انا طائفي ..( للكِشِر)
ماجد عزيزة /سالني أحدهم ( من نفس ديني) انت منين ؟ فأجبته : عراقي ! قال : أعرف ، بس اقصد انت شنو ؟ قلت : عراقي .. مسيحي ! قال : لم تفهم قصدي .. ! قلت : بل أفهمه جيدا : تريدني أن اقول لك أنا عراقي مسيحي كلداني وووووو . ومع هذا فلن يهدأ لك بال لأنك ستستمر في اسئلتك ( العجاف) في قريتي ومحلتي وزقاقي .. حتى الخياط اللي خيط بدلة العرس لجدي ! تبا للطائفية وما حملته رياحها نحو البعض ..
قبل ايام نعت ّ بعض الناس بهذا المصطلح ( طائفية) فقامت الدنيا ولم تقعد ! وكنت قصدت بها اثارة حفيظتهم ، حيث كنت ابحث عن معلومة .. وفعلا وجدتها ووصلت لي بسلاسة ، وأعتقد بأن استعمال هذا المصطلح المقيت يعطي ثمارا ايجابية لأول مرة منذ اختراعه ( لا اعرف متى استعمل لأول مرة ) !!
العديد من الأصدقاء ، أو الناس يبدأون بالسؤال حين يتعرفون علي أو على غيري ..انت منين ؟ ما دينك ، ما مذهبك ، من نبيك ؟ إلى آخره من الأسئلة التي لا طعم لها ، ولا تؤدي إلا إلى الفرقة والانقسام . لا اعتقد أن هناك دين من الأديان سواء أكان سماويا او غير ذلك ليس له بشر يؤمنون بما جاء فيه من تعاليم ، فلا دين بدون ناس أو بشر ، والا لكان اشبه بنادي او جمعية لا ينتمي لها احد !
لمن يريد أن يعرف دواخلي الشخصية .. انا انسان أولا وأخيرا ، أريد أن أعيش بسلام مع عائلتي وأهلي وأقاربي وأصدقائي ، ابحث عن الحقيقة في كل شيء وهو ما يوقعني في مشاكل يبتعد عنها 98% من سكان الكرة الأرضية ورواد الفضاء ، لا أمشي أبدا ( بصف الحائط) بل تحت نور الشمس الساطعة ، واضح ومكشوف ، لا اعتدي على أي حيوان يعيش فوق كوكبنا ، لكني أؤشر على معظم الحيوانات الآدمية التي صنفها العلماء في خانة ( الثعلبيات مثل ابن آوى والذئاب والثعالب .. وكذلك الأفاعي السامة وأبو بريص ) ، انا انسان حر مذ عبرت حدود بلدي العراق يوم 22 حزيران عام 1999 وكنت قبلها أسير التسلط والتعسف ومزاجيات من بدأ بخراب بلدي العراق ، هذا الخراب الذي نشهد اشتعال أواره هذه الأيام مع الأسف .
عشت عراقيا في زمن الملك فيصل رحمه الله ، والزعيم رحمه الله ، والعارفَين رحمهما الله ، والبكر رحمه الله ، والقائد الذي فُرض على حكم بلدي العراق ، فكنت اصفق له ( مع الملايين الأخرى) لكني كنت رافضا له في دواخلي ( مع ملايين آخرين) ولكن بطريقة هامسة و( سنطة بسنطة) ! واصبحت كنديا من اصول عراقية أعيش لخير كندا الحلوة الجميلة الشفافة ... ومن اجل بلدي الأم العراق لكي يكون حلوا جميلا شفافا ... بالمشمش !
احب كل البشر حتى من أزعجني يوما ، وأتسامح ان وجدت فرصة للتسامح ، واحب ايضا الفاصوليا البيضاء وتشريب الباميا .. وزلاطة الخس و( فوكاهة شوية زيت زيتون) ، واكره كل حاكم متسلط يلتصق بالكرسي ، وكل من يظهر نفسه بسبب او بدون سبب ، وأكره الأحذية الضيقة ، ورائحة الجوارب .. كما اكره جدا ماكنة قص الثيّل ..كما لا احب ( اللوكية) والمنافقين لأني أشبههم بالعواهر اللواتي يمارسن عملهن ومهنتهن بدون ملابس ( عكس البشر ) ، واضحك كثيرا ممن يدعون الوطنية ويجاهرون بتاريخهم ( الشيوعي ) وهم لا ناقة بهذا الفكر العظيم ولا جمل .. أبكي لمجرد سماع أغنية تحكي عن بغداد ، أو رؤية طفل جائع ، أو أم تبكي فقدان ولدها .. أحلم كثيرا بان أربح جائزة الـ( 649)، ولا أحلم بحوريات الجنة أبدا لأني أعتقد بأن هذا ( الكلاو ما يعبر عليّ) .
أقول، أنا طائفي جدا في عراقيتي ، فلو ضربني أحدهم (راشدي محمودي ) أو جلاق ( ترس) يمكن أسكت ، لكن لو مس أحدهم اسم عراقية ( ساشعل سلفة سلفاه) وأولهم هذا العريفي الحقير الذي دعا العراقيات لممارسة جهاد المناكحة ( ابن النعال) . ختاما ..احب حفيديّ حد العبادة ( ليش .. ما أعرف) ، وأكره ( الل... ابو الخيط ) لأنه لا يستر ولا يدفي .. والسلام عليكم .