المحرر موضوع: المخرج والممثل السينمائي جمال امين : في العراق لانملك سينما  (زيارة 1374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مروان ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 189
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

المخرج والممثل السينمائي جمال امين :

            في العراق لانملك سينما


                                                حاوره :مروان ياسين الدليمي

أكثر من ستة عقود مضت على قيام أول انتاج سينمائي عراقي إلاّأنَّ العاملين في هذا الحقل الابداعي ومنهم المخرج والممثل السينمائي جمال أمين يُقرُّ بعدم وجود سينما عراقية،رغم وجود طاقات بشرية مؤهَّلة ٍتمتلك الوعي والخبرة،هذاإضافة الى القدرات المادية الكبيرة المتوفرة في العراق والتي يمكن من خلالها قيام ونهوض هذا الفن.. في مقابل ذلك نجد بلدانا اخرى لاتملك تاريخا يذكر في صناعة الفن السينمائي بدأت تفرض حضورها أمام العالم عبر أكثر من نشاط وفعالية.. من هنا جاء حوارنا مع فنان مجتهد يحمل عشقا ً خاصا للسينما،فعلى الرغم من أن بدايته كانت عام 79 لكنه لايزال يحمل نفس الإندفاع الذي إبتدأ به قبل أكثر من ربع قرن عندما وقف أول مرة ٍامام عدسة الكامرة السينمائية وكأنَّ العقبات والتحديات لم تفلح في ثنيه عن الحلم،بل زادته هياما ًواصرارا ًعلى العمل.. حديثنا معه ذهب بعيداً،ليرصد احلام ومواجع باتت مُزمنة في مسارالعاملين بهذا الحقل الجمالي،أفرادا ًوشركات ومؤسسات، سعيا ً منّا للوصول الى تفكيك اشكالية الانتاج السينمائي في العراق، والتي كانت سببا ًهشاشتهِ وعدم قدرته في أن يكو ن حاضراً وفاعلاً في الحياة الثقافية.
هيكلة الانتاج السينمائي
*السينما في العالم حصل فيها الكثير من التحولات الانتاجية والفنية .هل إن العاملين في حقل السينما في العراق يمتلكون القدرة على التجاور مع ماحصل في العالم ؟
-هذه مسالة نسبية ولها علاقة بشخص العامل نفسه ودأبه على المعرفة والمتابعه لكن من الناحية العملية هنالك القليل ممن عملو مع بعض المجاميع الاجنبية واكتسبوا معارف جديدة ومهمة في العمل السينمائي،ايضا ينبغي علينا  أن لاننسى بأن لدينا عدد لابأس به من الفنانين العراقيين الذين عاشوا فترة طويلة في اوربا واميركا  واستطاعو خلال تواجدهم هناك ان يستفيدوا إلى حدٍ ما من الخبرة الاجنبية،وعلى اقل تقدير يمكننا القول بأنهم قد إكتسبوا بشكل مباشر وعبر الاحتكاك الكثير من تقاليد وأصول العمل في الانتاج السينمائي والتي نفتقدها عادة في العراق،وبشكل عام أستطيع أن أؤكد دون أن أكون مبالغا ًبأن جيل الشباب من المخرجين والفنيين هم الاقدرعلى تقديم الافضل،لكونهم على تواصل تام مع مايحصل من تطورات تقنية في العالم المتقدم خاصة في عالم الديجتال،والبعض منهم قد أتقن الجانب الحِرفي بدقة عالية، يتساوى فيها مع المحترفين في الغرب. ومع ذلك مازلت أجد بأن اوضاع الانتاج السينمائي في العراق فيها ضعف ونقص كبير يتعلق بماهو حديث ومتطور، مما يستوجب جملة من الخطوات ينبغي على من يمسك بزمام أمور الانتاج السينمائي القيام بها لإعادة هيكلة منظومة الانتاج السينمائي،وأولى الخطوات بهذا الإطار اقامة العديد من  الورش السينمائية، والتي من خلالها سنتمكن من تأهيل العاملين بالحقل السينمائي.
