المحرر موضوع: "عرق بعشيقة" يقاوم الانقراض بالبحث عن منقذ يرد "الضربة القاضية" للمستورد  (زيارة 2274 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31489
    • مشاهدة الملف الشخصي
"عرق بعشيقة" يقاوم الانقراض بالبحث عن منقذ يرد "الضربة القاضية" للمستورد

عنكاواكوم/ شفق نيوز




شفق نيوز/ كان "عرق بعشيقة" احد أشهر أنواع الخمور في العراق قبل عقدين من الزمان عندما كانت البلاد تحت وطأة الحصار المفروض عليها دوليا مما زاد من الاقبال على المنتج المحلي.

وهذا النوع من الخمور كان يصنع في الغالب منزليا في بلدة بعشيقة بمحافظة نينوى، وكان يلقى رواجا واسعا في أرجاء العراق لجودته.

لكن انحسرت هذه الصناعة على نطاق واسع بعد فتح الحدود العراقية أمام المنتجات الأجنبية التي غزت أسواق البلاد وسببت انتكاسة للصناعات المحلية نتيجة عدم قدرة الأخيرة على منافستها لرخص أسعارها.

ويحاول مواطن من سكنة بلدة بحزاني ضمن ناحية بعشيقة الى بث الروح في "عرق بعشيقة" بعد أن أوشك على الانقراض تماما.

وتحدث عن مشروعه لـ"شفق نيوز" شريطة عدم ذكره خوفا من استهدافه من قبل مسلحين متشددين بالقول إن "جميع انواع العرق الموجودة في الاسواق هي مستوردة من تركيا ولبنان واليونان بشكل خاص وإن العرق العراقي شبه مختف، وخاصة العرق المعروف باسم عرق بعشيقة بالنسبة للمستهلكين في وسط وجنوب البلاد".

ويعتقد أن "الكثير من التجار الطارئين على هذه المهنة اساءوا لعرق بعشيقة بسبب الغش الفاضح"، مبينا انه "بصدد البدء بانتاج عرق بعشيقة حسب المواصفات الاصلية وبالطرق التقليدية التي تميّز هذا المشروب الشهير".

ومر العراق بحروب على مدى العقود الاخيرة ترك آثارا سلبية في مختلف قطاعات الدولة من ضمنها الصناعات المحلية والتي كانت في الغالب مملوكة للدولة بينما كان المواطنون يمتهنون الصناعات الخفيفة.

وكانت قلة المعدات تشكل أهم المعضلات في طريق استمرار تلك الصناعات في سنوات الحصار الممتدة من مطلع تسعينيات القرن الماضي ولغاية 2003.

لكن معظم ما تبقى منها توقفت عن العمل بعد فتح الأسواق أمام السلع الأجنبية التي وقفت المنتجات العراقية البسيطة لمجاراتها في الأسعار.

ويشير المواطن الايزيدي الى انه "كان هناك اكثر من 500 معمل منزلي لانتاج العرق البعشيقي حتى عام 2003. هناك الان معمل واحد، فضلا عن انني سأبدأ بالانتاج ليصبح لدينا معملان فقط لانتاج هذا العرق".

ويلفت إلى أن "العرق المستورد والرخيص الثمن سدد ضربة قاضية للمنتج المحلي، حيث كان يتم استهلاك نحو 1000 طن من التمور شهريا لانتاج العرق المنزلي، بينما اليوم لا يتم استهلاك سوى بضعة اطنان لا تذكر في الشهر الواحد".

وتدخل في صناعة العرق البعشيقي التمور وبذور الحبة الحلوة (رزنايج) والمياه العذبة، فضلا عن بعض النكهات الطبيعية كالتفاح.

ويتم تخمير التمور ببراميل بلاستيكية لمدة اسبوعين في الشتاء، وأسبوع واحد في الصيف حتى يتم تهيئته للتقطير، وتوضع التمور بعد اختمارها في قدر نحاسي ضخم وتغطى بغطاء محكم بلبخة من الطين المعجون مع التبن لمنع تسرب الكحول.

ويسخن بعد ذلك القدر بدرجة حرارة عالية نسبيا، حيث تتبخر التمور وتمر خلال إنبوب نحاسي (2 انج) يخرج من القدر ويمر عبر حوض يبلغ ثلاثة أمتار مملوء بالماء لغرض تبريد الغازات الكحولية الحارة فتتكثف وتتحول الى قطرات من العرق البعشيقي الخام.



وبعد الانتهاء من عملية التقطير الاولى، يعاد العرق الخام إلى القدر مع بضعة غرامات من الماء ومادة الحبة الحلوة (ما يعرف محليا باسم رزنايج) التي تعطي البياض الحليبي للعرق عند إضافة الماء له، لتتم عملية التقطير الثانية وإنتاج العرق البعشيقي.

وينتج الطن الواحد من التمر 450 لترا من العرق النقي، ويستهلك 80 كغم من الحبة الحلوة، و 20 كغم من التفاح، بالإضافة الى مئات اللترات من المياه العذبة وبعض المطيبات.

ويشير المواطن الى ان "المشكلة الرئيسية في اعادة انتاج عرق بعشيقة هي في توفير الوقود (النفط الابيض) بسعر ملائم كي يكون هناك ربح هامشي معقول، فضلا عن الحصول على انواع جيدة من التمور المحلية، وبذور الحبة الحلوة، باسعار مقبولة لمنافسة المنتوج المستورد".

وينوه الى ان "غالبية انواع العرق المستوردة والموجودة في الاسواق المحلية الان هي من الكحول مع مادة اليانسون، بينما العرق البعشيقي يتم استخلاصه بعد تخمير التمر وتقطيره لمرتين متتاليتين بدرجات حرارة عالية جدا".

واشتهر العرق المنتج بناحية بعشيقة الواقعة على بعد 17 كلم شمال شرق الموصل مركز محافظة نينوى باسم "عرق بعشيقة" في تسعينيات القرن المنصرم، بسبب رخص سعره وطعمه المميز عن باقي المشروبات الكحولية.


غير متصل steven_siv

  • مبدع قسم الهجرة
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 5044
  • الجنس: ذكر
  • لايهمني الحقراء من الناس لاني اخدم الشرفاء منهم
    • مشاهدة الملف الشخصي
' LEONA
متى سيموت الجلاد لكي اعود لبلدي