المحرر موضوع: مُنعطف الوقت ..  (زيارة 1446 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مروان ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 189
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مُنعطف الوقت ..
« في: 15:33 25/04/2013 »
      

مُنعطف الوقت ..



   مروان ياسين الدليمي

ساعةَ امسَكًتْ الخاتمة ُغفوتَنا
عَبَرنا بلاداً
أستيقظت منازلها على وشم العتاد .
أنَذَاك
ثقبنا أجراسَ الهواء
مُلطّخاً
بأحذية خلفها غُربَاء .

كفَرنَا برائحة التراب
وكأناّ صدّقنا ثانية ً
بأنّا سنشربُ كؤوسَ المشهد ِ
مُعمَّداً بالغَسقْ ،
وأنّ المقاهي ستحل ُّ بعد قليل  لغزَ عُزلتِا
والحكماء سيقطنون عَنابرَمن تورّط  بالحروبِ
والرهاناتِ  الخاسرةِ  ،
وأننا بعد هذا :
لن  نَتَلفَتَ بِرجولتِنا
ولن نرسم أمطارَنا
وشهوتَنا للبحر
ورائحةَ النساءِ .


رحيلنا ،
على تلك النوافذ . .  حِدادْ
مُشتهانا بلادْ  .

فوق كنيسةِ الساعة -1-
كم أيقظَ نعاس الشمس
رنين الناقوس .
كم أقتربنا من  رجولتنا  
وابتعدنا كثيراًعن طفولتِنا
فأنكسرنا
وانكسرنا
وانكسرنا .
حفاةً نمضي  
يُظَلِلُنا الغبار .

بكامل ِوعيِنا
شطَبنا الياسمينَ
مِن وجوهِنا
تعقَّبْنا أناقة النُّعاس في رطوبةِ أزقَّتِنا  
علّقنا رائحة َالاوتارِعلى حيطان ِتوبتِنا ،
كأنَّ رحيلنا
مُذ خَرَجنا من رعشة ِأُمهاتِنا
يلفّقُ المنافي لنا
أينما أتجهنا  .
 


أودّ الانَ
أن لاأستدلَّ على وجهي
أن اشطُب سَمعي
أن أطفىءَ بَصري .

أنحدِرُ بالوصايا
الى مُنعطفاتِ المراثي  
أطيلُ انتظاري بعيدا ً عنها
إلى أن  يأتي نشيدُ العَدم  .

هل أنا هُناك ؟
أستيقظ ُخارج عُزلتي
أروُّض أعترافات أصابعي
أمدُّها من نافذتي
لعلها في لحظة ٍ
قَدْ  تُمسِكُ غيمة ً هاربة ً
من نينوى - 2 - .

خلفَ أسيجة ٍتتعقبني
أجتازُ إنتظاري ،
أنا الغريبُ هناك
كما هُنا .


السكونُ
والرجلُ الطاعنُ في السِّنِ
وسائقُ التاكسي

والعابرون من المنافي تحت قلعة ِأربيل -3 -
كُلهم
يفتحُ خزائنَ الرّيبة ِ
ليستجوب سحنتي  .


مضى العُمر
وانا لاأتقنُ الا ّ لغَتي
في شوارعَ
تهدّمت أُنوثةُ النهار فيها
وتعثّر الكلام  بتجاعيدها .

اليومَ  ، رزمتُ أختلافي مع المُتمترسينَ عند ظلال الخوف ،
وهم  ينصتون بشغف ٍلمشقَّة البلاد .  

نينوى رتَّبَت شكلَ التراب على وجهي
مَشَت بي الى سماء ٍمُرتبِكة  
فهل من بلادٍ  مثلها  ؟
الشمسُ فيها باتت منازل للطارئين
الساعةُ الانَ لهم
ونحن على طاولة ٍللتجاذب
نحدِّقُ في ساعة ِموتِنا.

مُنعطفُ الوقتِ  
لا أبتداء
ولا انتهاء له .

هل أطعنُ ما أقولْ
أم لا أطعنُ ولا أٌقولْ  ؟ .

ماعدتُّ  أٌبصرُ
أيَّ طريق ٍ يقودني للظلمة    
كأناّ تقوَّسْناعلى الأسى
وأفرَغْنَا بريدَ نا على وجه ِالعَتَبات .

هَرَبْنا
ثم أحرَقْنا أسماءَنا خَلفَنا
ومَحَونا ألطريقَ
فهل أخطأنا لمّا شَطَبْنا أخطاءَنا ؟
وإن كنّا لمْ  نَزَلْ
نَقطنُ ما شَطبْنا .

                                                  

         13/ 3/2013
الهوامش
1-من أقدم الكنائس في الموصل
      2-التسميه التأريخيه (الاشورية) لمدينة الموصل
 3-قلعة تاريخية في مدينة اربيل لازالت شاخصة حتى الان




غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/
رد: مُنعطف الوقت ..
« رد #1 في: 10:51 02/05/2013 »

لهذا النص فلسفة خاصة

إمتدادٌ لصمت الفقراء على طاولات الكلام الطازج

إنعكاس لفضاء الروح في فلك المستحيل

توبة لاحلام لم تذق دفأ الوسادة

 الاخ العزيز مروان

تحياتي الخالصة لك ... دام ابداعك




غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مُنعطف الوقت ..
« رد #2 في: 06:26 05/05/2013 »
الاستاذ مروان
تحية عراقية خالصة

يبدو ان نينوى ستبقى نجمتنا  الاصيلة  التي  ستشد اليها اجيال. العراق القادمة
احسنتم




غير متصل ايفان عادل

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: مُنعطف الوقت ..
« رد #3 في: 16:44 05/05/2013 »
ليس هروباً
إنّما هي الشهوة في
استبدال غربةِ "هناك"
بغربةِ "هنا"
.....
كي نكون سفراءً
نصف في نزيف قصائدنا 
قبح الآلام في "هناك"
لقبح رجاء الشفاء في "هنا"
.....
نرسم بدموع المساء
صورة الغروب في "هناك"
كي تمسحها
حقيقة الصباح المنتظر في "هنا"
.....
أن نتمنى موت الحواس
هو أبشع وأقسى ما يمكن أن يكون في حياتنا
مؤلمٌ جدّاً هذا الأمر
لكنّه برأيي "نعمة"
فالقليلون الآن من يملكون هذه النعمة
سواء "هنا" أو "هناك"
.....
.....
.....

الأستاذ القدير
مروان ياسين

تحياتي وخالص تقديري


ايفان عادل