غياب المنتج
*ماهو جوهر المشكلة التي كانت سببا في عدم نمو الفن السينمائي في العراق وبقائه هشّا وبلاحضور في المشهد الابداعي العراقي؟
-هنالك اسباب عديدة أهمها: غياب عجلة الأنتاج بشكل دائم ومتواصل،سواء من قبل القطاع الخاص أوالقطاع العام،وفيما يتعلق بالقطاع الخاص فلايمكن حتى الأن المراهنة عليه،فهو مايزال رهين المزاج أوالصدف التي قد تتوفر بموجبها فرصة يتيمة تضيع  بين عشرات السنين لأنتاج فلم سينمائي،أما القطاع العام فهوالآخريخضع للقانون الموسمي ايضا ويضاف إليه (المناسباتي) مثلما نشهده هذه الايام بعد أختيار بغداد عاصمة للثقافه العربية فهذا الاختيار فرض على الجهات الحكومية أن تولي الانتاج السينمائي اهتماما ملحوظا ورصدت له ميزانيات مالية كبيرة وهذا الاهتمام بطبيعة الحال ليس مرتبطا بأهمية السينما لدى الجهات الحكومية بقدر ماله علاقه بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية والذي يفرض عليها في الاطار الثقافي والفني التزامات كبيرة ومتنوعة،ينبغي على الدولة أن تؤديها،وكلنا نعلم أن هذا الاهتمام سينتهي مع انتهاء هذه المناسبة بنهاية العام 2013 . مثل هذا الوضع سبق أن شهدناه ايام النظام السابق عندما  نشط الانتاج السينمائي أيام الحرب مع ايران، ثم جاءت سنوات الحصار التي شهدت موت الانتاج السينمائي نهائيا ً.وهنا ينبغي لي أن أؤكد حقيقة مهمة وأساسية لها ارتباط وثيق بنموالانتاج السينمائي وقد تم تجاهلها لدينا الى حد كبير،إذ أننا تغافلنا ــ سواء كان ذلك عن عمد أو جهل ــ  بأن نمو ونشوء انتاج سينمائي متميز مرتبط بشكل وثيق مع منظومة (الانتاج والتوزيع والايرادات) فالفيلم العراقي خلال أكثر من  60 عام  على ظهوره،لم يتمكن من تحقيق أيّة ارباح مالية ! وهذا سبب كافٍ لكي يجعل أي منتج يعزف تماما ً عن استثمار امواله في الانتاج السينمائي،ولاننسى أن القاعدة الاقتصادية تقول :"ان راس المال جبان". هنالك ايضا عامل آخر لايقل اهمية عمّا ذكرناه،فنحن مازلنا نفتقد الى المنتج الذي يدرك أهمية الفن السينمائي وبنفس الوقت يملك  ذكاء وخبرة تمكنانه من اعتلاء صهوة المغامرة وأقتحام عالم الانتاج،أضف إلى ذلك أن معظم  الافلام التي انتجت سابقا لم تكن مرتبطة موضوعاتها  بهموم الفرد العرقي .
*لواعدنا قراءة الانتاج السينمائي في العراق منذ البدايات الاولى قبل اكثر من خمسين عاما،هل نجد فيه مايستحق المشاهدة مرة ثانية،ويكون مدعاة للتأمل الجمالي وتتوفر فيه عناصر فنية وجمالية تضعه في خانة الفن السينمائي ؟
-هذا سؤال صعب وقاس ٍ جداً، بنفس الوقت ينم عن ذكاء السائل، لانني أمام سؤال ليس من السهولة ألأجابة عليه، لكن يمكن القول أن هنالك بعض التجارب،التي يمكن ان نذكرها ونشيدُ بها على سبيل المثال:( من المسؤول، الجابي،والظامئون، بيوت في ذلك الزقاق.) وهذا بطبيعة الحال تقييم شخصي،قد يكون فيه إجحاف بعض الشيء بحق آخرين.ومع ذلك لابد من القول بأن التجارب التي تستحق المشاهدة من كلاسيكيات الفيلم العراقي قليلة جدا ًويمكن عدّها على اصابع اليد الواحدة.في مقابل ذلك نجد عددا من الافلام الجيدة تم انتاجها بعد الاحتلال الامريكي للعراق من قبل مخرجين شباب مثل : محمد توفيق وهادي ماهود وسمير زيدان.وقتيبة الجنابي وقيس الزبيدي ومحمد الدراجي وجمال امين وميسون الباججي وفاضل عباس وطارق هاشم وغيرهم. وهذا إن دلَّ على شيءإنما يدل على أن الفيلم العراقي بدأ ياخذ شكلاً آخر أكثر نضجا وتطورا ً، في محاولة جادة من الجيل الجديد مواكبة مايحصل من متغيرات في العالم وهو حريص على أن لايتخلف عنها،من هنا أستطيع القول أن الفيلم العراقي الآن أقرب الى الفن السينمائي وإلى الجمهور والواقع.
