المحرر موضوع: الولادة العسيرة لربيع الثورة السورية  (زيارة 837 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل حــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 166
    • مشاهدة الملف الشخصي
الولادة العسيرة لربيع الثورة السورية 
 

تمر ثورة الشعب السوري منذ إنطلاقتها قبل عامين وأسبوعين بإنعطافة تاريخية هامة في حياة الوطن والشعب.إنها محطة بالغة الأهمية.محطة مفصلية يقف فيها الشعب السوري وقواه الثائرة من الجيش السوري الوطني الحر أمام أسوار سلطة الاستبداد التي حصنها على مدى أكثر من خمسة عقود.إن تحطيم هذه الأسوار لن يكون سهلا لا حاضرا ولا مستقبلا.لا شك لدي بأن الثورة ستنتصر وتزيل كل المتاريس العسكرية والقلاع المحصنة للنظام من أجهزة قمعية مخابراتية ووسائل أعلام مروجة لقوة هذه الأسوار والحصون.لأن إرادة الشعوب على الإنتصار أثبتت على مدى العقود والقرون الماضية أنها قادرة على تحطيم أعتى القلاع.وأن تهدم كل الأسوار التي بنيت من أجل الحفاظ على سلطة وسلامة الطغاة.فمن هذه الناحية فأن الإنتصار قادم لامحال منه, ولكن هناك الإنتصارالأكبرألا وهوتحطيم القلاع وأسوارها المشيدة في العقول والقلوب والسلوكيات على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن. والتي يقوي دعائمها الطاغية بشار بدماء الأبرياء من الناس بأرتكابه أبشع المجازر الدموية ضدهم ودفع الأمورإلى أقصى درجات الكراهية والأحقاد والعنف والأنتقام وزرع الفتنة الأهلية وتقسيم الوحدة الإجتماعية.وهذا ما يتخوف منه كل إنسان عاقل وشريف ومخلص لوطنه سوريا وملتزم بالقيم الإنسانية.والإنتصار على هذا النوع من الأسوارلايتم إلا بفكروسلوكية راقية تأمن بالقيم الإنسانية وبالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحافظ على كرامة الإنسان. وتحقق له كافة الحقوق الشخصية وتصون حق كل مواطن في ممارسة معتقداته الدينية وإنتماءه القومي ,وحرية ممارسة السياسة بدون خوف وأبداء حرية التعبير عن الرأي بدون إعتقال صاحبه بسبب آرائه المخالف.ويحتاج الأمر كذلك إلى بناء مجتمع يسوده المساواة والعدالة بين كافة المواطنين على أسس قوانين شرعنة حقوق الإنسان وبناء نظام سياسي تعددي مدني علماني يفصل الدين عن الدولة.لا نظام سياسي ديكتاتوري تحت أي مسمى كان لأن ذلك يخالف روح وجوهر مبادىء الثورة ألتي قدم الشعب السوري من أجلها تضحيات جسيمة .فهوا لا يريد إستبدال نظام ديكتاتوري بدكتاتوريات من نوع آخر ولا استبدال ديكتاتور بدكتاتوريين,كما هو الحال في العراق.وان لا تكون الدماء التي سقت أرض الوطن والأرواح التي زهقت مصدر بؤس مستقبل سوريا حتى بعد سقوط الطاغية. بل أن تكون الدماء الزكية مصدر إلهام للجميع من أجل بناء دولة عصرية يكون اساسه التآخي والمواطنة  المشتركة بين مختلف المكونات الإجتماعية.فستكون الثورة حينها قد حققت أهدافها نحو بناء مستقبل أفضل للجميع.
لأن الولادة العسيرة للثورة السورية وإنطلاقها من رحم المعاناة الذي أمتد على مدى أكثر من خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري, وحكم البعث القومي العنصري تحمل الشعب السوري خلال هذه المرحلة وما زال الكثير من المظالم وسحق الكرامات وسلب الحريات وإلغاء الإنتماءت الإثنية وعدم الاعتراف بها كمكونات أساسية في المجتمع السوري والتي يمتد تاريخها إلى أكثرمن خمسة آلاف عام قبل الميلاد وهي الأصل كالشعب الآشوري بكافة مسمياتهم .وأبناء هذه القومية السريان الآشوريين هم من أكثر المكونات الإثنية السورية التي ألحق بهم الضرر وتعرضوا للأذى والاضطهاد القومي , وتم سلب وصهر الكثيرين منهم في بوتقة العروبة نتيجة ممارسة كل أنواع القهر التي لم يستطع الكثير من الناس الصمود أمام الهجمة العنصرية .ونتيجة سياسات البعث القومي الشوفيني تم تحطيم النية الإجتماعية والإقتصادية لهذا الشعب.حيث تم الاستيلاء على أملاك المزارعين والفلاحين منهم وتوزيعها على الفلاحين من أبناء القومية العربية التي جلبتم السلطات السورية من محافظة الرقة وأماكن أخرى أسطوطنتهم وملكتهم الأراضي العائدة للسريان الآشوريين في الجزيرة السورية أي محافظة الحسكة.وذلك ضمن خطة سياسية عنصرية أتبعها نظام البعث  لبناء حزام عربي على عمق عشرة كيلومترات تبدأ من الحدود التركية.وشعر الكثير منهم بأنهم أصبحوا محاصرين من كل الجهات, وبسبب هذه السياسات العنصرية والمضايقات والملاحقات والأعتقالات السياسية والاتهامات الباطلة وزجهم في السجون بدون محاكمات وأغلاق مدارسهم وأنديتهم والتدخل في شؤونهم الكنسية والتصرفات  اللاأخلاقية للأجهزة القمعية والحرمان من الحقوق القومية كان الدافع الرأيسي وراء هجرة أعداد كبيرة منهم إلى دول المهجر في آوربا وأمريكا وأستراليا.ولقد شهدة العقود الأربعة الماضية أكبر الهجرات للسريان الآشوريين وحسب بعض المصادر أن ما يقارب ثلاثمائة آلف شخص هاجر من مدينة (القامشلي) بيث زالين الحسكة, والمالكية, قبري حوري(قبور البيض)ريش عينو(رأس العين) الدرباسية والقرى التابعة لها. وعلى العموم لقد هاجر من سوريا خلال هذه الفترة أكثر من مليون إنسان مسيحي في فترة حكم عائلة الأسد الاستبدادية.
