رؤساء الطوائف المسيحية في العراق يعرضون مبادرة للمصالحة الوطنية على "المالكي" خلال استقبالهم في بغداد
عنكاوا كوم- بغداد- بسام ككا و عماد متي عرض غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان اليوم الأربعاء خلال لقاءه رئيس مجلس الوزراء العراقي مبادرة للمصالحة الوطنية باسم رؤساء الطوائف المسيحية في العراق.
جرى ذلك خلال استقبال دولة نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء، غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بمعية رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد، وبحضور سركون لازار وزير البيئة ورعد جليل رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية.
وقال غبطة البطريرك خلال تقديم المبادرة إن "المسيح يقول الأكبر فيكم يكون لكم خادماً، فأنتم أكبرنا مسؤولية فينبغي أن تبادر بالمصالحة من أجل العراق والعراقيين، الكل هم أولادكم، وإن حصل خصام بين الأولاد فالأب هو الذي يبادر بالمصالحة، ونحن بحاجة إلى مبادرات جادة للحوار ولحلحة الوضع"، معرباً عن امتنانه له لحضوره مؤخراً مراسيم تنصيبه الذي ترك أثراً طيباً في نفوس المسيحيين.
وقال نص المبادرة الذي تلقى "عنكاوا كوم" نسخة منها من الأب ألبير هشام مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية "يقترح رؤساء الطوائف المسيحية في العراق مبادرة للحوار والمصالحة لحلحلة الوضع الحالي وكسر الجمود القائم بين الكتل السياسية والحكومية من أجل بناء الثقة واتخاذ خطوات جريئة لخير العراق والعراقيين. فشعبنا العراقي المتألم منذ سنوات والخائف من المجهول يستحق أن يحبه مسؤولوه وأن يرافقوه وأن يجعلوا من ألمه وقلقه موعد انفراج وخلاص وسلام واستقرار وازدهار".
وناشد الأطراف الموقعة على المبادرة "أن يقوم كل طرف بمسؤوليته الوطنية التاريخية وأن يتعهد بقدر ما الأمر به الالتزام بما آت: "التعهد بعدم فسح المجال أمام التدخلات الخارجية وترك الخارج جانباً والاهتمام بالبيت العراقي". و"التعهد بحل المشاكل العالقة عن طريق الجلوس معاً والحوار الهادئ وتحاشي إطلاق تصريحات عبر وسائل الإعلام تدفع نحو التصعيد". و"التعهد كبادرة حسن نية بالإسراع في النظر في ملفات المعتقلين لدى الحكومة الاتحادية وحكم إقليم كردستان. وأخيراً "تشكيل لجنة لمتابعة الحوار وتفعيل القرارات".
من جهتهم، أشار الأساقفة إلى أهمية المصالحة بين جميع الأطراف في الوقت الراهن للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد وانعكاساتها على الوضع الأمني.
وقدم غبطة البطريرك لرئيس الوزراء هدايا رمزية كان أبرزها طاولة مزخرفة قائلاً "إنّ على السياسيين أن يخرجوا من الانشغال السياسي، ويفسحوا لأنفسهم باللعب مع الآخرين".
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء عن سعادته الكبيرة بقدوم غبطته إلى بغداد وعن استعداده لدعم الوجود المسيحي في العراق، مقدماً شكره للوفد الزائر بالقول "بارك الله فيكم، وأنا مستعد، وأدعم مبادرتكم وآراءكم المعبرة عن إخلاصكم لبلدكم".
وحضر اللقاء من رؤساء الطوائف المسيحية، قداسة مار أدي الثاني بطريرك كنيسة المشرق الآشورية القديمة ونيافة الأساقفة سويريوس حاوا مطران السريان الأرثوذكس، وآفاك آسادوريان مطران الأرمن الأرثوذكس، وكوركيس صليوا مطران الكنيسة الآشورية، وعمانوئيل دابغيان مطران الأرمن الكاثوليك، وشليمون وردوني معاون بطريرك الكلدان، والأب يونان الفريد رئيس طائفة الروم الأرثوذكس، بالإضافة إلى القمص مينا الأورشلمي رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس، والأب ألبير هشام مسؤول إعلام بطريركية الكلدان.