سُبُل النّهوض
*لو توفرت الفرصة وتسلمت أنت شخصيا ً مسؤولية تأهيل الانتاج السينمائي في العراق.مالذي ستتخذه من خطوات ؟
-اولا: اقالة جميع العاملين في مديرية السينما من مخرجين ومصورين ومدراء انتاج،لأنهم عاطلون عن العمل،أونقلهم الى مؤسسات تلفزيونية حكومية تابعه الى وزارة الثقافه.ثانيا ً:المباشرة بالعمل وفق نظام العقود مع من يستحق أن تعطى له الفرصة وفقا ً لكفاءته. ثالثاً :البدء بالتحرك نحو البنوك العراقية،خاصة البنك الصناعي،والتفاوض معه جديا ًلأجل أقناعه بضرورة الأقتناع والتعامل مع عملية الانتاج السينمائي بأعتبارها مشروعا ً استثماريا ً تتشابه وتتساوى مع أي مشروع أقتصادي آخر يمكن الاستثمار فيه وجني الارباح منه. رابعاً: السعي الجاد من أجل أن تكون دائرة السينما منتجه للافلام من خلال ماتقدمه من دعم ومشاركة في الانتاج مع جهات أخرى وليس كمنتج رئيسي .خامسا ً:العمل مع الغُرف التجارية لتثقيف التاجر العراقي وتشجيعه على خوض تجربة الانتاج الفني بكل انواعه. سادسا ً:العمل على أستقطاع مبلغ من المال بقيمة الف دينارعراقي من كل فاتورة كهرباء لأجل دعم الانتاج السينمائي،بطبيعة الحال هذا المبلغ البسيط له قيمة ودلالة اكبر واعمق من قيمته النقدية تتعلق بقضية لفت انتباه الناس الى أهمية الفن السينمائي. سابعاً :السعي لتأسيس شركة لدور العرض السينمائي تكون مهمتها  المساهمة أيضا في انتاج الافلام،عبرتخصيص مبلغ من المال من عائد العروض السينمائية،كما يمكن أن يتم ادخال الاكاديميات والمعاهد كمساهم بانتاج الافلام . ثامنا ً: العمل على تنشيط المهرجانات السينمائية وإقامة نوادي للسينما.تاسعا ً : فصل مديرية السينما عن دائرة السينما والمسرح وأن تكون  ضمن دائرة واحدة متخصصة عنوانها (دائرة السينما) ولها إدارتها وكيانها وميزانيتها الخاصة. عاشرا ً: ضرورة أن يدخل العراق كمشارك فعال بانتاج افلام عربية واجنبية بقصد استقطاب الخبرات المهمة اليه ونقل معارفها الى العاملين العراقيين وقد يكون تحقيق هذه النقطة في المستقبل، نظرا ً لما يعيشه العراق من ظرف أمني مضطرب. حادي عشر: العمل على إقامة ورش سينمائية في كافة الاختصاصات،والاستعانة بمخرجين ومصورين ومدراء تصوير الخ من مختلف دول العالم المتقدم .ثاني عشر :علينا ان نوصي وزارة التربية بأن يكون ضمن برامجها التربوية عرض فيلم سينمائي في المدارس ولجميع المراحل لكي يصبح الفن السينمائي  جزءً اساسيا ً ضمن الادوات الفعالة للقضاء على عوامل الجهل في العراق والارتقاء بذائقة الجمهور العراقي. .في الحقيقة ياسيدي هنالك الكثير من الافكار التي نستطيع من خلالها أن ننهض بواقع الانتاج السينمائي،وارجو ان تكون هذه الاقتراحات مسجلة باسمي لغرض العمل بها في حال ان تتبنى الدولة هكذا مشروع.
