المحرر موضوع: من أبطال التاريخ الآشوري:القائد الشهيد روفائيل خان  (زيارة 6932 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من أبطال التاريخ الآشوري:
=================

القائد الشهيد روفائيل خان
أبرم شبيرا
تساؤلات ... ولكن:
عندما أنجزت كتابي المعنون "نعوم فائق -  معلم الفكر القومي الوحدوي" الذي طبعه دار سركون للنشر في السويد عام 2000، سألني أحد أصحابي مستغرباً ومتسائلاً: من هو نعوم فائق حتى تكتب كتاباً عنه وتصفه بهذه الصفة العظيمة؟ قلت له ألم تسمع عنه من قبل ؟ قال كلا فإني لأول مرة أسمع عنه ومن خلال كتابك هذا. وقبل بضعة أيام أي بعد ثلاثة عشر سنة تتكرر القصة نفسها. فعندما كنت أقراً كتابا صدر حديثاً تحت عنوان:
“BIOGRAPHY OF RAFPAELKAHN – Great Assyrian Leader” – Printed by Tate Publishing & Enterprises, LLC, Mustang, Oklahoma, USA, 2013. 

أي  "بيوغرافية روفائيل خان – القائد الآشوري العظيم" الذي كتبه حفيده ديفيد روفائيل سألني صديق آخر عن من يكون روفائيل خان هذا القائد العظيم الذي لم أسمع عنه؟... أنا شخصياً ومن خلال معرفتي بالكثير من أصدقائي وأبناء أمتي وبمدى أهتماهم بالمطالعة وإغتراف الثقافة والعلوم التاريخية والسياسية لم أستغرب كثيراً لأنني أعرف بأننا تعلمنا من العرب أسوء العادات الفكرية ومنها قلة أو إنعدام القراءة والمطالعة من جهة وكثرة الكلام واللغو الفارغ من جهة أخرى ولم نتعلم من شعوب دول المهجر، بلدان العلم والثقافة والحضارة والتقدم حب القراءة وشغف المطالعة. ولكن إستغرابي الكبير وعجبي الشديد المقرون بنوع من الأسف والحيرة هو أن كلا الصديقين يعتبران من كبار "أمتنايي" هذا العصر و "زعماء" هذه الأمة المبتلية بمثل هؤلاء الذين يصلون ليل نهار ويمارسون خزعبلات "فتاح فال" حتى تنبعث الحياة في أسد بابل والثور المجنح ولكن في الواقع والحياة العادية لا يملكون وقتاً ولو قليلاً للمطالعة وإغتراف المعارف لغرض توسيع مداركهم كوسيلة بسيطة تؤهلهم لكي أن نطلق عليهم صفة "امتنايي" ومن دون أن نضع هذه الكلمة بين هلالين. على أية حال من يريد أن يوسع معارفه عن أحرج وأصعب مرحلة مرً بها الآشوريون في شمال بيت نهرين في بداية القرن الماضي ويعرف قادتهم الذين حاولوا بكل ما ملكوا من قوة ووقت ومال لا بل التضحية بحياتهم من أجل إنقاذ الأمة من مأساتها المفجعة أن يقراء هذا الكتاب ويمكن إقتناءه عن طريق الإتصال بالناشر ومن خلال موقعه الألكتروني:
www.tatepublishing.com

وللعلم كنت قد ذكر هذا القائد الشهيد في الكتيب المعنون "السابع من آب – يوم الشهيد الآشوري – رمز خلود الأمة الذي طبع من قبل دار عشتار للطباعة والترجمة عام 1994 في لندن حيث ذكرت مايلي: "في ذكرنا لبعض رموز أمتنا العريقة لا يفوتنا أن نذكر القائد العسكري الشجاع روفائيل خان الذي كان يقاتل جنباً إلى جنب مع الجنرال أغا بطرس، من أجل بناء صرح الأمة الآشورية وتجسيد حقها المشروع في تقرير مصيرها القومي ورفع الغبن الذي لحق بها من جراء نتائج وتسويات الحرب الكونية الأولى. فلم يركن للهدوء والسكنية رغم الإخفاقات والإنتكاسات التي ألمت بالإنتفاضة الآشورية ولم يمنعه الشيب الذي غزا رأسه من مواصلة النضال من أجل مساعدة وإنقاذ شعبه من الويلات والمآسي التي تعرض لها أبان سقوط جمهورية مهاباد الكردية في شمال فارس وعشية إنتهاء الحرب العالمية الثانية ومن ثم مقاومة ما لحق بالآشوريين من مذابح وتشريد وتدمير قراهم في إذريبجان ومنطقة رضائي (أورميا) مما أثار ذلك حنق وغضب شاه إيران فظل مطارداً حتى تم إعدامه عام 1946. وقد كان تحت أمرته ما لاي يقل عن الأف مقاتل ومشهود له أنه كان عنيداً صلباً يتميز بتكتيكات عسكرية لم يكن يضاهيه لا في الجيش التركي ولا الإنكليزي" – ص34 و ص36. 

