حذار من التقارب الكنسي على حساب الوحدة القومية الآشورية
كم أثلجت قلوبنا أخبار زيارة بطريرك الكنيسة الكلدانية يرافقه كافة مطارنة الكنيسة الكلدانية الذين وقعوا على الرسالة المشؤومة إلى بول بريمر طالبين فبها إضافة "القومية الكاثوليكية" (الكلدانية) في الدستور البدوي البغدادي عام 2003، إلى كنيسة الربان هرمز لكنيسة المشرق الآشورية في سيدني .. ولكن
إستمعنا إلى كلمة الترحيب من نيافة مار ميليس زيا مطران الكنيسة الشرقية الآشورية (وليس "مطران الآشوريين")، وبعدها إلى كلمة غبطة البطريرك مار لويس ساكو على الكلدان، وتلقينا الرسالة التي كنا نتوقــّــعها والتي يغفلها الكثيرون من أبناء الأمة الآشورية المتعطــّـشين إلى لقاء محبة بين رجال ديننا، ولكن كما توقــّــعنا، جاء اللقاء كسابقيه، "تقارب كنسي وتقسيم قومي".
قد لا يعرف الكثيرون معنى"الآشورية" على حقيقتها، ولكن نيافة مار ميليس يعرفها جيدا، وإن لم يكن يعرفها فالمصيبة أكبر ... ففي كلمته الترحيبية استعمل مرارا عبارة "عيتا دآتورايي" ، وهذا ما يستعمله في كافة لقاءاته وتصريحاته علما أن إسم كنيسته ليس كذلك، وبذلك يحجــّـم الهوية القومية الآشورية (سواء عن قصد أو غير قصد) في كنيسة يترأسها بطريرك "واقعي"يسعى إلى ملكوت السموات - كما هو معلوم - بينما "القومية" أرضيــّـة، وقد تجلــّـى الخطاب التقسيمي لنيافته أكثر وأكثر في قوله "الآشوريين والكلدان شعب بين نهريني واحد" ... كلها كلمات جديدة ضعيفة تاريخيا واستسلامية قوميا، علما أنه ليس من الضروري أن تعلن الكنيسة الشرقية الآشورية الحربَ على العراق الكردو-إسلامي، ولكن ليس من الضروري أيضا أن تتدخل في الشأن القومي وهذا ما اعتادت على "التصريح به". نعم إن تقزيم الهوية الآشورية في كنيسة محددة هو تدخل في ما لا يعنيها، وإلا فلتسمح الكنيسة بتدخـّـل العلمانيين في تفسير اللاهوت والناسوت حول السيد المسيح والإنطلاق بنظريات جديدة، وما أكثرها.
أما كلمة غبطة مار لويس ساكو فهي أيضا لم تخلو من الدعوة إلى التقارب الكنيسي وهذه أمنية كلّ منا، ولكنه استعمل نفس الخطاب وهو يعلم جيدا ما يقول واللبيب من إشارة يفهم .
إن أقلّ ما نتمناه من رؤساء الكنائس الآشورية (الشرقية والأورثوذوكسية والكاثوليكية) هو أن يتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وإن لم يكن هناك اليوم قيصرٌ آشوري يوقفهم عند حدّهم فهذا لا يعني بأن يتصرّفوا ويتكلموا على هواهم ..
تحية إلى كافة رجال الدين من كافة الطوائف الآشورية، ونتمنى أن يستعملوا كل عبارة في مكانها وعندها ستتحقق الوحدة القومية والتقارب الكنسي وإلا قضينا حياتنا في الخطابات الفارغة.
للإستماع إلى اللقاء الجميل بظاهره الكنسي والقبيح بجوهره القومي، الرجاء النقر على الرابط أدناه
http://www.ankawa.org/vshare/view/3878/hh-mar-louis-raphael-i-sako/آشور كيواركيس - بيروت