الكليات والمعاهد الفنية
*قسم السينما في كلية ومعهد الفنون في بغداد هل تجده مؤهلا لتقديم عناصر بشرية مؤهّلة من الناحية الحرفية والفنية للعمل في الانتاج السينمائي ؟
- حاليا لااعتقد ذلك ولعدة اسباب،اهمها: عدم وجود الطاقم التدريسي الذي يواكب المناهج  وطرق التدريس الجديدة في العالم، وهذا يعود إلى أن اغلب الاساتذه لايتقنون لغة أجنبية أخرى غير العربية التي يتكلمون بها ،لذا تجدهم غير قادرين على ملاحقة مايستجد من تطورات في العالم ، كما ان الاجهزة والمعدات الموجودة في هذه المؤسسات التعليمية ماهي إلاّ اجهزة خاصة بالانتاج التلفزيوني ولاعلاقة لها بالعمل السينمائي،ايضا لاتوجد ستوديوهات مخصصة للطلبة،ولاتوجد تخصيصات مالية لانتاج اطاريح الطلبة،بلاشك كل هذه العوامل ماهي إلاَّمعوقات تؤثر بشكل كبير على مستويات الطلبة، وعليه  نجد أن العديد من الطلبة قد اعتمدوا على أنفسهم في تطوير معارفهم العلمية والفنية،ووصل قسم منهم الى نتائج ممتازة، وأحب أن اضيف إلى ماذكرت ايضا ً:أنَّ السينما، ليس الاخراج والتصوير فقط،لذلك اتمنى أن تفتتح المعاهد والاكاديميات فروعا ً اخرى مثل قسم الصوت والانتاج  والمونتاج والتمثيل والمكياج وهي اقسام فنية لاتقل أهمية عن الاخراج والتصوير، فنحن الان يتوفر لدينا مئات المخرجين لكننا لازلنا نستورد مهندسي الصوت من خارج العراق،ومع هذا نجد ان اغلب الافلام العراقية تعاني من مشكلة الصوت .
العشوائية في العمل
*مالمطلوب من العاملين في الانتاج السينمائي العراقي التوقف عنده سواء على مستوى الموضوعات او على مستوى الاساليب من اجل خلق اجواء جديدة في جسد السينما العراقية ؟
-للاسف لازال هنالك الرقيب أو الفاحص للنص في دائرة السينما والمسرح وهذا الامر يعيق عملية الانطلاق في مواضيع واساليب جديدة للفيلم العراقي، وفي اعتقادي ان الموضوع هو اهم مفصل من مفاصل نجاح الفيلم وهذا يتم كلما اقتربنا من الواقع العراقي وبشكل شفاف وعميق دون الرجوع الى لجان الرقابة. كما إن َّالعمل تحت سقف أضواءالسينما بلاشك سيطرد الزوايا المظلمة التي يتركها الجهل في المجتمع، بذلك سنستطيع الخروج بالفيلم العراقي من عنق الزجاجة، وبصراحة تامة اقول إن الفيلم العراقي لايزال يتأرجح بين تقليد الفيلم الهوليودي والبوليودي والى حد ٍما السينما المصرية، واقولها بملء الفم : نحن في العراق لانملك سينما بالمعنى الحقيقي للسينما،وهنا أعني فلسفة السينما واسلوب السينما ومزاج السينما،لازلنا نعمل بشكل عشوائي وفوضوي،ولاتوجد لدينا حتى الآن مدرسة عراقية خالصة في الفن السينمائي كما هو الحال في ايران وكوريا، ولازلنا لانملك الاب الروحي للسينما،اغلب الافلام التي انتجت سابقا هي ذات نبرة انفعالية آنية،وغالبا ًماكانت إنعكاسا ً لموضوع سياسي،واغلب ماأنتج من افلام كان باهتا ًخاصة افلام ثمانينات القرن الماضي،تبدو عندما نشاهدها الآن وكانها تقاريرحربية،نحن بحاجة حقيقية الى ان نتعمّق في مانتناوله من موضوعات،ياسيدي..