نبذة مختصرة عن فصول الكتاب:
يقع الكتاب في 278 صفحة وبالحجم المتوسط الأمريكي ويتألف من أهداء وإمتنان لعدد كبير من اللذين ساعدوا المؤلف في تأليف الكتاب ومن ثم مقدمة كتبها الشخصية الآشورية المعروفة هومر آشوريان، رئيس مؤسسة الإتحاد الآشوري العالمي. ويتألف الكتاب من خمسة عشر فصلا كما يتضمن الكتاب بعض المذكرات لشخصيات عرفت أو رافقت روفائيل خان في مسيرته النضالية إضافة إلى كتابات كتبت عنه في السنوات الماضية واللاحقة.  الفصل الأول مخصص للخلفية الشخصية والعائلية لروفائيل خان الذي ولد في عام 1881 في قرية بابري من مقاطعة أورميا شمال غرب بلاد فارس. وكان الحكومة الفارسية قد منحته لقب "خان" لدوره الريادي في حماية أمن المنطقة من الإعتداءات الخارجية خاصة العثمانية وكان يعرف أحياناً بـ "حارس الوطن". الفصل الثاني هو بعنوان "روفائيل خان الجنرال الآشوري العظيم. الفصل الثالث يتحدث عن تأسيس المجلس الآشوري الذي كان روفائيل خان عضواً فيه وبرئاسة أمير الشهداء مار بنيامين شمعون بطريرك كنيسة المشرق وكان تأسيس هذا المجلس لغرض تشكيل جيش آشوري مع بعض قطعات الأرمن لحماية شعبهم من الهجمات التي قام بها العثمانيون أثناء الحرب الكونية الأولى. والفصل الرابع مخصص للجيش الآشوري وتشكيلاته المختلفة وقيادة روفائيل خان لأحدى فرقه الرئيسية إلى جانب أغا بطرس وغيره من الأبطال المعروفين في تلك الفترة. الفصل الخامس مخصص للحروب التي خاضعها الآشوريون بقيادة روفائيل خان ضد العثمانيين وحلفاءهم من الكرد ويسرد المؤلف تفاصيل هذه المعارك والإنتصارات التي حققها الآشوريون حتى تمكنوا من السيطرة التامة على منطقة أورميا وأصبحت تحت رحمة القوات الآشورية وهو موضوع الفصل السادس. الفصل السابع مخصص للآشوريين في منطقة أورميا بعد السيطرة الآشورية الكاملة عليها. غير أن أحداث ثورة أكتوبر الروسية عام 1917 وما أعقبها من إنسحاب القوات الروسية من شمال بلاد فارس وتخلفهم عن مساعدة القوات الآشورية سبب ذلك إحتلال القوات العثمانية لمنطقة أورميا وثم نزوح الآشوريين منها (الفصل الثامن). وهكذا تستمر مأساة الآشوريين من خلال نزوحهم من أوطانهم ومطاردتهم من قبل القوات العثمانية والعشائر الكردية المتحالفة معها فمن مدينة همدان (الإيرانية) إلى بعقوبة (العراقية) مأساة كتب عنها الكثير من الكتاب وهو موضوع مفصل في الفصل التاسع. بعد إنسحاب القوات الروسية من المناطق الآشورية عقب إندلاع ثورة أكتوبر الشيوعية عام 1917 لم يبقى أمام الآشوريين وزعماءهم إلا الإعتماد على أنفسهم والبدء بالإستعدادات اللازمة لتشكيل قوات قتالية خاصة بهم وهو موضوع الفصل العاشر، حيث تم في عام 1918 تشكيل أربعة كتائب آشورية وكتيبة أرمنية لغرض القيام بمهمات عسكرية تسهل عملية عودتهم إلى أوطانهم في أورميا وهيكاري التي كانت قد أحتلت من قبل العثمانين والكورد وهذا هو موضوع الفصل الحادي عشر من الكتاب حيث يسرد الكاتب تفاصيل المعارك التي خاضعها الآشوريون من أجل تحقيق هذا الهدف ولكن بسبب الظروف الصعبة والمأساوية التي كانت تحيط بهم ومن جميع الجهات والشعوب المعادية لهم لم يوفقوا في نهاية المطاف من الوصول إلى الهدف المنشود حيث فشلت خطة العودة إلى موطنهم في أورميا وهيكاري نهائيا بحدود نهاية عام 1920 ولأسباب معروفة منها داخلية ومنها خارجية خاصة نشوب ثورة العشرين في العراق ونكوث بريطانيا عن مساعدة القوات الآشورية التي تولت مسؤولية العودة إلى الوطن. ومن الجديد بالإشارة بأن الآشوريين في تلك المرحلة كانوا في مواجهة أربعة أمبراطوريات عالمية مشودة بعضمتها