المحرر موضوع: وردة على قبر الخلافة الاسلامية بقلم عمانوئيل يونان الريكاني  (زيارة 426 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
[center]وردة على قبر الخلافة الاسلامية[/center]
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/                                                            الخلافة  نظام عرفته الدولة الاسلامية بعد وفاة محمد في 632م في عهد الخلفاء الراشدين ثم انتقلت الى الدولة الاموية في دمشق والعباسية في بغداد والدولة الفاطمية في القاهرة قبل ان تنتقل الى الدولة العثمانية في اسطنبول وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى 1914-1918 قرركمال اتاتورك اول رئيس للجمهورية التركية الحديثة ألغاء الخلافة وذلك في مارس 1924 وسقطت الخلافة الاسلامية التي سجنت الامة داخل قضبان حديدية منذاكثر من ثلاثة عشر قرنا اي منذ عهد محمد الى الخلفاء العثمانيين وكالعادة تفسيرات المسلمين تكون خارج التاريخ والجغرافيا وفارغة من العقل والمنطق اخذوا يتهمون فيها العالم الخارجي والاستعمار الغربي انه وراء انهيار الخلافة ذلك لاضعاف الامة لينفرط فيه عقدها وتتبعثر حباته وتشتت شمل المسلمينوبالتالي النيل منهم هذه هي الاسطوانة المشروخة الخالدة الموجودة في متحف السذاجة والتي سئمت منها حتى اذان الطرشان
والضربة القاضية الثانية كانت على يد احد شيوخ الازهر بعد سنتين من سقوط الخلافة وهوعلي عبد الرازق  عندما اكد في كتابه الاسلام واصول الحكم ان الاسلام دين لا دولة وان حركة الاخوان المسلمين كانت رد فعل لاسترداد الخلافة وكل الحركات الاسلامية الاخرى حتى وان كانت تطالب فقط بتطبيق الشريعة لكن الاثنان وجهان لعملة واحدة احدهما يفترض وجود الاخرانهم مصدومون على هذا المصاب الجلل كأنهم كانوا من قبل في جنات تجري من تحتها الانهار يوزع عليهم الخليفة التين والزيتون واللبن والخمروطردوا منها كما طرد ادم وحواء من الفردوس واخذ الشوق والحنين يعصف بهم الى جنتهم المفقودة
السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي قدمته الخلافة للمسلمين انفسهم قبل غيرهم على مر التاريخ؟ ولماذا المسلمون متخلفون؟ سأعلق رأي الشخصي وانتزع الاعتراف من محكمة التاريخ الاسلامي نفسه حيث امهات الكتب الاسلامية تعترف بذلك ان القول ان عصر الصحابة ة والسلف الصالح كان عصر ذهبي يصلح ليكون قدوة ونموذج ومثال ليس اكثر من ادعاء وكذب وزيفلقد بدء الصراع على الخلافة منذ موت الرسول لما جاء وقت اختيار الخليفة استبعد فريق المهاجرين بقيادة ابي بكر وعمر بن الخطاب ابن ابي طالب والأنصار وسارع عمر بمبايعة ابا بكر واستلم الخلافة ابا بكر تحت سقيفة بني ساعدة الذي كان المجمع الاول والاخير الذي يقرر مستقبل الامة السياسي والديني الى يوم الدين قاتل الخليفة الاول فيما يسمى بحروب الردة بحجة عدم دفع الزكاة والتمرد على حكمه سالت فيها انهار من الدماء وهو القائل لو منعوني عقالا لقاتلتهم والخليفة الثاني عمر بن الخطاب تم قتله وهو يصلي بطعنة من ابو لؤلؤة في خاصرته والخليفة الثالث عثمان بن عفان ابو النورين المتزوج بنات النبي هذا اخذ مال المسلمين وعزل الاخرين وولى اتباعه كما يفعل اليوم احفادهم واجمع المسلمون على الخلاص منهاما عزلا او قتلا وانتهت خلافته بأن حاصروه اربعين يوما وفي ختامها هجم عليه محمد بن ابي بكر وقتله والقران بيده سنة648 م 35 هلبث عثمان ليلتين لا يستطيعون دفنه وقالوا والله لا يدفن في مقابر المسلمين  فدفنوه في حش كوكب "وهي مقابر اليهود"