والنظام الذي يدعي على مدى هذه العقود بأنه حامي ( الأقليات) كان يخادع ويكذب وكان يستخدم كل الوسائل للترويج لهذه القضية. بينما كان في حقيقية الأمر يمارس الاضطهاد بكافة أشكاله وما زال يستمر في لعبته القذرة بالرغم ما يقترفه من جرائم فظيعة بحق كل مكونات المجتمع السوري بدون إستثناء.إن الجرائم التي أرتكبها وما زال يرتكبها لا تعد ولا تحصى وهي تجاوزت منذ أمد بعيد جدا كل القيم والأعراف ولا يمكن إلا وضعها في خانة الجرائم الكبرى التي أرتكبت بحق الإنسانية جمعاء. وهي جرائم وخيانة عظمى ترتكب بحق سوريا وشعبها.
هذه العقود الطويلة من الظلم والاستبداد وسلب الحرية والكرامة  والظلم أدى بالشعب السوري ليطلق شرارة الثورة فكان الثمن باهظا والكلفة لا تقدرحتى الوصول إلى لحظة إندلاع الثورة. فإذا كان الشعب السوري قدم كل هذه التضحيات  حتى بداية إندلاع الثورة ,فكم ستكون ولادة إنتصار الثورة التي تمر في مرحلة مخاض عسير دموي مألم يكلف الوطن والشعب تضحيات جسيمة لا يمكن حصرها فقط في ارقام أو أعداد القتلى الذين يسقطون جراء العنف والحرب العشوائية المعلنة من قبل الطغمة الاستبدادية على الشعب السوري.أن الكارثة اللاأخلاقية ومفاهيم العنف الدموي والإحتكام إلى القوة المدمرة لفرض إرادة فئة ما في المجتمع أرادتها على الأخرين والهيمنة على السلطة وسلب حقهم في الحرية والتي هي سبب وأساس كافة المأسي التي يتعرض لها الوطن. وأن الاستمرار في هذا النهج بعد إنتصار الثورة سيكون أيضا أكثر كارثيا على الجميع بدون إستثناء.وكما ذكرهذا هو المسعى الذي يراد فرضه على الواقع السوري حتى بعد إنتصار الثورة فرق ومجموعات تتقاتل كل يريد فرض ذاته بقوة السلاح ويسيرعلى نفس النهج الاستبدادي كما كان. والحكم بيد من الحديد والنار وفرض شرائع ظلامية يرفضها الغالبية من أبناء الوطن وسلب الحريات والكرامة وكأنما لم يحدث شيئا ما .الشعب السوري حتى هذه اللحظة يسجل إنتصارا عظيما بعدم الإنجراروراء مخططات النظام الاستبدادي والإنغماس في أتون الحرب الأهلية.وليس بشار وحده مع أجهزته القمعية وحلفائه خاصة أيران بدفع الأمور في هذا الأتجاه.بل قوى ودول تعتبر داعمة ومساندة وصديقة لثورة الشعب السوري هي أيضا تدفع الأمور في هذا الأتجاه التدميري بالنسبة لمستقبل سوريا بعد سقوط النظام.وذلك بسبب مواقفها المتخاذلة وعدم تقديم العون الحقيقي لإنهاء هذه الحالة المأساوية أو تقديم مساعدات مالية والسلاح لفصيل ما دون سواه وتقويته على حساب الأخرين,وهذه المجموعات  لاتمثل رأي غالبية النسيج الوطني.هذه المواقف التخاذلية والعنصرية يضع العراقيل الكبرى أمام الولادة اليسيرة وأنتصار الثوار الوطنيين,لكي يبنى وطن للجميع بدون تمييز.