وجبروتها، الإمبراطوريتان العثمانية والفارسية وبقوتهما العسكرية الضخمة والإمبراطوريتان البريطانية والروسية المعروفتان بمنواراتهما الثعلبية والماكرة في خداع الشعوب ونهش حضارتهم تحقيقها لمصالحهما أضافة إلى قابل التركوـ مغولية وكردية الشرسة والمعروفة بهمجيتها في تحطيم الحضارات والشعوب المختلفة عنهم. أما في الفصل الثاني عشر  فيتحدث المؤلف عن سجن روفائيل خان من قبل السلطات الإيرانية في عام 1922 بعد أن ترك العراق ورجع إلى إيران وبقى مسجونا لعدة شهور إلى حين قررت الحكومة الإيرانية عام 1923 نقله من مدينة همدان إلى مدينة تبريز وبحراسة ثمانية جنود لغرض محاكمته وإدانه وربما إعدامهم، وفي طريقهم وأثناء إستراحتهم لتناول غذاءهم أستطاع رفائيل خان بذكاءه الحاذق وبأساليبه الدوبلوماسية ولباقتهم في اللغة الفارسية (علماً بأنه كان إضافة إلى ذلك يجيد اللغات الروسية والتركية والكردية والإنكليزية) تمكن من إلهاءهم ومن ثم مغافلتهم وهروبه من قبضتهم. وبعد رحلة طويلة ومرهقة تمكن من الدخول مرة أخرى إلى العراق وفي نهاية المطاف إستقر في مدينة كركوك مع بعض من أفراد عائلته، وهذا هو موضوع الفصل الثالث عشر. أما في الفصل الرابع عشر فيتحث المؤلف عن ثلاث تفسيرات في كيفية إستشهاد روفائيل خان ولكن الكثير من شهود عيان أكدوا إستشهاده بتاريخ 12/12/1946  بعد أن ألقي القبض عليه من قبل السلطات الإيرانية وإعدامه رمياً بالرصاص مع بعض من رفاقه الآشوريين. وفي الفصل الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر يدرج الكاتب بعض الأقوال والكتابات والوثائق إلى تحدثت عن مختلف جوانب حياة الشهيد القائد. وعلى العموم أكتفي بهذا العرض الموجز للكتاب ولكن من بين سطوره وفحواه نستطيع أن نستخلص الكثير من العبر والدروس في التاريخ القومي الآشوري ومنها هذه الشذرات والمفارقات:
حب الوطن وأبناء الأمة حتى الموت:
في الكتاب حوادث ومسائل مهمة ومثيرة ولكن الذي أثار إنتباهي الشديد وحرسي للتأكيد عليه هو حب القائد روفائيل خان لوطنه وأبناء شعبه حتى الموت وإستشهاده من أجلهما، كيف لا وهو الشجاع المقدام الذي لم يعرف للخوف معنى ولا للرهبة والمخاطر أن يكونا حاجزاً أمام مواصلة نضاله من أجل أمته. فبعد الإستقرار النسبي للوضع في إيران وسماح حكومتها لبعض الآشوريين بالعودة إلى موطنهم في منطقة أورميا عزم روفائيل خان على العودة إلى الوطن وإسترجاع الأراضي والممتلكات التي سلبها الأكراد منهم إلا أن التحذيرات التي تلقاها من المقربين منه بأن الحكومة الإيرانية تبحث عنه وأنه بمجرد دخوله إيران سوف يلقى القبض عليه ويحاكم، فعوضاً عن ذلك سافرت زوجته عام 1925 إلى موطنها للمطالبة بإسترجاع ممتلكاتهم غير أنها ماتت مسمومة والشكوك تحوم حول الأكراد الذين أستولوا على أراضيهم، فكان هذا حادثاً مؤلماً جداً لروفائيل خان جعله ينتظر الفرصة المناسبة للعودة إلى الوطن حتى تحققت عقب قيام بعض الكيانات القومية في منطقة أذريبيجان شمال بلاد فارس في الأربعينيات من القرن الماضي وبمساعدة القوات السوفياتية. فبعد عجز أولاده وبقية أفراد عائلته عن منعه من الذهاب إلى إيران غادر روفائيل خان مدينة كركوك إلى إيران وهو يقول لهم: إن زوجتي ووطني ينادياني فعلي اللحاق بهم، فلم يهاب الخوف بل أمتلئ قلبه شجاعة أكثر وإصرار شديد لمغادر كركوك والسفر إلى إيران. حادث مؤلم ولكن مليء بالعبر والدروس في إستشهاد الأبطال من دون خوف أو رهبة.. ففي عام 1946 وفي إيران عندما ألقت السلطات الإيرانية القبض عليه، وتحديداً بعد سقوط الجمهوريات في إذريبيجان