متابعة المسلسلات العربية .. خيار العائلة العراقية في زمن العنف

[Sabah Yalda]

متابعة المسلسلات العربية .. خيار العائلة العراقية في زمن العنف[/color][/size][/b]
   
 
بغداد/المدى
لان الاستقرار صار بعيد المنال ولان النور صار حلماً لا يمكن ادراكه ولان النهار يعني المخاطر ولان ليل الشتاء طويل ولان وسائل الاعلام لا تعرض سوى مشاهد القتلى والتفجيرات واعداد الجثث المجهولة الهوية المرمية في شوارع بغداد اخذت العائلة العراقية تبحث عن أي شيء يمكن له ان يبدد وحشتها ويبعدها لبعض الوقت عن واقعها المر فوجدت ضالتها في متابعة المسلسلات العربية التي تذكرها بالحياة الاخرى.. حياة السلام والطمانينة والحب.

ام احمد (ربة بيت) 60 عاماً قالت: سلوتنا الان صارت ان نتابع المسلسلات العربية ففيها ننسى ولو لساعة واقعنا المحزن ونبتعد عن اخبار القتل والتفجيرات التي ستقضي على ارواحنا ونحن احياء في بيتنا يتابع الجميع المسلسل الجميل (حضرة المتهم ابي) الذي يعرض حالات اجتماعية مهمة انه نوع من الهروب المتعمد من احزاننا التي لا تنتهي ونحن ما نزال على قيد الحياة.
ابو سيف (37 عاماً) بغداد قال:- انها فرصة كبيرة من خلالها نشعر بان الحياة مستمرة وان هناك تطلعات لم نزل نريدها الجميع في البيت يتابع مسلسل (حضرة المتهم ابي) واعتقد ان لوجودنا الاجباري في البيت ليلاً دخل في ذلك وتوقفنا للاطلاع على الحياة بشكلها الطبيعي دخل كذلك هذا اضافة الى الابتعاد عن الاخبار التي لا تنقل لنا سوى مناظر القتل والدم والتفجيرات وحالات الاختطاف وغيرها.
عاصي صابر (28 عاماً) بغداد قال:- المسلسلات العربية المعروضة من القنوات الفضائية تناسب العائلة العراقية وتوفر لها جواً نفسياً يبعدها عن المآسي الكبيرة كما انها تلائم الفئات العمرية جميعها اضافة الى انها تلبي ما تبحث عنه العائلة العراقية فليس من المعقول ان نبقى نستمع الى اخبار القتل وحوارات وتصريحات السياسيين التي تأزم نظرتنا الى مستقبلنا.
اذن.. العوائل العراقية وجدت في متابعة المسلسلات العربية التي تعرضها القنوات الفضائية نوعاً من خروجها عن واقعها المتعب وحلاً مناسباً للابتعاد عن ما تجلبه نشرات الاخبار من صور للقتل والتفجيرات وما تأتي به من تصريحات تساهم في إرباكها.
اخلاص منذر (27 عاماً) بغداد قالت:- لقد مللنا تصريحات المسؤولين واخبار القتل المؤلمة ونريد ان ترتاح اذهاننا علينا ان نبتعد عن كل ما يمكن ان يساهم في انهيارنا وهذا ما تفعله نشرات الاخبار فينا انا وزوجي وطفلتي نتابع (بنت بنوت) وننتظره من اجل اتاحة الفرصة لانفسنا كي نشعر بالحياة التي اساء اليها العنف في بغداد كثيراً.
الحاج صبري (65 عاماً) بغداد قال:- الليل طويل ومن اجل وضع حد للحوارات غير المجدية حول مستقبلنا والتي كثيراً ما تساهم في تشاؤمنا نلجأ الى متابعة المسلسلات التلفزيونية التي تعيد الينا بعضاً من توازننا وتعمل على اراحتنا من همومنا الكبيرة انا شخصياً احرص على متابعة المسلسل المصري (حضرة المتهم ابي) والمسلسل المعروف (دعاة على ابواب جهنم)
ام جميل (40 عاماً) بغداد قالت:- نتابع مسلسل (بنت بنوت) ومسلسل (دعاة على ابواب جهنم) بالطبع نحن نحاول ان لا نعود للتفكير كل لحظة بواقعنا المأساوي وكذلك مد انفسنا بشحنات كافية للحياة بعد ان حاصرتنا اخبار القتل والتفجيرات والعنف في الاخبار التي تطل علينا كل لحظة في نشرات الاخبار والتي تكاد ان تنهي حياتنا.
 


http://www.almadapaper.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=10822[/font]