي احد .. لنصلي من اجلهم ليعطي الرب الرحمة في أنفسهم كفى ما يحدث لأبناء العراق نريد أن نرى السلام والمحبة والتضامن لأبناء هذا البلد ..هذا بلدنا نحن باقون به رغم الاضطهاد حيث اضطهد أجدادنا وكانوا قد سفكوا دمائهم ولن يخرجوا من أرضهم ونحن اليوم نؤكد إننا لن نخرج من هذا البلد هذه التربة نبتت من دمائنا في هذا البلد وأردنا ونبقى نريد العيش بسلام مع الآخرين فلا تحملوا حقدا على أحدا فعندما صلب سيدنا المسيح قال اغفر لهم يأرب لأنهم لا يعرفون ما يفعلون .......هذه هي الكلمات الأخير لشهيد الكنيسة العراقية,,,والتي استشهد بسببها ,,,, على هذه الكلمات استحق شيخ شهداء الكنيسة في العراق الاختطاف والتعذيب والشهادة فهل يعيد البعض من أهلنا وأحزابنا وطوائفنا وممثلينا النظر في توحدنا لنكون صوتا واحدا نعيد حقوقنا ونعيد أمجاد كنيستنا وشعبنا المسيحي الذي قاسى ويقاسي اليوم نتيجة ضعفنا وتفرقنا وصراعاتنا المصلحية الضيقة دعوة في هذه الذكرى لجميع أبناء شعبنا ورؤسائنا الكنسيين بان يكون يوم وذكرى استشهاد شيخ الشهداء المطران الجليل فرج رحو يوم تضامن وتوحد لنعيد أمجاد شعبنا الذي قدم قوافل من الشهداء ؟؟؟عسى أن نعيد النظر ... دعونا اليوم نكون عراقيين يجمعنا الوطن وتوحدنا ارض العراق الطاهرة عراق الأجداد والأصالة يجمعنا إيماننا في عراق بناه أجدادنا العظام ولم يفرقوا بين هذا وذاك ؟؟ليرحم الرب شهيدنا الحي الذي ينظر اليوم إلينا جميعا من عليين ويصلي لنا جميعا .ويتأمل في أن تجمعنا كنيسة واحدة دون تفريق أو تمييز ..ونتسامى على الجراح ونعيد توحدنا لكي نعيد حقوقنا ..فهل من مستمع ومجيب ؟؟؟
بغداد في 24/2/2013