عقب سحب الإتحاد السوفياتي مساندته لهم بسبب ضغوط من الدول الغربية، أصطف روفائيل خان مع مجموعة من رفاقه الآشوريين خلف هضبة ترابية فاتحين صدورهم أمام بنادق فرقة الإعدام الإيرانية وعندما شاهدوا أعضاء هذه الفرقة روفائيل خان الذي كانت شهرة بطولته وشجاته تملئ ساحة الوغى واقفاً أمامهم ترددوا في إطلاق النار عليه حتى صرخ روفائيل خان في وجههم قائلا: أطلقوا النار فلا تترددوا فنحن مستعدين للموت. وبعد إستمرار تردد فرقة الإعدام في إطلاق النار سحب قائدهم مسدسه وأطلق النار على روفائيل خان ثم بعد ذلك أستمر إطلاق النار من قبل فرقة الإعدام. ويذكر شاهد عيان أستطاع الهروب من موقع الإعدام بأنه كان يقف إلى جانب روفائيل خان طبيب آشوري يرتجف خوفاٌ من الموت فقيل له "أنظر إلى من يقف إلى جانبك فلماذا تخاف من الموت". أستشهد روفائيل خان محققاً أمنته بأن يموت في أرضه وبين أبناء أمته مسجلاً بذلك أسمه في سجل الشهداء الآشوريين الذين بدمائهم أرتوت الحركة القومية الآشورية وتواصلت حتى هذا اليوم.
مفارقات تاريخية:
1)   - إستشهاد روفائيل خان وفريدون أتورايا: هناك صلة عجيبة ومثيرة بين هذا القائد البطل وذات المفكر العبقري وحكاية إستشهادهما... ففي حالة إستشهاد كلا الخالدين كان للإتحاد السوفياتي وإيران دوراً فيها. لا بل والأكثر من هذا فإن هناك ثلاثة تفسيرات لقصة إستشهاد كل منهما. ففريدون آتوراياً الذي أعتقلته السلطات الستالينية قيل بأنه مات تحت التعذيب وهو في السجن وقيل أيضا بأنه أنتحر بسبب المعاناة الشديد التي عاناها وهو في السجن ولم يتحملها والتفسير الثالث يقوم على أساس محاكمته وإعدامه في السجن وإستشهاده عام 1926. وهذا التفسير هو نفس التفسير في إستشهاد روفائيل خان الذي سجن ثم أعدم رمياً بالرصاص. ولكن يظهر بأن جثمان الشهيد روفائيل خان كان لها حظوظاً أكثر  من جثمان فرديون أتورايا حيث تمكن بعض الآشوريين من سحب جثة روفائيل خان من بين أثنى عشر شهيد آشوري من موقع الأعدام ومن ثم دفنه في أورميا وإقامة صرح تذكاري على ضريحه في حين لم يستطيع أحد من العثور على جثة فريدون أتوراياً ولا مكان دفنه لحد هذا اليوم.
2)   الحركة القومية الآشورية و "النسطورية": يربط بعض ذوي العقول الضحلة وضيقي الأفق في النظر إلى المسائل القومية بنظرة موضوعية، يربط بين الحركة القومية الآشورية وكنيسة المشرق التي عرفت نكاية بها بـ "النسطورية". غير أن كل الحقائق التاريخية تبين بأن مثل هذا الربط غير صحيح إطلاقاً فهو أما محاولة غير بريئة يائسة لتحجيم الحركة القومية الآشورية بمساحة طائفية معينة وضيقة أو هو الوعي القومي السياسي الجاهل بعينه وعدم القدرة على فهم إبجديات هذه الحركة... فمن الملاحظ منذ أيام يوسف هربوط في الربع الأخير من القرن التاسع عشر مروراً بنعوم فائق وفريد نزها وفريدون أتورايا وأغا بطرس والمطران توما أودو وجوزيف دورنه وديفيد بيرلي وغيرهم من مؤسسي الإاتحاد القومي الاشوري الأمريكي وسنحاريب بالي ويوسف مالك وحتى شهيدنا القائد روفائيل خان كلهم شهداء الحركة القومية الآشورية ومن روادها الأوائل لم يكونوا من أتباع كنيسة المشرق "النسطورية"، ولكن في عين الوقت كان هؤلاء يبجلون ويحترمون أيما إحترام أمير الشهداء مار بنيامين ويعتبرونه زعيماً قوميا للأمة والحال كان نفسه مع مثلث الرحمات مار شمعون إيشاي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان معظم أن لم يكن جميع الذين ساندوه في مهماته وفي تحركاته القومية قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية كانوا من غير أتباع كنيسته ولكن كان بالنسبة لهم زعيماً قومياً. والحالة تسري أيضا على المنظمة الآثورية الديموقارطية التي تأسست منذ عام 1957 على أكتاف أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية 1957. أما بالنسبة للحركة الديموقراطية الآشورية فهل نستيطع أن ننسى المؤسس الروحي لها المرحوم أبرم عما والمرشد النضالي توما توماس وكلا العظيمين من بلدة ألقوش العظيمة أم القرى الكلدانية/الآشورية التي أنجبت خيرة أبطال ورجال هذا الأمة وكنيستها المشرقية.
