المحرر موضوع: أحتفالات أكيتو وشعارات المرحلة  (زيارة 972 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور قرياقوس ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحتفالات أكيتو وشعارات المرحلة
آشور قرياقوس ديشو
كندا – تورنتو
ashourdisho@yahoo.com


تطل علينا بعد أيام ذكرى عزيزة على شعبنا وهو عيد أكيتو الخالد. السنة الاشورية البابلية 6763 وستحتفل  احزاب ومؤسسات شعبنا الكلدانية السريانية الاشورية في بلدان المهجر. في أوربا وامريكا وكندا وأستراليا ونيوزلاند بهذه المناسبة في أحتفالات وتجمعات ومسيرات سلمية لتعبر عن فرحتها بهذه المناسبة التاريخية التي ترسّخ العدالة الاجتماعية التي كان ينعم بها شعبنا في قديم الزمان . وتعبر عن مدى تعلق انساننا بالارض وعطاءها الزاخر لهذا الانسان  في هذا الموسم من السنة وهو أحتفال أعتاد  شعبنا القيام  به في الاول من نيسان من كل سنة منذ دهور وعصور قديمة .
أن الأجراء او القيام بالاحتفالات والاحتجاجات في عواصم الدول المتقدمة مقبولة وهناك حق منصوص عليه  في قوانين هذه الدول طالما تلتزم  تلك الجهات التي تقوم بهذه الاحتفالات أو الاحتجاجات  بالقوانين  المنصوص عليها بطريقة سلمية ولا تؤثر على حقوق الاخرين وقد وفرت هذه الدول الوسائل والسبل للمساعدة في تنظيم هذه الاحتفالات والاحتجاجات لتعبير عن حق المواطن وحتى يفهم كل طرف حقوقه وواجباته وخاصة عندما تتم هذه الاحتفالات أو الاحتجاجات عن طريق موافقات خاصة من دوائر الحكومة المحلية في هذه الدول.
ان الغاية من هذه المقدمة هي لتوضيح مساحة الحرية التي توفرها هذه البلدان لشعبنا وللشعوب الاخرى التي تلجأ أليها للتعبير عن مطالبها واهدافها أوللتنديد والاحتجاج  أيضاً على المظلوميات التي تعانيها أبناء هذه الشعوب  في تلك البلدان أو في أوطانها .

لقد دأبت أحزاب ومؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر في القيام باحتفالاتها  في هذه المناسبة  واعني بأحتفالات أكيتو على اطلاق الخطابات  والشعارات واللافتات التاريخية التي تحكي عن قصة الاحتفال الذي كان يستمر اثني عشرة يوماً  وفي وصف  طويل لأحداث تاريخية عن علاقة الحاكم بالشعب وكيف يتم خضوع الحاكم لسلطة الاله  ومن ثم التغزل بالربيع  وعطاءه  الزاخر في سرد أنشائي طويل  يحاول كل من يقف على المنبر أن يكون مؤثراً يشحذ من خلال كلماته في جلب انتباه المستمعين أليه في قصصٍ باتت عبئاً على المستمعين من ابناء شعبنا الذين حفظوها عن ظهر القلب . حيث لم تعد هذه الكلمات تظمد جراح المعانات والظلم الذي يعيشه شعبنا في الوطن .ولا ان توفر سكن آمن للهاربين من أبناء شعبنا من  بطش الارهاب والقتل والظلم الذي  يطاله كل يوم وفي كل بقعة في الوطن .

ما أود تذكيره أن شعبنا اليوم لم يعد يعيش تحت سلطة  أيٌ من حكام او ملوك شعبنا كما كان يفعل منذ 6763 سنة .ولم يعد هناك اليوم  بأمكان أي  كاهن ان  يصعد الى منصة الحاكم  ليصفعه حتى يخضع لسلطة الاله . لقد فهم شعبنا هذا الدرس التاريخي  جيداً .ولكن ما نريد أن تفهمه ونذكر  أحزابنا ومؤسسات  شعبنا  به هو  اننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وشعبنا منذ سقوط امبراطوريته يرزخ تحت سلطة حكومات  من قوميات  واديان ومذاهب وافكار مختلفة وعديدة  اصبحت تضعه في تسلسل و خانة  منخفضة في مجال الوجود والحقوق والحريات واننا نعيش اليوم في ظروف قاهرة ينبغي علينا أن نكون صادقين في التعبير عنها واطلاقها ووصفها على الملأ وعلى العالم أجمعه . والكف عن العيش في الماضي السحيق الذي بقى ذكرى منقوش على حجر ولا يتلائم مع العصر الجديد وأحتياجات شعبنا اليوم .
 
أن تعلق انساننا بأرضه التاريخية كما يذكره تسلسل هذه الذكرى   ينبغي ان يتم التعبير عنه في أحتفالنا  من خلال شعارات ولافتات المطالبة بالحقوق والحريات  التي يستحقها شعبنا في وطن الاجداد والتنديد والاحتجاج على كل الظلم  الذي يلحق به . وليس على صور الماضي العتيق الزاهرة التي لم يعد لها وجود في أرض الواقع  . ولا  من خلال البكاء على أطلال لم نعد نمتلكها اليوم .
 
