المحرر موضوع: لماذا يقحمون السياسة في الدين ؟  (زيارة 398 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل mikuar2

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحولت موعظة قداس عيد القيامة في احدى الكنائس الى خطبة سياسية عندما ابدى احد رجال الدين عن امتعاضه مما ينشر على المواقع الالكترونية من افكار تعبر عن سخط ابناء شعبنا من تدخل رجال الدين في الشؤون السياسية وما يترتب عليها من مساويء تشوه قداسة مضمون الرسالة التي حملها سيدنا يسوع المسيح التي اتسمت بالمحبة والعدالة .
وقد شهدت المواقع الالكترونية في الفترة الاخيرة توجيه انتقادات لبعض رجال الدين بسبب سلوكياتهم  غير المنطقية التي لا مبرر لها  والتي تنشط عادة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات .
لقد كان رجال الدين المسيحيين عبر التاريخ يحظون باحترام وتقدير الرؤساء والسلاطين والحكام  وابناء الشعب على السواء لما كانوا يتمتعون به من حكمة وحيادية في ادارة شؤون الرعية بعيدا عن التدخل في شؤون السياسة دون تفضيل فئة سياسية على اخرى.
الا ان الاحداث ما بعد 2003  دفعت البعض من رجال الدين ليتخذوا سلوكا غير مألوفا ولا مقبولا وذلك في حشر انوفهم في امور سياسية وحتى امنية  لا تعنيهم و لا تمت بصلة الى الرسالة التي حملتهم الكنيسة اياها لا بل ان البعض منهم غلب على شخصيتهم صفة القادة السياسيين الامنيين على صفة رجل الدين وشتان مابين هذا وذاك .
ان ابرز المساوئ التي تعانيها الشعوب قاطبة هي تلك التي يتسبب بها رجال الدين نتيجة اقحام  انفسهم في السياسة  واختيارهم عديمي   القدرة والكفاءة  لتصدر المشهد . حيث يستغل  رجال الدين سلطاتهم الدينية ويستخدمون مشاعر الشعوب البسيطة الثقافة لاعلاء شأن اشخاص  موالون  لهم  لتحقيق مكاسب سياسية ومادية  خاصة على حساب المجتمع . وغالبا مايكون هؤلاء ممن لايمتلكون من العلم والثقافة شيء .
مولعون بالسياسة:
ان كان احدهم مولعا بممارسة السياسة فليتفضل ويظهر لنا قدراته وامكانياته ولكن بعد يزيل عنه السوتانة او الجبة التي يرتديها ويحتمي بها فساحتنا السياسية تمر في مرحلة احوج ماتكون الى قادة مثل هؤلاء. ان سطوة رجل الدين في حالة انحيازه لصالح فئة سياسية ما تحجب الفرصة امام التكنوقراط ليتصدروا المشهد ويمنعهم من تسخير امكاناتهم وخبراتهم لصالح المجتمع .
ان الواجب الذي يقع على عاتق رؤساء الكنائس هو ان ينبهوا رجال الدين هولاء من مخاطر الولوج في دهاليز السياسة وان التمادي في الخوض فيها سيجر ابناء الرعية الى الانقسام على انفسهم  وتنتشر الفرقة ليحل الكره والضغينة محل الالفة والمحبة التي تنشدها كنيستنا .
العجب العجاب
ان العجب العجاب في الامر ان نسمع هذه الايام عن رجل دين يلجأ الى التخويف والترهيب والوعيد من داخل الكنيسة مباشرة . ونتسال ما مصلحة هؤلاء في ممارسة هكذا اعمال ؟ اليس شعبنا شعب حي يمتلك من الوعي والقدرة لاختيار من يمثله من بين مجموعة مرشحين في انتخابات ديموقراطية عادلة  قبل ان يتم تصفية الساحة امام مرشح واحد او اثنين  من قبل رجال الدين ؟ ومن قال ان المرشح الذي اخترتموه هو الافضل ؟ الا تشعرون انكم تظلمون شعوبكم ومجتمعكم عندما تفرضون عليه مرشحا بعينه ؟ هل انتم اذكى من شعوبكم ؟ الم تتعلموا بعد من اخطائكم السابقة التي لاتزال شعوبكم تعاني منها ؟ الا تضنون ان خطبكم النارية في عدة مناسبات في الفترة السابقة هي التي اوصلتنا الى ما الت اليه امورنا من استهدافات  لأبنائنا الابرياء  حيث اصبح اكثر من نصف شعبنا خارج الحدود ؟ هل تظنون ان شعبكم غافل عن هذه التصرفات ؟
اول الغيث قطرة
نعم ان شعبنا مسالم ومحب للحياة وصبور على الظلم والجور ولكن لكل شيء حد ونهاية وما يحدث الان على المواقع الالكترونية ليس الا فيض من غيض  وليس الا بداية النهاية .
 اليست سابقة خطيرة ان تكمم الافواه وتقتل الافكار التي ازاحت قادة ورؤساء دول ولاتزال تكنس من تبقى منهم  ؟
لابد لنا جميعا ان نتعلم من الماضي والتاريخ مليء بالعبر . أليست الثورة الفرنسية الأوربية نموذجا واقعيا ومعبرا عن غضب الشعوب بحثا عن الحرية والتطور ؟ أليس ما يحدث الان شبيها بما حدث عام 1789 في فرنسا وان اختلفت الوسائل  ؟ اليس ال ( face book   ) شبيها بالفأس الذي حملته بائعة الخضر التي قادت الجماهير  الذين اقتحموا سجن الباستيل رمز الطغيان انذاك؟. ان من تفتح في وجهه مثل هذه الاسلحة الفتاكة لن يصمد طويلا .
انجع الحلول :
 اليست انجع الحلول هي الوقوف على مسافة واحدة عن الجميع وفي كل الامور ؟اليس احقاق الحق ونشر العدالة والمساواة افضل من ممارسة المكر وحياكة المؤامرات وتفضيل المصالح الخاصة ؟. ان حق التعبير عن الراي مكفول ومحمي دستوريا ودوليا في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة واللجوء الى الترهيب والوعيد لايجدي نفعاً واستخدام القوة في معالجته اثبت فشله  لابل ان نتائجه وخيمة .فلماذا لانكون متحضرين ونقبل الحوار والنقد بروح رياضية كي يتعرف كل منا على اخطائه ويتعلم منها ؟ ولماذا لاتكون سياسة الحوار مع الاخر هي الصفة الغالبة ؟ . الا يكفي ماعاناه بلدنا من الطائفية المقيتة والدكتاتورية  ؟ لقد كان ابائنا واجدادنا دائما مثالا للتعايش والالفة  مع مختلف الطوائف  لماذا لانكون نحن اول من يفتح الباب لنبذ الخلافات وتحقيق المصالحة التي تبني بلدنا وتخرجه من الظلمة الى النور ؟ .لماذا ولماذا .... ولماذا  .. ولكن لا حياة فيمن تنادي .