المحرر موضوع: بين السائق والوطن. ضمير  (زيارة 558 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش تمرس

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين السائق والوطن. ضمير
« في: 21:14 20/05/2013 »
بين السائق والوطن. ضمير

     حسن جدا أن يكون السائق في إقليم كوردستان على درجة متوسطة من الفهم والدراية. والحالة عكس هذا عندما يكون السائق ثقيل الدم لا يكترث لذوق الركاب الذين أستأجروا سيارته، فهذا الاخير تراه قد وضع شريطا غنائيا غير لائق، أو تراه يتدخل فيما لا يعنيه فتارة ينهال على الراكب الذي جلس إلى جانبه في المقعد الامامي بوابل من الاسئلة منها على سبيل المثال: ما هو دينك؟ هل تدخن؟ هل تحتسي المشروب؟ أين تعمل؟ متزوج أنت؟ لماذا لا يسمح شرعكم بالزواج بإمرأة ثانية؟ هل لديك أولاد؟ والخ... من الاسئلة التي لا تنتهي الا وقد وصلت السيارة بالراكب إلى المكان المقصود، وكله غضب وإشمئزاز مما سمع.
    بينما كنت مع عائلتي مسافرا من اربيل إلى دهوك وقد أستأجرت سيارة تكسي من أحد المكاتب. كان السائق قليل الكلام بل لا يتكلم الا اذا سألته أنا بنفسي. أخذني الفضول لأسأله عن كل هذا الاتزان الذي يحمله فأجابني:
   علينا كسوَّاق أن نكون ممثلين جيدين للاقليم خاصة وأن الاقليم يحتضن العديد من الزوار والسوَّاح من مختلف دول العالم، لذلك على السائق من بيننا أن يحترم الركاب الذين معه متحملا مسؤولية وأمانة توصيلهم إلى المكان المقصود دون أن يجرح مشاعرهم أو يؤذي أذواقهم. فليس حسنا أن يسأل الركاب عن معتقداتهم أو أمورهم الشخصية، ولا يجوز للسائق خاصة الدخول في نقاشات طائقية أو عرقية أو أو.
قلت له؟
   بارك الله بك. من أين لك كل هذا السلوك الطيب؟ بل دعني أعرف مستوى تحصيلك العلمي؟
أجابني مبتسما دون أن تترك أنظاره الطريق:
   لم أحصل على الشهادة الابتدائية! أما من أين لي كل هذا التعامل مع الركاب، فهو متأت من حبي للأقليم.
قلت له:
   الا تفصح لي عن اسمك؟
أجاب؟
   إسمي (سفر).
اسم على مسمى. السائق (سفر) عند حسن ظن الركاب به وهو يسافر بهم بين أربيل ودهوك ذهابا وإيابا.

المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس