البون شاسع يا كرام
فيدور اسماعيل البازي ان لكل شيء في هذه الحياة ثمن ولا يمكن الحصول عليه الا بعدجهد او تجارب مريرة يمر بها البشر في شتى مناحي الحياة , فلو نظرنا الى الامم التي سبقتنا بمضامير كبيرة وتعتبر اليوم دولا متقدمة او حتى وان كانت سابقا تسمى ( بالاستعمارية) وفي مقدمتها( بريطانيا العظمى) التي كانت لا تغرب الشمس عن مستعمراتها لم يأت تقدمها هذا من فراغ بل جاء نتيجة الوعي والحس الوطني لشعوبها وحبهم الشديد لوطنهم. تذكرت هذا وانا اشاهد وزير المواصلات البريطاني ( اؤكد وزير المواصلات - وليس غيره) جالس في محطة قطار الانفاق في لندن وفي الساعة السادسة صباحا بانتظار القطار الذي يستقله عامة الناس ليصل الى مقر عمله في ( وزارة المواصلات ) وهو يرتجف من البرد القارص هناك , وبعد وصول القطار صعد اليه فلم يجد مكانا للجلوس فظل واقفا - حاله ( حال العبرية ) كما نقول نحن , والناس من حوله ينظرون اليه بأعجاب شديد , ولا ادري ان كانت نظرتهم الى هذا الوزير نظرة اعجاب وتقدير ام انها غير ذلك ؟ فمن المؤكد انها نظرة اعجاب واحترام لشخصه المتواضع وهو بمنصبه هذا يخدمهم جميعا ولا يعتبر نفسه فوق مستواهم ( كما يفعل البعض في العراق ) ولا يتعالى على خلق الله بل يعتبر نفسه خادمهم ومضحيا براحته في سبيل الوصول الى مقر عمله بأي شكل من الاشكال . وقد جاء تصرف الوزير هذا بعد ان تلقى استهجانا من بعض الجهات لركوبه سيارة ( يقودها سائق ) وهذا من حقوقه الوظيفية - واعتبرت هذه الجهات تصرفه هذا استغلالا لمنصبه - والله هذا عجيب !!! ومسا بحقوق الوطن والشعب !!! . انظروا اخواني القراء وقارنوا بين هذا الحدث وبين ما حدث في بغداد مؤخرا حيث قامت الجهات المسؤولة عن الطيران المدني بتغيير اتجاه طائرة متوجهة الى السليمانية لنقل عائلة ( وكيل وزير ) الى اربيل , ويعلم الله مدى احقية هذا الوكيل لمنصبه الذي يتبوأه ومدى ثقافته او المنفعة التي يجنيها الشعب العراقي منه خلال عمله كوكيل وزير ؟؟؟؟ هنيئا لهذه الدول ( الاستعمارية ) هذا هو شعبها وهذه هي مسيرتها المبنية على حب الوطن ونكران الذات. الله اكبر عليك يا عراق فبعد كم قرن ستصل الى ما وصلت اليه هذه الدول ؟؟ ومتى ستصحى ضمائر اولوا الامر فينا لتكون انت وحدك نصب اعينهم ولا غيرك ويكفرون عما اقترفوه ويقترفونه بحقك انت يا عظيم ؟؟؟ لك الله يا قرة اعيننا ولك منا محبة افئدتنا التي تنطق بحبك يا اغلى تراب على وجه الارض . مع الاحترام والتقدير