وفي عهد الخليفة الرابع علي بن ابي طالب لم تكن الامور احسن مما كانت فقد دارت معركة الجمل بينه وبين عائشة وطلحة والزبير مطالبينه بالثأر من دم عثمان ومعروف العداء القديم بين علي وعائشة فيما يسمى بحادثة الأفك الذي اتهمها بخيانة محمد مع صفوان وقال لمحمد"يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير:"وبعدها دارت معركة صفين بين علي ومعاوية والتي اتهت المعركة بالاحتكام الى كلام الله مما أغضب الخوارج الذين انشقوا عن علي وكانت حياته ثمن ذلك وقتله ابن ملجم وحتى العشرة المبشرين بالجنة تم التقاتل فيما بينهم وفي عهد الدولة الاموية ساءت الامور اكثر قاموا بتبديد الاموال على هوى الحكام وهو ايضا العصر الذي قتل فيه الامام حسين وصلب بن الزبير وضربت الكعبة بالمنجنيق وانتهكت حرمة المدينة المنورة هذا غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبت بين الصحابة انفسهم يخجل منها المسلم الواعي لا اقصد الاستهزاء بالتاريخ الاسلامي او السلف الصالح ما اريد ان انوه اليه هو انه لا يوجد ما يسمى بالعصر الذهبي والفردوس المفقود نحلم ان يعود يوما فالانسان بقدر ما فيه من الخير والصلاح تحكمه المصالح والاهواء ونتمنى من دعاة الخلافة وعي ذلك وان يطلقوا هذه الفكرة العفنة العتيقة والتي عفا عليها الزمان بالثلاث ويتبنوا قيم الحداثة من حرية ومساواة وأخاء وانظمة سياسيةواجتماعية راقية للارتقاء بالشعوب الاسلامية المتدهورة والمنحطة الى اعالي القمم وهناك كليشهة يرددها شيوخ الاسلام وهي ان سبب تخلف المسلمين هو ابتعادهم عن كتاب الله وسنة نبيهانها كذبة نووية تمشي على السذج والبسطاء من الناس لان تخلف المسلمين هو بالجانب العلمي والمعرفي الحضاري وليس في الابتعاد عن شرع الله
ان الخلافة اصبحت فكرة مقدسة لا يمكن المساس بها وألا كان المساس بالذات الالهية لانها تاج الفروض واوجب الواجبات والحارس الامين وهكذا تتم المصاهرة الفكرية بين الخليفة ورجال الدين هو يملي جيوبهم بالمال ويبني لهم الجوامع وهم يزودونه بنصوص دينية تدعم ظلمه وجوره وعدوانه وبالنسبة لشيوخ الاسلام ان مقياس الرضا على الخليفة هو اداءه الفروض الدينية ولا يهم طغيانه واستبداده ويتحول الى ظل الله على الارض هكذا ومن خلال "سرنجة"القداسة يتم تعطيل عقول المسلمين عن التفكير وتكميم الافواه ويتحولوا الى جثة هامدة ورقم في مجموعة لا قيمة شخصية لهم تسيرهم عقلية القطيع واي غناء خارج السرب يكلفهم حياتهم
ماذا يريد شيوخ الاسلام من الخلافة؟انهم يضخون فقه الكراهية في دماء المسلمين من خلال السب والشتم واللعن من على منابرهم ويقسمون العالم الى دار حرب ودار سلام وهم يبحثون عن عدو حتى لو كان وهميا كي يطبقوا اقوى فريضة عندهم وهي فريضة الجهاد لذلك نرى كراهيتهم المستمرة لاميركا والغرب عموما انهم لا يريدون الخلافة لاصلاح حال المسلمين مثلا بل ليصبحوا قوة بشرية وعسكرية لتعيد انتاج غزوات الجزيرة العربية نحن نقول انها مجرد اضغاث احلام ومرضى نفسيين لان التاريخ لا يعيد نفسه وان عقارب الساعة لا ترجع الى الوراء وكثير من المسلمين المثقفين يرفضونها جملة وتفصيلا انها ماتت وان الموتى لا يعودون باقة ورد واحلى ترتيلة من سبعة مليار انسان على قبر الخلافة الاسلامية :لن ترتفع الشعوب الى كبد السماء إلا اذا كنت يا خلافة تحت جوف الارض
Emmanuell-alrikani.blogspot.com                                                           ا