العراق بلد فيه العشرات من المواضيع والافكارالتي فيما لوتناولتها عدسة السينما لتقدمنا خطوات نحو جائزة الاوسكار،لكننا ومع الاسف الشديد مازلنا  نعاني من ضعف شديد يصل حد الهزال في تناول الافكار التي نطرحها،في اختيار مواضوعاتنا. ومازلنا في مرحلة التقليد الاعمى للأخرين، لذالك أنا دائما اؤكد على عدم وجود سينماعراقية، بل هنالك افلام عراقية تنتج في العراق، بلاشك لدينا  شعراء وكتاب رواية وفنانون تشكيليون لكن لايوجد لدينا كتاب سيناريو متمكنين وهذا يعود في واحد من اسبابه الى ابتعاد وعزوف معظم أدباءنا عن الخوض في مجال كتابة السيناريو، لذا نجد المخرج العراقي بات اشبه بالسوبرمان، فهو كاتب السيناريو وهو المخرج وهوالمونتيروفي بعض الاحيان هو البطل،إضافة الى ذلك هنالك ازمة كبيرة تتجسد في غياب الحب والمودة بين الفنانين والمثقفين فيما بينهم،من هنا لانستطيع ان نعمل بمنظومة المجموعة،وهذا أمرٌ مهم جدا في انتاج افلام سينمائية متقدمة، يتوفر فيها اسلوب متميز قادرعلى أن يحقق حضوراً وتأثيرا ً في المهرجانات العالمية، و في الجمهورالعراقي قبل ذلك .
*هل من افلام معينة عراقية تم انتاجها بعد العام 2003  تجدها تستحق الاهتمام على المستوى الفني ؟ وفيما لو وجدت أين تكمن اهميتها وقيمتها ؟
- نعم هنالك افلام كثيرة، سواء كانت  افلام وثائقية أوروائية قصيرة، وهنا اعني الأفلام التي تم انتاجها في داخل العراق،والكثير من هذه الافلام  شارك في مهرجانات عربية وعالمية مهمة سواء من مخرجي الداخل او مخرجي الخارج و حصد البعض منها جوائز، وهنالك اسماء شابة مهمة في هذا المجال لكن اعذرني من ذكر الاسماء لاسباب لها علاقة وثيقة بالمزاج الصعب لشخصية المثقف العراقي،لكن لابأس من ذكر فيلم ابن بابل للمخرج محمد الدراجي وفيلم كاسيت للمخرج ملاك عبد علي وهنالك ايضا  لؤي فاضل ورانيا توفيق و هاشم العيفاري وخالد البياتي .
ضغوطات الواسطة
*كيف تنظر الى خطط وزارة الثقافة فيما يتعلق بالانتاج السينمائي وخاصة الافلام التي تم اقرارها وانتاجها  والتي ارتبط انتاجها احتفاءً بأختيار  بغداد عاصمة للثقافة العربية.هل كان اختيار الافلام قائما ً على اسس سليمة. هل سيكون لها تأثير مهم على مستقبل الانتاج السينمائي في العراق. هل ستحقق تلك الافلام شيئا مهما على المستوى الفني في المهرجانات فيما لوشاركت خارج العراق ؟