والمعارضة السورية تتحمل جزء من المسؤولية بعدم الأرتقاء بمواقفها إلى مستوى الحدث المأساوي الذي يتعرض له الشعب السوري. وما زالت التجاذبات الشخصية والولاءات والمواقف السياسية المتناقضة مع مصلحة الوطن والتبعية لأرادة قوى خارجية وتنفيذ مشاريعهم  يقف عائق أمام ولادة إنتصار الثورة.وكذلك المعارضة السورية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى إدانة وملاحقة كل من يرتكب الأعمال الأجرامية من القتل والخطف والاستيلاء على الممتلكات. وأن تكون مواقفه أكثر وضوحا  بالنسبة إلى معاملة الأسرى من أبناء الشعب السوري وكذلك ملاحقة كل من يرتكب جرائم على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي.وعلى المعارضة الوطنية السورية أن تشجب كل الأفعال المنافية لأهداف الثورة التي ترتكبها بعض المجموعات المحسوبة على الجيش السوري الحر.
إن الخروج من هذه المأساة العاصفة بالشعب السوري لايمكن تحقيقها إلا بالوحدة الشعبية بين مختلف المكونات. وكذلك الالتزام بالثوابت الوطنية وقيم الثورة ومبادئها وعدم الأنحراف بها نحو مشاريع تدميرية للنسيج الأجتماعي والوحدة الجغرافية للوطن.وأن إنتصار الثورة وتحقيق أهدافها ومبادئها ستلبي طموحات كل المةاطنين على أختلاف طيفهم الأجتماعي وهي الضمانة الوحيدة لترسيخ وحدة الوطن.إنتصار الثورة سيكون إنتصار لكل الشعب السوري من مسلمين ومسيحيين وللعربي والسرياني الآشوري والأرمني والعلوي والدرزي والكردي واليزيدي والأسماعيلي والجركسي.إنتصار الثورة والتمسك بقيمها سيضع الحياة السياسية وحقوق المواطنة والحقوق القومية في مسارها الصحيح. وسيمنح الجميع ممارسة شعائرهم الدينية وممارسة تقاليدهم وعاداتهم الإثنية وتعلم لغاتهم إلى جانب اللغة الوطنية المشتركة.وأنتصار الشعب على الاستبداد سيرفع الظلم ويحقق التمثيل الحقيقي لكافة اللطيف الوطني في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضاء والتعليم والإعلام.ستكون مرحلة إنهاء عقود من الظلم والتمييز العنصري. وتأكيدا على الشراكة الوطنية والمساواة بين كافة المواطنين على أسس دستورية تكفل حق الجميع بدون تمييز عنصري(الدين لله والوطن للجميع)هذا ما نتمناه أن يتحقق على أرض الواقع وأن لايكون مجرد كلام ووثائق كتبت من قبل المعنيين بهذا الشأن.
ربيع ثورة الشعب السوري مستمرة تستمد أصالتها من إرثها التاريخي الحضاري. الأول من نيسان قادم في كل عام .ولا يستطيع أحدا في الكون أن يحجب نور الشمس مهما طال أمد الخريف والشتاء والظلمة. ومهما بلغت الهمجية مستويات تفوق مقدرات التخيل إلا أن النور سيسطع وحركات الشعوب التواقة إلى الحرية والنور تستمر في إنسجام تام مع ذاتها ومع  دورة الطبيعة التي لا تقف بدون هوادة.فليكن ربيع الشعوب في كل العالم ومنها شعوب بلدان الشرق الآوسط وخاصة الأول من نيسان رأس السنة البابلية الآشوري وأن يكون بدية حياة جديدة لهذا الشعب الذي تعرض لمجازر كثيرة واضطهاد دائم لم يتوقف على مدى التاريخ الطويل. وليكن الحادي والعشرين من آذارعيد نوروز الفارسي والكردي بداية حياة جديدة في دول المنطقة
2013.03.31.



 



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4981
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي جميل حنا
شلاما

تحليل سياسي  يترجم بصدق حجم معاناة الشعب السوري عامة وشعبنا خاصة
واعتقد ان المهم في لجة الصراع الدموي الحالي ان يخرج شعبنا بسلام وان يكون له قول ووزن في كل المعادلات السياسية التي  ستفرزها المرحلة القادمة
ومن الأهم أيضاً ان تكون قوانا السياسية مؤهلة ومستعدة لفرض نفسها في الخارطة السياسية الجديدة وإيجاد موقع سياسي لائق بشعبنا
أي بمعنى آخر ان لا نخرج فارغي اليدين ونكون صفرا في إحدى زوايا القطب السياسي المنبوذ تحت وطأة استبداد الأكثرية اعتمادا على الرقم والحجم السكاني لفرض إرادة القوي باسم الديمقراطية كما يحصل حاليا في عراقنا حيث القوي ما زال أقوى والضعيف يزداد ضعفا وشعبنا في سلة المهملات السياسية في كل المشاورات  او المناورات السياسية  للأخطبوط السياسي الحالي
واعتقد ان اهم عمل يجب القيام به من قبل قوانا السياسية هو إيقاف نزيف الهجرة لكل لا تتكرر معاناة شعبنا في العراق حيث الهجرة تقلع جذورنا في ارض الأجداد
والرب يبارك ويكون عونا لشعبنا