3)   وعود الأنكليز للآشوريين: من الأكاذيب التي نسجت حول علاقة الآشوريين بالإنكليز وسؤء الفهم سواء بقصد وسوء التفكير أو بجهل الحقائق التاريخية هو وعود الإنكليز للآشوريين في تأسيس كيان سياسي قومي (دولة) خاصة بهم. وهي الأكاذيب التي أستخدمتها النخبة الحاكمة في العراق ومفكريهم لضرب الحركة القومية الآشورية بحجة كونها "طابور خامس" للإستعمار الإنكليزي. ومن المؤسف أن ينساق ويقلد بعض من أبناء أمتنا هؤلاء الإستبداديين من تزيف أهداف الحركة القومية الآشورية والطعن ببعض قادتها. ولكن لو نظرنا إلى الحقائق التاريخية وبنظرة موضوعية مدعومة بالوثائق سوف لا نجد إطلاقاً مثل هذه الوعود الكاذبة. لقد قضيت أيام طوال في السنوات الماضية في البحث والتقصي في الوثائق والمراسلات االضخمة في مركز الوثائق البريطانية في منطقة كيوي في لندن، وهي أكثر الوثائق والمراسلات البريطانية التي تتصف بالدقة المتناهية والتفصيل في كل صغيرة وكبيرة عن السياسة البريطانية خاصة في تلك المرحلة، فلم أجد أية وثيقة رسمية تشير إلى مثل هذه الوعود الكاذبة. فالمهتمون بالتاريخ السياسي للآشوريين في الثلث الأول من القرن الماضي يعرفون بأن بعض رجال الإنكليز الذين تعاملوا مع المسألة الآشورية في العراق كانوا قد صرحوا وفي مناسبات عديدة عن مساعدة الآشوريين وإعطاءهم بعض الوعود. ومن يقرأ هذا الكتاب سيجد بأن الإنكليز حاولوا مساعدة الآشوريين في عام 1920 على العودة إلى أوطانهم في أورميا وهيكاري ليس حباً بهم بل لغرض تحقيق مصالحهم السياسية في مواجهة الإتراك والفرس وتحقيق النصر النهائي في الحرب ولكن بعد قيام ثورة العشرين في العراق وبداية تأسيس الكيان السياسي في العراق تخلوا الإنكليز عن مثل هذه المساعدة وأصبح همهم إسكان الآشوريين النازحين حسب الخطة العراقية – الإنكليزية في مناطق متعددة في شمال العراق وأيضا طبقاً لمصالحهم. ثم بعد منح العراق الإستقلال الشكلي في عام 1932 تبلدت مصلحة الإنكليز في العراق وبالتالي تبدلت مصلحتهم أيضاً وتعاملهم مع الآشوريين فلم تعد مسألتهم في جدول أولوياتهم بل كانت من مصلحتهم التخلص منهم ومن قادتهم وهذا ماحدث في مذبحة سميل ونفي قادة حركتهم القومية إلى خارج العراق. ومن الملاحظ بأن حتى مثل هذه الوعود فأنها أما كانت شفهية أو كانت صادر من عناصر مخابراتية بريطانية معروفة بمناوراتها وأساليبها الملتوية في خداع الشعوب من أجل تحقيق مصلحة بلادهم. فمثل هذه الوعود لا تملك أية قوة قانونية تلزم دول هذه العناصر. والجدير بالمقارنة مثل هذه الوعود مع أشهر وعد معروف في العالم الذي يخص بريطانيا وهو وعد بلفور الذي عرف بأسم وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور عام 1917 وألتزمت به لأن إعطاء مثل هذا الوعد كان لبريطانيا مصلحة كبيرة من وراءه جاءت نتيجة حصولها على براءة إختراع مادة النيتروجليسرين شديد الإنفجار من العالم الكيمياوي حاييم فايتسمان أشهر شخصية يهودية بعد تيودور هرتزل مقابل هذا الوعد والذي أستخدمته في تفجيرات الحرب الكونية الأولى.
 
