المحرر موضوع: حين يزأر الفنان .. بالموسيقى .. يوسف عزيز نموذجا .. في اغنيته للبطريرك ساكو !  (زيارة 765 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حين يزأر الفنان .. بالموسيقى ..
يوسف عزيز نموذجا .. في اغنيته للبطريرك ساكو !
ماجد عزيزة /
الأغنية الرائعة التي قدمها الفنان المتألق يوسف عزيز لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم ، كانت أكبر من أغنية بل تخيلتها وأنا أستمع لمعانيها الكبيرة وكأنما أسد بابلي يزأر مطالبا بسد جوعه وعطشه ..لقد كانت أغنية الفنان يوسف عزيز أكبر من ألف مقال ، وأكثر من ألف تظاهرة ، وأمضى من كل الكلمات التي صرخ بها ( الكتاب) خلال السنوات الماضية .
كانت أغنية الفنان يوسف عزيز رسالة مكتوبة بأحاسيس فنية ، وبموسيقى تدخل القلب دون استئذان ، وصرخة تحمل هموم ومطالب كثيرة وضعها الفنان على طاولة غبطة أبينا البطريرك وهو يبدأ مشوار التصحيح المطلوب في الكنيسة الكلدانية خصوصا وكنيسة المسيح بشكل عام ..بل كانت ( الأغنية) موجهة لغبطة البطريرك وكأنما هو مار عبد الأحد ( دومنيك) القرن الحادي والعشرين الذي جاء ليسند جدران الكنيسة الكلدانية الآيلة للسقوط ويعيدها للإستقامة .
الأغنية تبدأ بتهنئة للبطريرك ساكو بكرسيه البابلي ، وصليبه الذي يستحقه لأنه الرجل الذي كانت تبحث عنه الكنيسة الكلدانية منذ زمن ، ثم تطالب بأن يسمع البطريرك كلام شعبه المؤمن ولا يستصغره ويهمشه ويكون كبيرا فوق عرشه فقط ، مطالبة اياه أن يبحث عن حقوق شعب بين النهرين قبل أن تضيع ويضيع معها انسانها الذي يهاجر من أرض أجداده ، وتذكر الأغنية غبطة البطريرك بأن أرض بين النهرين ليست هي الظاهرة فقط بل أن هناك تحت الأرض ارثا من عظام الأجداد يجب المحافظة عليه .
لقد زأر يوسف عزيز باغنيته بحناجر الأمة الكلدانية .. والمسيحية عامة ، كاشفا بأن الكنيسة مريضة ، وسبب مرضها هو أهل بيتها من الرؤساء الذين لم يعرفوا علّتها .. ( والحمى تأتي من القدمين) كما يقول المثل .. نعم زأر يوسف عزيز كأسد بابلي صارخا بالعناية بالشباب الكلداني الذي يضيع في اصقاع الأرض ، هذا الشباب الذي بحاجة إلى أذن تسمعه ، وتلبي ما يحتاجه ..
زأر يوسف عزيز نيابة عن أمته الكلدانية وشعبه المسيحي .. مطالبا البطريرك ساكو ان يلتفت لأهل الفن والاعلام ليساندهم بالوسائل التي ترفع من شان الأمة والكنيسة من فضائيات وصحف واذاعات .. زأر من أجل الحفاظ على لغة الأجداد التي كانت مفتاحا لعلوم وثقافات الأوائل وهي تضيع الآن في زحمة لغات بلدان الشتات .. ومن أجل وحدة الكنائس وشعوب الأمة التي تتكلم لغة ( السورث) ..
لقد ناب يوسف عزيز عنا جميعا بايصال صوتنا لأبينا البطريرك من خلال أغنية بسيطة في كلماتها ولحنها ، لكنها ترن مدوية كالنواقيس وتتألم لألم كنيستها الموجوعة ... لكنها ( أي الأغنية ) تصلي في النهاية من أجل أبينا البطريرك مطالبة أن يصلي هو من أجل أمته وكنيسته وشعبه .. شكرا ( يوسف عزيز) لأنك تكلمت بألسننا جميعا .