-انها خطوة كبيرة وجبارة ان تقوم وزارة الثقافة بانتاج هذا الكم من الافلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة ولكن هذه الافلام لاأعتقد ستفرز نوعا جيداً من الافلام،وهذا يعود إلى الواسطة والمحسوبية والمنسوبية والمحاصصة، وللأسف عندما نجد أن الفرص الكبيرة والمهة قد منحت لأسماء معينة بذاتها سبق أن اخذت العديد من الفرص خلال تاريخها ولم تقدم شيئا والطامة كبرى عندما يكون وكيل وزارة الثقافه هو المسؤول عن انتاج الافلام وهوشخص لاعلم له بآليات انتاج الفيلم ولاعلم له بمن يستحق أن تعطى له الفرصة بالعمل ومن هو لايستحق،أنا شخصيا تكلمت مع الكثير من المسؤولين ممن هم ادنى من درجة وكيل وزيرحول امكانية انتاج فيلم من اخراجي،علما ً بأنني كنت قد قدمته عام  2011 أي قبل الكثير من الاسماء التي اعطيت لها الفرصة، وكل الذين تحدثت معهم من هؤلاء المسؤولين قالوا لي : اذهب الى الوكيل الاقدم اواذهب الى الوزير كما فعل فلان وفلان وفلان. . ومن خلال هذا الكلام نستطيع أن نفهم بكل بساطة بأن اغلب من منحوا فرصة العمل قد وصلتهم عبرالواسطة  سواء من الوزير او الوكيل وقد تمت بضغوطات كبيرة على السيد الوزير والسيد الوكيل، ياسيدي هنالك افلام ميزانياتها كانت عالية جدا بل خرافية، بينما افلام اخرى عانى العاملون فيها من  بؤس وشقاء وتعب وسبب كل ذلك يعود الى  عدم كفائة القائمين على ادارة العمل السينمائي، وعدم كفاءة من يقرر ادارة انتاج الافلام السينمائية، نحن الان تحت رحمة إدارات يقودها ديناصورات عفى عليهم الزمن،وهم تجار ومليونيرية، وتمكنوا من سرقة الفرص من الشباب،ومنّا ايضانحن المهمشون،وهنا لدي سؤال: من هو القادرعلى ان يقول إن فلان مخرج وفلان غير مخرج حتى نستطيع أن نمنح فلان فرصة ونؤجلها عن الاخر الى المستقبل؟،بالطبع لايوجد لدينا لجنة خبراء، بل لدينا لجنة انتهازيين،ومع هذاورغم هذه الصورة القاتمة اشعر بأن بوادر تغيير تبدو واضحة في الصورة نحو الاحسن فقد  تم تشكيل لجان جديدة ورؤية جدية للانتاج السينمائي،واتمنى ان تمنح الفرص لمن يستحقها، كماانني اشك بان عجلة انتاج الافلام ستستمر ضمن خطط وزارة الثقافه في المستقبل القريب،لاني أعتقد بأن مانشهده من حركة في الانتاج ماهو إلاّ أمر موسمي ،وهذا مرتبط بأختياربغداد عاصمة الثقافه العربية،لذا اتمنى على الوزارة ان تضع خطة واضحة لانتاج افلام ضمن خطط خمسية وأن تمنح  الفرص لمن يستحقها وأن يكون الاشراف بإدارة لجنة من الخبراء.
الجيل الجديد
*على من تراهن في اعادة الروح الى جسد السينما في العراق ؟
-انا اراهن فقط على الشباب الجدد ولاغير الشباب،فنحن لدينا الآن مجموعه من الشباب السينمائي المليء بالحماس والوعي ويمتلك رؤية جديدة لمعالجة الواقع،وقد اثبت هؤلاء على الصعيد المحلي والعربي على انهم بالفعل شيء مهم وكبير.ويمكن ايضا ان نراهن على البعض من المخرجين ممن عاشوا في الغرب،لأهمية تجاربهم وضرورة الاستفادة منها  كي ننهض بواقع الفيلم العراقي، سيدي الكريم  عن طريق السينما يمكن ان تحل الكثيرمن معضلات العراق الاجتماعية،ان السينما هي مركز النور وقد كانت ولم تزل يدُ امريكا الضاربة في العالم كما كانت ايضا كذلك ايام الاتحاد السوفيتي السابق،وهكذا،فالعراق بدون سينما ينقصه شعاع من نور باهر .