     
4)   الشهيد روفائيل خان بين عمره الحقيقي وعمره النضالي: ولد روفائيل خان عام 1881 وأستشهد في عام 1946، أي كان عمره يقارب 65 سنة. ولكن من يلاحظ هذه الصورة للشهيد وهو في مدينة كركوك مأخوذة قبل عودته إلى وطنه وإستشهاده هناك يظهر كأنه رجل في الثمانين من العمر وربما أكثر. هذا الفرق بين عمره الحقيقي وعمره الظاهري هو صورة حية وناطقة للمأساة والكوارث ومشقة النضال الصعب والمميت التي تراكمت على هذا القائد البطل من أجل أن ينقذ شعبه أو يخفف من معاناته، فهذا هو قدر المناضلين والشهداء يضحون بسنوات طوال من عمرهم من أجل شعبهم، فكم من السنوات الطويلة كرسها المناضلون للحركة القومية الآشورية من أجل تحقيق أهدافها لا بل كم من الأرواح أزهقت ودماء زكية أريقت من أجل إستمرار هذه الحركة وتسليمها إلى الإجيال المعاصرة... أليس دماء الشهداء روفائيل خان والمطران توما أودو ويوسف هربوط وفريدون أتورايا وغيرهم كثير هي التي سقت كرمة الأمة ودفعت الحركة القومية الآشورية نحو الأمام لتستمر حتى هذا اليوم... ولماذا نذهب بعيداً؟؟؟ أليس دماء طلائع شهداء أمتنا يوسف توما و يوبرت بنيامين ويوخنا إيشو هي التي أنبتت براعم الحركة الديموقراطية الاشورية وجعلتها من أكثر الحركات القومية الفاعلة في تاريخ أمتنا المعاصر... فهيهات وهيهات وحذاري من تجاهل هذه الدماء والدماء التي سبقتها وإستغلالها من أجل منفعة شخصية أو جاه أو كرسي... فدماء الشهداء هي التي تغذي الحركة القومية وتجعلها تنمو وتتواصل نحو الأمام وبالمقابل الكرسي هو الذي يحطم هذه الحركة ويحولها إلى زمرة نفعية معرضة لمحاكمة التاريخ لها عاجلا أم آجلا، .. قيل اللبيب من الإشارة يفهم ... ولكن ... وحسرتاه ... فإن  الملتصق على الكرسي عاجز عن فهم مثل هذه الإشارة!!!   










غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4981
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما دمارن قبلون
رابي ابرم شبيرا

بكلمة واحدة اقول انها فعلا مقالة رائعة ومعلومات كنا نجهل الكثير منها
ويا حبذا ان. تحدثنا عن  ابرم عما والذي تصفة بالمؤسس الروحي للحركة
ونعتقد ونؤمن ان زوعا  اصبحت ميراثا سياسيا يجب الحفاظ عليه والعمل عل. استمراره

وبما ان لكل مرحلة متطلباتها ومطباتها السياسية
 لذلك نامل ان ترتب زوعا اوراقها السياسية من جديد وبما يناسب المرحلة التي يمر بها شعبنا
وشخصيا اعتقد ان  تدويل  قضية شعبنا هو الحل الوحيد
والرب يبارك

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ ابرم شبيرا المحترم
بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي يسلط الضوء على رموز وابطال تاريخنا الاشوري الحديث  ، في هذا الوقت الذي تشهد ساحتنا الثقافية الاشورية  غيابا واضحا  للاقلام الناشطة في المجال القومي والفكري والثقافي والتاريخي ، باستثناء مساهمات بعض الاخوة .
واعتقد ان الاخ اشور كيوركيس كان قد تطرق على صفحته في الفيسبوك الى البطل روفائيل خان مشكورا .
راجين منكم المزيد من المواضيع التي تساهم  في نشر الثقافة القومية والتعريف بتاريخنا الاشوري الحافل بالمآثر والبطولات مع التحية .
فاروق كيوركيس

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
لو لم يوجد أناس يكتبون عن هؤلاء الأبطال الآشوريين لما عرفنا عنهم شيئاً والكتاب الجديد عن الشهيد الآشوري البطل روفائيل خان وباللغة الإنكليزية مهم جداً لأن أبناءنا من الأجيال الجديدة معظمهم لا يعرفون لغتنا الآشورية وهذا مؤسف لا بل مؤلم ولكنهم بالمقابل يعرفون لغات العالم ومن الأفضل ان يطلعوا على تاريخ أبطالهم القوميين فيعرفوا من هم الآشوريين الأصلاء القادة وليس التوابع الذين نراهم اليوم والذين سيضعهم التاريخ في ركن مظلم وتلعنهم الأجيال جيلاً بعد جيل.

غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاستاذ Aprim Shapera المحترم

مقالة رائعة ونشكر جهودك

سبق وان ذكر المؤرخ الاشوري المرحوم رابي كورش يعقوب شليمون في كتابه باللغة الاشورية الحديثة عن القائد الاشوري روفائيل خان .
الكتاب بعنوان ـ تاريخ الاشوريين من بداية القرن العشرين ـ طبع هذا الكتاب في مطبعة نينوى في شيكاغو عام  1985 تحت اشراف المرحوم والدي الشماس كيوركيس بيث بنيامين .

مع احتراماتي وشكرا
ادي بيث بنيامين


غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
Dearest friend Aprim

I commend you for your informative analyses for this great Assyrian leader. Indeed we must inform our Assyrian generation about those leaders who sacrificied their lives for our nation and beloved Assyrian people.

By the way, any relationship of Raphael Khan with Shmuel Khan? anyone knows?

غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Dr. Simon Shamun

My friend and my brother Sam's collage mate
To find out about the relation between Raphael Khan and Shmuel Khan. Please contact Ashurbanipal Library in Chicago
 at 773 - 274 9262 for the correct answer.

Thank you very much indeed
Eddie G. Benjamin, 

   

غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
Thank you azizi Eddie for your reply. I will certainly get in touch with AshurBnipal Library at chicago. By the way, Eddie, I haven't heard from Sam!!! Would you kindly e-mail me on my private e-mail his phone number. I appreciate it

Have a great weekend

Sincerely yours

Shimun