رد على ماكتبه فادي ايار حول انهيار تجمع التنظيمات (ك س ا ) :
السيد ايار المحترم :
حتى الامس القريب كان كل من المرشحين لانتخابات مجلس محافظة نينوى انور هداية وداؤد بابا بحسب وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ينسبان الى تجمع التنظيمات (ك س ا ) ولكن فجأة اصبح انور هداية مرشحاً للمجلس الشعبي وداؤد بابا مرشحاً عن الحركة الديمقراطية الاشورية ولكي لا تظن ان هذا الكلام هو من اختراعي انا او غيري او محاولة لنشر الفرقة او بث اشاعة كاذبة من قبل جهة ما كما يبدو لك و لامثالك . ارجو منك ومن الاخوة القراء الاعزاء ان نكون واقعيين ونستخدم ما وهبنا الله من العقل لنفكر فيه ومن البصر ما نبصر به ومن البصيرة التي تنير قلوبنا ونحلل مجريات الامور بحسب الواقع الملموس وندرس سلوك الاحزاب المعنية المكونة لهذا التجمع ونستنج الحقائق من اعترافات وتصريحات المرشحين ومسؤلي الاحزاب ونترك الحكم للقاريء الكريم :
اخي القاريء الكريم جميعنا نعلم ان القائمة تتالف من مجموعة احزاب او تنظيمات سياسية ويتم اختيار مرشحين لخوض الانتخابات ويتم الاتفاق على طريقة ادارة الحملة الانتخابية وماهية سلوك المرشحين وهذه كلها تعتبر ملزمة لجميع الاطراف ويكون للحملة الانتخابة بمختلف وسائل الاعلام مواصفات يتم الاتفاق عليها وتكون اللجنة المشرفة على الحملة الدعائية مسؤلة عن توجيه المرشحين دون تمييز اي منهما على الاخر قدر المستطاع .
هكذا بدات الحملة الانتخابية للتجمع المذكور والجميع كان يصرح باسم القائمة المذكورة . ولكن سرعان ما تغيرت الامور خلال المرحلة الاخيرة واليك عزيزي القاريء البراهين على ذلك :
اولاً – ان كنت من سكنة سهل نينوى فما عليك الا فتح المذياع على اذاعة اشور الارضية وكل ما تستمع اليه حول الحملة الانتخابية محصور بالمرشح رقم (2) السيد داؤد بابا دون التطرق للمرشح الاخر .
ثانياً – الملصقات الاعلانية المتضمنة صور المرشحين في جميع مدن سهل نينوى غير متساوية لا في العدد ولا في الحجم للمرشحين والتمييز والانحياز للمرشح الاول ظاهر للعيان بشكل ملفت للنظر.
ثالثا – يقوم المرشح الاول بعقد الندوات بغرض الدعاية الانتخابية لشخصه حصرا منتقياً فئات بحد ذاتها دون اخرى بينما المرشح الثاني لايتجرأ لدعوة هذه الفئات لعقد ندوات معها وفي مقدمتها الحراسات .وذلك يتيح للمرشح الاول مساحة دعائية اكبر وفرصة اضافية للفوز .
هذا ماتكشفت عنه المرحلة الاولى من حملة الدعاية الانتخابية .
اما المرحلة الثانية من الحملة الانتخابية التي بدأت قبل ايام والتي اثبتت ان التجمع قد انهار فعلاً فقد بدأت فبل اسبوع واليك البراهين .
اولا : ظهور ملصقات جديدة وباحجام كبيرة للمرشحين الاول والثاني وهي عبارة عن صور دون فيها المرشح الثاني اسم التنظيم الذي ينتمي اليه وكتب (مرشح الحركة الديمقراطية الاشورية ) بينما هو في الحقيقة مرشح قائمة وليس مرشح حزب بذاته . فضلا عن ان الملصق تضمن صورة للسيد يونادم كنا الى جانب صورته باعتبار ان السيد كنا هو رئيس القائمة وهذا يعتبر ذكاء من قبل المرشح يحسد عليه بينما المرشح الذي لن يتمكن ان يضع صورة السيد كنا الى جانب صورته لان ذلك سيكون بمثابة دعاية تعود منافعها بالدرجة الاولى للسيد كنا الذي سيكون قد ربح المشيتين .
ثانيا : يوم اول امس عقد اجتماع رسمي بقيادة المجلس الشعبي يضم المؤسسات المنضوية في المجلس والعجيب في الامر ان حركة تجمع السريان اعتبرت جزء من المجلس واصدر المجلس تصريحا يتضمن تعليمات الى هذه المؤسسات مفادها ان انور هداية ليس مرشحاً لقائمة وانما هو مرشح للمجلس الشعبي وان المجلس يدعمه شخصيا دون التطرق الى الموقف من المرشح الثاني ودون ان يذكر ان تجمع التنظيمات يدعمه بينما المتعارف عليه انه مرشح عن قائمة (ك س ا ) وليس عن المجلس الشعبي وحده حيث ان المجلس يعد جزء من التجمع .
ثالثا : قبل يومين اعلنت الحركة الديمقراطية والتي هي جزء من تجمع التنظيمات السياسية ( ك س ا ) انها ستخوض الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان منفردة وخارج تجمع ( ك س ا ) بينما نعلم جميعا ان الانتظام في اي تجمع تترتب عليه التزامات على جميع الاطراف وتكون القرارات توافقية وان قرار مهم وخطير مثل خوض الانتخابات يعتبر حجر الزاوية في هذه التجمعات السياسية .
عزيزي ايار هذا بعض مما رصدناه lمن مؤشرات وما يظهر للعيان من حقائق وما ادراك ما يحدث خلف الكواليس دعنا لا نغمض اعيننا عن الحقيقة او نغلق اذاننا عن سماعها ان ما يحدث خلف الكواليس يعد استخفافا وتلاعبا بعقول مشاعر ابناء شعبنا .
ويبدو ان قادة التجمع المذكور لم تكن في حساباتهم حيث فوجؤا بظهور عدد كبير من المرشحين من ابناء شعبنا في مختلف المناطق منضوين في القوائم الوطنية وهذا بحد ذاته يعد سببا أربك حسابات المقيمين على تجمع ( ك س ا ) بعد ان كان كل من مرشحي التجمع يعتقد ان الفوز محسوم لصالحه بعد ابعاد عدد من المرشحين .
بعد كل هذا السرد للأحداث فان اي محلل سياسي بسيط سيقول لك ان تجمع التنظيمات (ك س ا ) قد انهار وتوفي بشكل مفاجي ولكن الجنازة مؤجلة حاليا الى حين الانتهاء من انتخابات مجالس المحافظات وان غداً لناظره قريب .