الجوائز والمهرجانات
*السينمائيون العراقيون المغتربون لماذا لم نجدهم قد حققوا شيئا مهما خارج العراق،ونحن نعلم أن كل مانسمعه من جوائز حصلوا عليها هنا وهناك،هي في الحقيقة لاقيمة لها لانها جاءت من مهرجانات لاوجود لها في خارطة المهرجانات الدولية المعترف بها أين تكمن الاسباب. هل في عدم وجود الدعم لمشاريعهم في تلك البلدان مثلا ؟
-اولا نحن هاجرنا ونفينا الى بلدان ممتلئه وممتلئه جدا وهذه الدول هي الصانع الاساسي للثقافة العالمية وهي المصدر لها. ثانيا ان اغلب المثقفين العراقيين متقاطعين بعلاقاتهم ولاسباب عديدة اهمها الطاوسية التي يتمتع بها المثقف العراقي،كذالك المثقفين العراقيين يقولون مالايفعلون فتحركهم احزابهم ولا يؤمنون بالفكر الاخر. بالاضافة الى كل هذه الظروف ليس من السهولة ان تحصل على دعم لانتاج فيلم سينمائي لكن هل هذا يشمل الكل؟ بالطبع لا. فلقد حصل الكثير من المخرجين على تمويل افلامهم وبكافة انواعها من قبل منتجين اوروبيين، وانا واحد من هؤلاء، لكن لو كنا نعمل نحن المغتربين بشكل جماعي وبدون تقاطعات،لتمكنّا من الحصول على دعم كثير،لكن المشكلة اننا مختلفون فيما بيننا جدا جدا جدا. لهذا ترى نتاجاتنا قليلة ومتباعده ولها علاقه بظروف آنية سواء في الغرب او في العراق،من هنا تجد ان بعض شركات الانتاج قد انتجت افلام لبعض المخرجين العراقين وبعد ذلك قررت عدم تكرار التجربة وأعلنت إداراتها التوبة. وعلى ذلك تجد لدينا اكثر من مخرج لديهم فلم واحد فقط ! ليبقى يعيش على ذكرى هذه التجربةلمدة  30 عام،وما اكثرهؤلاء. امّا مايخص الجوائز والمهرجانات فنحن نشطون في هذا المجال ونذهب سنويا الى عدة مهرجانات سواء كانت مهمة اوغير مهم، ولااعتقد يوجد مهرجان غير مهم فكل مهرجان ماهو إلاّخطوة للامام، والجوائز في حقيقة الامر لاتعني شيء مطلقا ً لان معظمها وهذه القناعة جاءت من خلال تجربتي غالبا ماتمنح لأسباب لاعلاقة لها بجودة الفلم،فالمسألة لها حسابات أخرى، وعندما يجد اي مهرجان انّ حساباته تتلائم مع فيلم عراقي سوف نحصل على جوائز، وبالنهاية هذه قضية نسبية،لأن المهم هو ان تشارك وليس المهم الجائزة .
*اخيرا نسألك لماذا هذه العلاقة الحميمة مع الفن السينمائي ؟
-لان طفولتي كانت بالقرب من دور عرض السينما ،منها سينما الرشيد وسينما الوطني وسينما علاء الدين وسينما الشعب بسبب تواجدي الدائم مع ابي واخوتي حيث محلاتهم كانت هناك فكنت يوميا ارى فيلمين، فجذبني ذلك الصوت الجميل لماكينة العرض كذلك الضوء المنبعث من غرفة العرض والدخان المتطاير الى الاعلى حيث كنت احلم دائما بان اكون انا البطل بدلا من ابطال الافلام التي كنت اشاهدها وانا طفل، ولازلت  حتى الآن اسيرّ هذه الاجواء،الظلمة والضوء والدخان المتطاير الى الاعلى، ودائما ما كنت انام في داخل صالات العرض لاني كنت ارافق اخوتي وابي بالعمل، واود ان اقول لك شيء مهم جدا ً، انا وحتى  هذه اللحظة، عندما اتكلم وامشي وامارس حياتي دائما ماأفكر أين أضع الكاميرا، قد يكون هذا الأمرغريبا بعض الشيء،لكني بصدق اعيش اللقطه والزاوية والفن بكل لحظة، انا عاشق لضوء السينما، انا حياتي كلها عبارة عن زاوية ولقطه وفيلم، كذالك انا كنت محظوظا جدا ً عندما منحني الاستاذ قاسم حول فرصة بطولة فيلم روائي طويل وانا بعمر 17 سنة وبعدها عملت في اربعة افلام سينمائية وفي حينها كان عمري 18 سنة،كانت صوري تملاء فاترينات سينما بابل مع كبار الممثلين في ذلك الوقت،وكنت اتباهي باسمي وبموهبتي، لقد منحتني السينما كل هذا العلاقة الجميلة بالحياة،انا حياتي كلها سينما.