المحرر موضوع: رجب طيب القذافي !  (زيارة 460 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رجب طيب القذافي !
« في: 17:51 20/06/2013 »
شناشيل
رجب طيب القذافي !
عدنان حسين
بكل راحة ضمير ومن دون أدنى تردد، يمكن مقارنة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدكتاتور ليبيا السابق معمر القذافي، فقد ظهر أخيرأ ان ليس ثمة فرق في الجوهر بينهما.. انهما شديدا الشبه ببعضهما البعض الى درجة انهما يستخدمان الالفاظ نفسها في وصف معارضيهم.
قبل أقل من سنتين ( 21 آب 2011 ) بثت محطات الاذاعة والتلفزيون الليبية خطاباً مسجلاً للقذافي وصف فيه الثوار وعموم معارضيه بانهم " وسخين وخونة وجرذان"! اؤلئك "الوسخين والخونة والجرذان" هم أنفسهم الذين توسلهم القذافي بعد اسابيع، يوم قبضوا عليه في جُحر، بان يرأفوا بحاله قائلاً لهم "أنا مثل والدكم".
ومنذ أيام، وبالتحديد في 16 الشهر الجاري، وقف رئيس الوزراء التركي زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي على منصة أمام عشرات الآلاف من أعضاء حزبه ليلقي خطاباً بشأن قضية الاعتصامات والاحتجاجات في ساحة تقسيم وحديقة غازي في اسطنبول وسواهما من الساحات في العاصمة انقرة ومدن البلاد الأخرى. لم يجد اردوغان غضاضة في استعارة أحط الكلمات  من معجم اللغة لينعت المحتجين على سياساته بانهم "رعاع" و"خونة" و"مخربون"! وزاد على ذلك بوصفهم بانهم "زبالة". أردوغان لم يتلفظ بالكلمة الأخيرة، لكنه قالها عملياً بحركة من يده اليمنى، فهو طلب في خطابه من المعتصمين في تقسيم وغازي أن يتركوهما وينهوا اعتصامهم فيهما، وقال انهم إن لم يفعلوا فستعرف قوات الأمن كيف تُخرجهم من الساحة والحديقة، وترك لكفّه الأيمن المفتوح أن يؤدي حركة تشير الى عملية الكنس. أي ان ما أراد التعبير عنه بتلك الحركة ان قوات الأمن ستكنسهم ما لم ينسحبوا من تلقاء انفسهم.
سكان اسطنبول التي عاش فيها اردوغان معظم حياته يقولون ان رئيس وزرائهم الحالي عُرف في شبابه بانه من "العصابجية" قبل أن يجد طريقه الى أحدى المدارس الدينية ليخرج منها خطيب جامع معتمراً عمامة مالبث ان نزعها عند التحاقه بالجامعة.. هؤلاء السكان ظنوا ان الدراسة في مدرسة دينية قد جلبت "العصابجي" القديم الى طريق الهداية، لكن اردوغان، بما فعله في ساحات الاعتصام في اسطنبول وانقرة والمدن الأخرى وفي خطابه الأخير، دلل على ان الطبع يغلب التطبع، فعلى طريقة العصابجية وقف أمام انصاره بقيمص نصف كم ليستعرض عضلاته ويهدد " الرعاع" و"الخونة" و"المخربين"، ويتوعدهم بالكنس كما الزبالة، وعلى طريقة العصابجية أمر قواته بان تتعامل مع معارضيه البشر كما لو كانوا زبالة ليزيلوهم من تقسيم وغازي بالقوة الغاشمة.
ما من سياسي يحترم نفسه يستسهل احتقار شعبه أو شريحة منه حتى لو كانت معارضة له. ففي البلدان الديمقراطية المتحضرة يحظى المعارضون بكامل التقدير والاحترام، ببساطة لأنهم سياسيون، ولأنهم بمعارضتهم يقدمون للحكومة خدمة لا تقدر بثمن بتنبيهها الى أخطائها وعثراتها.  وما فعله رجب طيب اردوغان بمعارضيه كان عملاً عصابجياً بامتياز من طراز أعمال القذافي.