المحرر موضوع: مواطنتنا سارة ليا ويتسن  (زيارة 567 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مواطنتنا سارة ليا ويتسن
« في: 15:16 19/05/2013 »
شناشيل
مواطنتنا سارة ليا ويتسن
عدنان حسين

تستحق السيدة سارة ليا ويتسن (Sarah Leah Whitson) من حكومتنا أن تمنحها الجنسية العراقية، فخرياً بالطبع، ففي مرات عدة برهنت على أن لديها غيرة على العراق ومصير شعبه أكثر من عراقيين غير قليلين، بمن فيهم بعض من أنيطت بهم مسؤوليات كبيرة في الدولة بسلطاتها وهيئاتها المختلفة.
والسيدة ويتسن، لمن لا يعرفها، هي المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان. وهي خبيرة في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ولدت فيها وعاشت وعملت بعضاً من سني عمرها. أجرت تحقيقات مهمة عن أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا والسعودية واليمن وسواها، وقامت بالعديد من الزيارات الى دول المنطقة لمناصرة حقوق الإنسان، وأشرفت على أكثر من 20 بعثة بحثية وحررت وراجعت التقارير الصادرة نتيجة لهذه البعثات والتي نشر بعضها في امهات الصحف والمجلات الاميركية الرصينة. وقبل عملها في "هيومن رايتس ووتش" نظمت عدة بعثات متعلقة بحقوق الإنسان في المنطقة، منها بعثات لبحث أثر الحرب والعقوبات على العراقيين، والانتخابات في اقليم كردستان العراق، وقضايا حقوق الإنسان في جنوب لبنان. وهي كانت من قبل محامية معروفة في نيويورك. تخرجت في جامعة بيركلي في كاليفورنيا وكلية هارفارد للقانون.
حال تولّيها مهمتها الجديدة في المنظمة العالمية المرموقة، وجدت السيدة ويتسن نفسها في بوز المدفع في مواجهة القوات الأميركية في العراق والحكومة العراقية. رصدت انتهاكات قوات بلادها لحقوق الإنسان وتواطؤها مع حكومة بغداد في هذا المجال ونددت بتلك الانتهاكات، ولم تسكت أيضاً على النزعة التسلطية المتنامية لنوري المالكي في عهد حكومته الثانية.
باسمها كتبت ويتسن في "نيويورك تايمز" الخميس الماضي مقالاً بعنوان "كيف تصب حكومة بغداد الزيت على نار الطائفية؟" قالت في أول جملة منه إن "الحكومة العراقية قد دفعت بالبلاد الى شفا حرب أهلية جديدة".
وختمت ويتسن المقال بجملة لا تقل عن السابقة واقعية وقوة، قائلة إن "المالكي يحتاج إلى قواعد جديدة للعبة تتضمن تعليمات عن القيادة والإصلاح بما من شأنه توحيد البلاد على أسس احترام حرية كل مواطن، ولا تزيد من تفتيتها".
بالتأكيد أن هذا الكلام لا يعجب السيد المالكي والمحيطين به، لكنهم مخطئون في هذا تماماً، لأنهم ينصرفون عن نظرة موضوعية محايدة للوضع في البلاد ونصيحة ثمينة مُقدمة إليهم مجاناً. يتعين عليهم في الواقع أن يشكروا السيدة ويتسن على هذه الخدمة، بل منحها الجنسية العراقية، لأن في كلامها مصلحة للعراق وشعبه.