المحرر موضوع: شبكة دويتشه فيلله الألمانية: الأقليات في العراق مهدّدة بالانقراض  (زيارة 970 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل kuchen

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 310
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأقليات في العراق مهدّدة بالانقراض



رأت شبكة دويتشه فيلله الألمانية أن الأقليات الدينية في العراق في تناقص مستمر قد يهدد بزوالها من مناطق البلد، فيما يبدو الشمال أكثر أمناً وقبولاً لها.

وقالت الشبكة الألمانية الإخبارية، في تقرير لها، إن غير المسلمين في العراق يعانون من هجمات عنيفة وتمييز. فالعديد من المسيحيين والإيزيديين والمندائين فروا من البلد. إلا أن الشمال الكردي هو المكان الوحيد الذي تجد فيه الأقليات الدينية أماناً ـ باستثناء أن يعيشوا في مدن أو بلدات "مختلطة".

وتابعت الشبكة قولها إن أعمال العنف والخطف والهجمات على الأقليات الدينية تحدث يوميا في العراق، حيث الاختلاط الديني والإثني كان موجودا في السابق في المستوى الوطني، إلا أن هناك إحساسا بالتفكك.

وقالت الشبكة إن العنف ضد مجموعات الأقليات الدينية كان قد بدأ قبل سقوط نظام صدام. إذ وصل صدام إلى ذروة العنف معهم وسط صراع دام بين الكرد والعرب، والسنة والشيعة. ورأت الشبكة أن مسيحيين وإزيديين ومندائيين سقطوا وسط تقاطع نيران تلك الحروب.

وقالت الشبكة الألمانية إن الكنائس عادة ما تتعرض لهجمات بتفجيرات ـ كما كان الحال قبل أربع سنوات. وعندما أصبح البطريرك لويس رافائيل الأول ساكو رئيسا للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق في العام 2013، كانت السلطات الأمنية في مناطق ببغداد في حالة تأهب قصوى. ومع ذلك فان البطريرك هو زعيم مجموعة دينية يتناقص وجودها في العراق.

فبالإضافة إلى العديد من الكاثوليك، كما تقول الشبكة، فإن مسيحيين من طوائف أخرى يغادرون العراق. فمن عددهم الذي كان في السابق حوالي مليون مسيحي في ارض بابل التوراتية، لم يبق منهم سوى بضعة آلاف. وتعاني أقليات العراق الدينية الأخرى من المصير نفسه.

وأشارت الشبكة إلى أن الحياة اليومية بالنسبة للمندائيين صعبة بنحو خاص. ويقول المندائيون إن القرآن يصفهم بأنهم "من أهل الكتاب" ـ وهذا يعني أنهم ينتمون إلى دين تجدر حمايته. إلا أن العديد من المسلمين العراقيين يرون الأمور بنحو مختلف.

وتنقل الشبكة عن صبيح الزهيري، وهو مندائي وأستاذ في اللغة المندائية ببغداد، قوله إن مجتمع المندائيين عادة ما يتعرض لهجمات. واليوم، كما يقول للشبكة، لا يتمتع المندائيون بالقبول بسبب معتقداتهم الدينية، ففي مقهى، على سبيل المثال، لا يقدم الخدمة للمندائي "الباطل". ويوضح الزهيري أن "الناس لن يستعملوا قدحا شرب به مندائي".

وتقول الشبكة إن الكثير من المندائيين فروا من العراق، إلى درجة أن وجودهم في العراق الآن موضع تساؤل. فقبل عشر سنوات كان هناك حوالي 30 ألف مندائي يعيشون بين بغداد والبصرة. واليوم، تدنت أعدادهم إلى 5 آلاف. فأغلبهم فر للجوء في ألمانيا، أو البلدان الاسكندنافية أو الولايات المتحدة. ويقول الزهيري إن "العديد يعتقدون انه لم يعد هناك من مستقبل للمندائيين في العراق".

أما بالنسبة للإيزيديين، الذين تعد أعدادهم كبيرة مقارنة بالمندائيين، فان تهديد انقراضهم لم يبدأ. فشمال العراق هو موطن بضع مئات من الآلاف من هؤلاء الذين ينتمون إلى هذه الديانة الشرقية القديمة.

إلا أن المسلمين يكرهون أيضا الإيزيديين، ويعدونهم "كفارا" و "عبدة شياطين". ووصل العنف ذروته ضد الإيزيديين في العام 2007. ففي يوم واحد قتل منهم ما يزيد على 400 شخص. وإلى يومنا هذا ما زالوا عرضة للتفجيرات.

وتنقل الشبكة عن الياس يانتش، معلم درس الإيزيدية في اولدينبيرغ بألمانيا، قوله   "عندما تقترب الانتخابات العراقية، تزداد التفجيرات". ويقول يانتش إن في حالات اللجوء بألمانيا، لم يعد الإيزيديون مصنفين على أنهم ضحايا اضطهاد، في حين كان الحال مختلفا قبل سنوات قليلة.

فوضع الإيزيديين في شمال العراق أفضل مما هو عليه في المناطق العربية.

إذ طبقا لما يذكر يانتش، ستنفق حكومة إقليم كردستان الملايين لإعادة تأهيل الموقع الديني المقدس لدى الإيزيديين، الواقع في وادي لالش، قرب مدينة الموصل. وحتى الاحتفالات الإيزيدية معترف بها على أنها أعياد عامة في كردستان العراق.

ومع ذلك، يعاني الإيزيديون في مجال التعليم وأماكن العبادة. فقد اصدر كمال سيدو من جمعية الشعوب المهددة الدولية، ومقرها ألمانيا، تقريرا يقول فيه إن "في القرى المختلطة، من الممكن أن يتخذ التمييز شكل ذكر نصوص محددة من القرآن في أثناء أداء الصلاة يمكن أن تكون مسيئة للإيزيديين".

وتقول الشبكة إنه طبقا للدستور العراقي، يسمح للمسيحيين والإيزيديين والمندائيين بممارسة طقوسهم الدينية بحرية. إلا أنه من الناحية العملية، كما تقول الشبكة، فإن القانون له قيمة قليلة بالنسبة للأقليات الدينية.

وتقول الشبكة الألمانية إن مجموعات الأقليات الدينية تعاني من الهجمات والجريمة. إذ تعرض الأفراد المسيحيون والمندائيون إلى عمليات خطف بهدف ابتزاز مجموعاتهم بمبالغ مالية كبيرة. فالعصابات المسلحة تهاجم المحال التي يملكها أفراد ينتمون إلى أقليات دينية ـ لا سيما محال المشروبات الكحولية.

ويقول سيدو انه ينظر إلى مستقبل الأقليات الدينية في العراق بعين الشك، ويقول إن "الأيام الخوالي لن تعود بالنسبة للمندائيين". ويقول سيدو إن الحكومة العراقية أرادت توفير حماية أفضل للأقليات الدينية، إلا أنه يضيف أن نجاح هذا الإجراء كان محدودا.

وتقول الشبكة إن الشمال العراقي هو المكان الذي بإمكان غير المسلمين أن يمارسوا طقوسهم الدينية علنا. ويقول سيدو إن "في الشمال العراقي فقط يمكنك الحديث عن وجود حياة إيزيدية أو مسيحية".


دويتشه فيلله .. ترجمة المدى

http://www.almadapaper.net/ar/news/261250/%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D9%87-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%87%D8%AF%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7
ܒܪܫܝܬ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܡܠܬܐ ܘܗܘ ܡܠܬܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܠܘܬ ܐܠܗܐ ܘܐܠܗܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܗܘ ܡܠܬܐ