اننا اليوم نعيش في مرحلة تحتم علينا  الكف فيها عن التمشدق في الكلام عن القبور والاحجار واطلاق الدروس في التاريخ والجغرافية  وأن علينا أن  نوجه اهتمامنا نحو الاحياء من ابناء شعبنا الذين يعيشون الظلم الحقيقي في الوطن اليوم . و التركيز في خطاباتنا وفعالياتنا واللافتات التي نرفعها في أحتفالاتنا التي سوف نتوجه اليها في اكيتو 6763 على المسائل الاكثر  أهمية وجوهرية  الا وهي في امور الوجود والحياة والمصير والبقاء على ارض الاجداد وضد الارهاب و التجاوزات والتهديدات والمظلوميات التي يعيشها شعبنا اليوم في الوطن .والتذكير  بالحقوق والحريات التي  نستحقها وننشدها لشعبنا في ارض الاجداد .

كما قلنا أن ذكرى هذه المناسبة التاريخية ترسخ العدالة الاجتماعية التي عاشها شعبنا في زمن أمبراطوريتنا العتيقة  لذا يجب ان تكون حافزاً للعمل والمطالبة بحقوقنا العادلة المسروقة في الوطن اليوم . وعليه يجب  ان تكون شعاراتنا ولافتاتنا في مسيراتنا في هذه المرحلة   أستنكارا وتنديدا على كل التجاوزات والتغييرات الديمغرافية وعمليات القتل والتهجير والارهاب  التي تحاول ان تقوم بها بعض الدوائر والمؤسسات في  حكومة المركز و الاقليم التي تقف ساكتة من غير اية محاولة لمنعها ولنا من هذه الاثباتات والصور والافلام التي تملأ مواقع وشبكات الانترنيت .
 
أن ما  ندعو اليوم هو ان  تخرج مؤسسات  واحزاب شعبنا أينما كان في مسيراتها بشعارات ولافتات جديدة تعبر عن واقع شعبنا البائس لتنادي بمطالب عادلة لشعبنا بعيداً عن قصص التاريخ القديم التي لم يعد يبالي بها من يعيش معنا في الوطن ولا يمكن ان يحسها . وان نعبر في لافتاتنا  ومطاليبنا عن التهميش والتجاوزات والتغيير الديمغرافي  الذي يواجهه شعبنا في قراه ومصالحهه وارضه في المركز والاقليم . والدعوة الصريحة في الزام هؤلاء المتجاوزيين بالعودة عن هذه التجاوزات وتحمل حكومة المركز والاقليم ومجلس النواب في الحكومتين بعدم اقرار اية قوانين لردع هذه التجاوزات .
ان المرحلة والظروف التي يمر بها شعبنا تحتم علينا الظمان بأن  لا تكون هذه الاحتفالات والمهرجانات تقليدية تبدأ بمسيرة يرفع بها لافتات  وشعارات خافتة تحاول بها  الاحزاب والمؤسسات القومية المشاركة على أثبات وجودها  في الساحة السياسية فقط  بل لتعبر عن اهداف قومية وسياسية من خلال الدعوة والمطالبة للحصول على مكتسبات وحقوق قومية في الوطن. وان نعطي صوتنا لوحدة شعبنا والتركيز على مقومات وحدتنا والتي هي الارض واللغة والدين والتاريخ المشترك.وعدم العمل بما يمليه مصلحة الاحزاب أو الفرق المشاركة في هذه الاحتفالات .
مرة أخرى نريد أن نقول أن هذه التجمعات والاحتفالات الكبيرة التي ستشهدها دول المهجر لا يجب أن تكون للاستهلاك المحلي من قبل الاحزاب والمؤسسات ولا ان تكون منبراً للخطابات والقاء دروس التاريخ . بل تكون موجهة من أجل المصلحة العليا لشعبنا فالشعارات التي ترفع في هذه التجمعات تعبر التصويت الحقيقي لشعبنا ولتكون هذه الشعارات مكتوبة بلغة الشعوب التي يعيش شعبنا بينها لتكون مطالبنا واضحة ولنعمل من خلالها على تدويل قضية شعبنا العادلة في هذه المرحلة العصيبة

وختاماً نشكر جميع الاحزاب والمؤسسات التي بادرت للقيام بهذه التجمعات والاحتفالات  في الوطن ودول المهجر وندعوا لهم بالنجاح وان لا تخرج هذه المسيرات عن نطاق السيطرة وبالعمل بما تليه القوانين المحلية في تلك البلدان. حيث تكون دائماً المسيرات السلمية أكثر فعالية في صنع غاياتها من تلك التي تكون غوغائية وعنيفة .. ومن الله التوفيق .