الأخ أيوب بطرس
لا أعلم لماذا هذا التشديد على ما تسميه "خطة آغا بطرس وملك خوشابا" وكأنها نابليونية ...
عزيزي كتابة التاريخ مسؤولية وأنا هنا لا أحاضر عليك كيف تكتب، ولكن على الأقل لنعرف القصة من جذورها وماهية أسبابها قبل أن نستعملها كمبرر فيما هي في الحقيقة تؤكد ما نحاول نفيه، وليكن بعلمك أنني في ردودي لا أحاول نكران تعاون عائلة المار شمعون مع الإنكليز كما أنني لا أحاول تخوين أو التصغير بالقادة الآشوريين أمثال آغا بطرس أو ملك خوشابا، ولكن آنذاك، كانت بريطانيا تتحكم بنصف الكرة الأرضية ومن الطبيعي أن يتعامل معها قادة شعب ضعيف محاط بالمجتمعات الهمجية المتخلفة.
لعلمك وعلم السيد بولص، إن محاولة آغا بطرس والملك خوشابا للعودة إلى جبال آشور (قبل ولادة العراق في مختبرات لندن) كانت عن حسن نيتهم وغيرتهم على مستقبل بني قومهم، ولكنها كانت أنجح خطة إنكليزية يترأسها آغا بطرس إلى جانب ثلاثة ضباط إنكليز (أنظر كتاب : "سنتان في كرد---" للكابتن روبرات هاي، صفحة 6) وإذا كنت ستقول لي بأن هذا الضابط الذي كان أحد قادة "حملة" آغا بطرس وملك خوشابا، مشكوك بأمره أيضا كما ماتييف فعندها سأستسلم أمامك لأنني لن أستطيع أن أجادلك أكثر.
أما بخصوص وعود الإنكليز فقد بقوا على قذارتهم في "خداع" القيادة الآشورية سواء عائلة المار شمعون أو المعارضين له، المهم أن الشعب الآشوري قد تمّ الغدر به، وهذه إحدى خطابات الإنكليز في مؤتمر مؤتمر القسطنطيطينية (بين تركيا وبريطانيا) 24/05/1924 :
قام المفوّض السامي البريطاني في العراق السير هنري كونواي دوبس، بتقديم ورقة مطالب الآشوريين (مطالب مار شمعون) بعنوان : "مطالب إسكان الآشوريين في العراق". وردّ فتحي بك ممثل تركيا بأن الآشوريين يستطيعون العيش في الموصل التابعة لتركيا وجاء الردّ البريطاني على لسان بيرسي زاخاريا كوكس (يهودي بريطاني) بأن
الآشوريين بحاجة إلى الحماية من العداء التركي ويجب فصل الموصل عن تركيا من أجل ذلك.
واستمرّت بريطانيا باللعب على ورقة الموصل بعد أن تممت خطتها يقيادة آغا بطرس والملك خوشابا عام 1920 (التي تكررونها 100 مرة) حتى نجحت بضم الموصل إلى ما يسمّى اليوم "عراق" وذلك وفقا لإتفاقية بروكسل عام 1925، أي أنه لولا مطالب الآشوريين لكان اليوم عروبيي الموصل الذين يتظاهرون بالوطنية، أتراكا وبمواقفتهم آنذاك.
أما بعد أن اتضحت نوايا الإنكليز للمار شمعون وأصبحت الموصل بعربها وتركمانها أمرا واقعا إلى جانب الآشوريين (بكل طوائفهم) فقد بدأ المار شمعون بالمطالبة بإسكان الآشوريين في وحدة متجانسة، وهذه رسالة "لجنة الإنتدابات الدائمة في عصبة الأمم" – رقم 4/1932، تاريخ: 14/11/1932
بعد مراجعة مطالب الشعب الآشوري في العراق، والموجهة إلى عصبة الأمم في الجلسة /21/، إن لجنة الإنتدابات الدائمة توجّه أنظار الهيئة الإستشارية للإعتناء الخاص بلأهمية في تقديم الفرص الملائمة للآشوريين للإستيطان في تجمع متجانس بما يحقق لهم حاجاتهم الإقتصادية ويخدم مصلحة الآشوريين والعراق في آن. ومن خلال دراسة المطالب الهائلة الموجهة مسبقا من كافة فئات الشعب الآشوري بالنيابة عن آشوريي العراق فإنها تترك انطباعا لا يقبل الجدل بأن الآشوريين في العراق غير راضين على مستقبلهم لذلك يجب توبيخ السلطة العراقية وسلطة الإنتداب حيال الأسلوب الذي يتم التعامل به مع الآشوريين الذين تم توزيعهم على المناطق الموبوءة أو شتتوا كمجموعات صغيرة بين العرب بهدف تشتيت هذه الأمة وإذابتها. وكنتيجة لإتفاقية معقودة بين الدول المعنية فقط، فإن تعديل الحدود الشمالية للعراق والمحددة في مؤتمر بروكسل عام 1925 وفي معاهدة أنقرة عام 1926، بات أمر ممكن جدا من أجل الحفاظ على أرض تجمع الآشوريين في وحدة متجانسة.جاءت الردود على هذا التقرير من كافة دول العالم بالتأييد المطلق، لاحظ أن تاريخه قبل إبادة 1933 بأقل من سنة وهو من الأسباب الرئيسية لتلك الإبادة التي كانت السبيل الوحيد لبريطانيا للتخلص من هذه التوصيات بعد تهجير العشائر الآشورية المقاتلة إلى سوريا والإبقاء على الزعماء الموالين للحكومة العراقية أمثال ملك خوشابا وغيره، الذين تم تهجير معظم أحفادهم اليوم من العراق بسبب "الخطة الذكية" التي تدافع عنها ومن بقي منهم في العراق لا يجرؤ على الكتابة عن احتلال أرضه من قبل الأكراد ومصادرة الإحتلال الكردي لقرى عشيرته التي يعتبر نفسه ملكا عليها.
أكرر وأقول، لنا الفخر بكافة قياداتنا التي تعاملت مع الوضع آنذاك كما يجب، ولا يحق لأحد تخويننا بتعاملنا مع صانعي الشرق الأوسط. ونحن اليوم بعد 90 سنة لا يحقّ لنا تخوين فلانا من قادتنا لأننا حتى الآن لا نعرف الإجابة عن سؤال بسيط :
ماذا كنا لنفعل لو كنا قادة الأمة الآشورية آنذاك ؟ هذا كتاب الكابتن هاي، أرجو أن تقتنيه لتستفيد منه :
http://www.amazon.com/Rupert-Years-Kurdistan-Middle-Classics/dp/0739125648آشور كيواركيس - بيروت