دمعة العراقيين ..هل يتم تعويضها ؟؟
وألا يحق للعراقيين اقامة الدعاوي ؟؟
مرت قبل ايام ذكرى دبيب الاغراب المحتلين الذي أسس الى القتل والتهجير في ارض العراق وجردوا ابناء مدينة المدن من الابتسامة وبعثروا اطفال بغداد في اصقاع الدنيا ..واكتوى شبابها بالقتل والتهجير ..بعد مرور عشر سنوات على غزو العراق واحتلاله هل اصبح العراق واحة للاستقرار والرخاء والازدهار كما زعمت ادارة بوش الابن في مبرراتها للحرب التي قادتها معجونة بالكذب بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل التي تهدد امريكا والغرب . اليوم نتذكر جميعا تلك الايام التي مرت ثقيلة على العراقيين والتي هدر بها اكثر من 750 مليار دولار من اموال العراقيين وتم تحويل العراق الى بلد تعشش فيه الطائفية المقيتة التي خلقها المحتل وقسم وطننا الى اعراق وطوائف واستشرى فيه الفساد والبطالة وتراجعت فرص العمل وتوقفت المشاريع وصرفت المليارات على الضياء الذي لم نراه حيث بقيت بغداد تعيش الظلماء وتراجعت العناية بصحة البشر وهجر العراق اصلائها وأقلياتها وهجرها الملايين نحو المجهول في دول الجوار وظهرت المليشيات المسلحة وتغولت في شوارع العراق ومارست القتل والابتزاز وإصابة اكثر من مليون عراقي على مدى العقد الماضي ووضع دستورا مختلفا عليه وحلت فيه مؤسساته العسكرية وترمل بحدود اكثر من مليون امرأة وانتشر الايتام في كل مكان وتحول العراق الى غابة يتدخل بها الجيران والأغراب وتحولت بغداد الى اسوء مدينة بالعالم بعدما كانت حاضرة العالم وقبلتهم .وهكذا عمل المحتل بكل جهد لتدمير بلد امن من خلال اكاذيبه التي روجها قبل الاحتلال ساعده البعض من عديمي الضمير اللذين كالوا الاكاذيب والفبركات ..وفي هذه الايام التي تمر فيها الذكرى العاشرة لاحتلال العراق تأتينا الاخبار والتقارير المتلاحقة التي تحدثت عن فشل المحتل في تحقيق اكاذيبه التي ساقها في البداية على ان العراق يمتلك الاسلحة المحرمة وبعد انكشاف كل تلك الاكاذيب ادعت انها جاءت لتحقق الحرية والديمقراطية وبعد فشلها في ذلك ادعت انها جاءت لحماية امن الخليج ومصالحها الذاتية ولكنها ابتعدت عن التصريح الحقيقي الذي جاءت من اجله وهو حماية مصالحها النفطية وحماية لكيانها اسرائيل بعد غزوتها للعراق 2003، وبعد مرور عشرة سنوات عجاف تم تدمير الانسان والحجر والشجر وبعد مرور سنتان من انسحاب تلك القوات الغازية بفعل ابطال المقاومة البواسل اللذين لقنوا المحتل درسا لن ينساه ..بدأت التقارير تظهر حيث صدر عن المفتش العام ستيوارت بوين تقريرا صدر في الأسبوع الماضي والذي اعلن به رسميا فشل الادارة الاميركية في كل ما ساقته بشأن العراق بالإضافة الى فشلها في ضياع 66 مليارا من الدولارات الاميركية من دافع الضرائب الاميركي .. حيث سيبقى العراق جرحا غائرا ينزّف في قلوب المسؤولين الأميركيين الذين ما زالوا يتبادلون الاتهامات فيما يينهم كلما تأزم الوضع ألاقتصادي وكلما تعقدت العلاقات بين البيت الأبيض والكونغرس. .....
مرت الايام الماضية على الولايات المتحدة أخبار.. لم أسمع عنها مثيل في الساحة السياسية الأمريكية من قبل .
أبالغ حين أقول إن أمريكا خرجت الأسبوع الماضي عن بكرة أبيها لتعترف بصوت جهوري وأمام العالم بأسره أنها أخطأت خطأ جسيماً بغزوها العراق قبل عشر سنوات . لم أسمع أمريكا من قبل تعترف على لسان يمينها ويسارها الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء ومراكز البحوث والعصف ألفكري بل وعلى لسان عسكريين سبق أن حصلوا على نياشين وأنواط شجاعة تقديراً ومكافأة على “انتصاراتهم في الحرب على ألعراق أغلب هؤلاء ومعظم أجهزة الإعلام كانوا مؤيدين للحرب ..حيث وصل بهم الامر برمي تلك النياشين امام ألاف من الجمهور . أن العديد من اللذين اذكر منهم تحديداً القائمين على مؤسسات بحث شبه عسكرية كمؤسسة “راند” وأعضاء مجلس الشيوخ مثل هيلاري كلينتون وآخرين ممن كانوا في صفوف الحزب الديمقراطي المعارض هم من يعترفون اليوم بخطأ الاحتلال .. وبعد كل تلك الاعترافات وبعد كل تلك الشهادات التي اطلقها المحتلون يتبادر الى ذهننا اليوم سؤال سيبقى في ذاكرة الانسات العراقي على مدى عشرات السنين ؟؟؟من يعيد البسمة الى العراقيين ؟؟؟ومن يعيد ارواح الشهداء اللذين وصلوا الى مليون شهيد ؟؟؟ومن يعيد تلك الالاف المؤلفة التي هاجرت العراق من اقليات وعلماء وأبناء وطن اصلاء ؟؟؟؟من سيعيد تلك الاصرة العراقية بين ابناء العراق بشتى قومياتهم وطوائفهم وأديانهم بعد ان زرع المحتل المجرم التفرقة والتصارع الطائفي بسبب غباء قرارات المجرم بريمر ومن لف لفه ؟؟ ان التاريخ سيذكر هذا الرجل بكل الاوصاف السيئة وستبقى في اعناقه تلك الارواح التي زهقت بدون أي سبب وسيذكره التاريخ بالخزي والعار وستلاحقه ارواح الشهداء ..
سؤالي ألا يحق لحكومة العراق وأبناء العراق وشعب العراق بأن تطالب بتعويض بما جرى للعراق من المحتلين ؟؟؟اننا اليوم جميعا مطالبين بأن لا ننسى من دمر بلدنا وهجر شعبنا وقتل ابنائنا ؟؟ان جميع الحقوقيين مطالبين اليوم بتهيئة وتجميع كل تلك الجرائم والمطالبة بتعويض العراقيين وإقامة الدعاوي ضد المحتل وشركائه في هذه الجريمة وفي مقدمتهم ربيب الاجرام بلير .....
الدكتور غازي ابراهيم رحو