بات واضحآ كل الوضوح, وأنا ممن كتبوا قبل سنتين تقريبآ في (موقع عينكاوا) حول الأنتفاضة في سوريا, وطلبت من المنظمة الأثورية في سوريا أن ْلا تدعم الإنتفاضة لأن البديل لنظام الأسد هو (النظام الإسلامي المتطرف ) لاغيره, وهذا من البديهي لا جدال فيه, إنه ضد مصالح المسيحيين قاطبة وبشكل عام.
هنا لا يملك المراقب لهذه الأحداث إلا أن يقف أمام مسألة تلفت الإنتباه,وهي كيف يمكن للأساقفة الأجلاء أن تقلهم سيارة واحدة من دون قوة مسلحة لحمايتهم وبدون تنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة "أي الفصائل المسلحة المسيطرة على ساحة القتال ",وأن المنطقة التي ذهبوا اليها تعتبر من المناطق الساخنة والملتهبة والتي يتجنبها المدنيون العزل,لقد ساورني بعض الشك بأنهم إرتكبوا خطأ فادحآ مميتآ قدُ يؤدي بحياتهم لا سامح الله, لأن الذين قتلوا رئيس أساقفة الموصل المطران فرج رحو هم نفسهم إنتقلوا الى سوريا للقيام بمهام ملقاة على عاتقهم , وغدآ يذهبون الى بلد آخر لتنفيذ نفس المهام وهكذا, إنهم مأمورون من قبل مرجعياتهم الدينية والسياسية. ولكن مما هو جدير بالعناية وعلى قدر كبير من الأهمية بالنسبة لما نحن بصدده الآن أن نطالب دولة قطر - والسعودية الراعية والداعمة لبعض المنظمات الإرهابية في سوريا, ومنها (جبهة النصرة) أن يتدخلوا للإفراج عن المطارنة الأبرياء, وعلى المجتمع الدولي أن يجد حلآ لقضية المسيحيين في سوريا لأن الأوضاع ستتفاقم يومآ بعد آخر ضد المسيحيين قدُ تؤدي بهم الى الأبادة الجماعية ,وكما يبدو أن مستقبل المسيحيين في سوريا سوف لن يكون أفضل من وضع المسيحيين في العراق الذين لم يبقى منهم سوى 20% بسبب موجات الهجرة المنظمة من قبل الدول الغربية,وإننا جميعآ ضحايا التطرف الأسلامي المتشدد بسبب السياسات الدولية والآقليمية في المنطقة, وهذا ليس بخافّ على أحد ولا يحتاج الى برهان أو دليل.إن وزيرة الخارجية الأمريكية (كوندليزا رايس ) قالتها قبل عشر سنوات بأن الفوضى الخلاقة ستعم المنطقة ويسود فيها منطق القوة وأكبر الخاسرين هم من الآقليات المسيحية .إن التاريخ يعيد نفسه. وأخيرآ إنني أقترح على المسيحيين في سوريا ومن خلال تجربتنا المريرة في العراق. إن أمامهم خياران لا ثالث لهما, إما الهجرة الجماعية وترك البلد والى الآبدُ, وإما حمل السلاح والوقوف في صف واحد بوجه الأعداء أي كان, من الحكومة أو من المتطرفين, للدفاع عن حقوقهم المشروعة ولحماية عوائلهم وممتلكاتهم وشرفهم وكرامتهم وإنني أرجحٌ أن يختاروا الخيار الثاني ويصمدوا في أرض آبائهم وأجدادهم.
العميد: داود برنو
David Barno