شجاعتنا نستمدها من مسيحيتنا --فهل نحمي شعبنا بمسيحيتنا ؟
اخيقر يوخنا ان المسيح له المجد استطاع بشجاعته وحكمته وصبره ان يحدد ويعين ويشخص وصايا الرب الواجب اتباعها او تطبيقها والامتثال لها لاقامة وادامة. اسس وركائز المحبة الانسانية التي نادى ودعى اليها من اجل التمتع والحصول على اصول العدالة والقيم الصحيحة التي يستطيع البشر في حال تبنيها والسير بموجبها واطاعتها واعتناقها ان يعيش بامن وسلام وطمانينة .
وبخلاف ذلك فان الحياة ستكون مرهقة متعبة مخيفة لا تطاق
وقد سبق المسيح الكثير من الحكماء والانبياء والمصلحين الاجتماعيين في العديد من دول العالم وفي مجتمعات شتى حيث ظهر حمورابي في وطننا قبل الميلاد وظهر احيقار الحكيم من شعبنا ايضا اضافة الى زرادشت في ايران وكونفوشيوس في الصين اضافة الى فلاسفة اليونان والرومان وغيرهم
الا ان كل ما اتى به هؤلاء العضماء لم يصل الى ما قام به المسيح في عمره القصير على الارض.
حيث استطاع بتعاليمة السامية ان يتسبب في سقوط الامبراطورية الرومانية .
ومن دون ان يلجا الى القوة البدنية عدا قوة الكلمة التي نادى بها واعتنقها تلاميذة وبشروا بها في العالم انذاك .وقد بشر المسيح بتعاليمه بلغة شفافة بسيطة مفهومة لدى الشعب ومن دون الحاجة الى شرح او تفسير الاخرين فما يفهمه العالم من كلمة الرب يفهمة الفلاح الامي
وذلك يشكل اعجازا بحد ذاته في نقل الفكرة بوضوح وصفاء الى المستمع .
وعند قرائتنا لكلمات الرب نجد ان لكل منها معنى خاص بحدث او موقف او حالة خاصة
وسوف ناخذ امثلة من اقوال المسيح وبما يتفق مع ما نرمي اليه
حيث على سبيل المثال نجد ان المسيح استخدم السوط لطرد الباعة من الهيكل قائلا بيت ابي بيت صلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص متى 12-13
ومن هذا الموقف نستطيع ان نقول ان الرب يدعو الى استعمال القوة الى طرد ما يسئ او يضر او لا ينسجم مع قدسية المكان المخصص للصلاة
وبالنسبة الى موقف كنائسنا فيجب ان يتحلى اباء الكنيسة والمؤمنيين بالشجاعة لطرد كل ما يمس كنائسنا بسؤ
اما عن قول المسيح
من ضربك على خدك الايمن فحول له الاخر - متى 39-5
فان ذ لك قمة التسامح والتي قد تكون فوق قابلية الانسان على تحملها او قبولها او العمل بها
ويا ترى هل بمقدور انسان ان يجسد هذ القول في حال حصول اعتداء عليه ؟
وقد يعتقد البعض ان ذلك القول هو دعوة للجبن والخنوع في حال تطبيقة لواقع شعبنا
وقد يكون ذلك احد الاسباب التي ربما ساهمت في قهر ارادة شعبنا في مقاومة المحتلين
واذكر عل سبيل المثال قول المؤرخ المرحوم هرمز ابونا - بان الاشوريين تركوا مجد الارض واصبحوا يبتغون مجد السماء بعد دخولهم المسيحية
ولكن في نفس الوقت هناك قول للمسيح - ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شئ فقالوا لا فقال لهم لكن من له كيس فالياخذوه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه ويشترى سيفا
فالمفهوم الذي افهمه شخصيا من هذا القول بان الانسان المسيحي بعد صعود المسيح عليه ان يدافع عن ايمانه ونفسه وان لا يستسلم للاعداء
لان العالم شرير ويجب مقاومة الشر بما يلزم لايقافه
كما ان الرب يقول - لا تظنوا اني جئت لاحمل السلام ال العالم ما جئت لاحمل سلاما بل سيفا
وحسب اعتقادى الشخصي فان ما تعنيه هذة الكلمة هو اثبات ان تعاليم المسيح تحفز الجميع على الثورة على كل قيم الفساد او التخلف واستبدالها باخرى جديدة مفعمة بالمحبة حيث ان
العالم يحمل اشرارا ولا سبيل لمقاومة الاشرار الا بما يعادل تلك القوة
وخلاصة كلمتي القصيرة هذة اعتقد ان التحلى بالشجاعة التي اتت بها المسيحية لو التزمت بها وطبيقتها وبشرت ودعت وتبنتها كنائسنا منذ اعتناق شعبنا للمسيحية ربما كانت احوال شعبنا افضل مما هي عليه الان .
ولسنا هنا في صدد القاء اللوم على كنائسنا القديمة لاننا نعرف حجم المعاناة اللاانسانية التي كانت تطحن شعبنا في كل القرون منذ العهد الصفونيين والعرب والتتر والاتراك
ومن الحكمة القول ان الوقت المعاصر لا يسمح لنا باستخدام او الدعوة الى استخدام القوة والتي لا نملكها اصلا وخاصة بعد سقوط النظام حيث نزيف الهجرة
كما ان سلاح اليوم هو الفعل السياسي والروحي والاجتماعي والثقافي وكل عمل يمس حياة الانسان في المجتمع ووفق قوانيين البلد وقيمه وتطلعاته الانسانية
وحاليا لم يبقى امام شعبنا الا اثبات وجوده الوطني والانساني بكل الوسائل السلمية والقانونية والمبنية على المحبة الوطنية .من خلال القنوات السياسية برموزنا السياسية وان تبقى كنائسنا اماكن عبادة وبعيدة عن عالم السياسة .فالسياسي يجب ان يبذل جهده في حقل السياسة ورجل الدين يبذل جهده في حقل الايمان المسيحي
وللمسيح له المجد حكمة تصلح لكل زمان ومكان بل سبقت عصرها. في تحديد مسؤولية رجل الدين ورجل السياسية. والتي تقول اعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله
ونامل ان تفلح تلك الوسائل الانسانية في الحفاظ على ما تبقى من شعبنا في الوطن وبنشر رسالة السلام